تخلص من صورتك الذاتية السيئة واسترجع ثقتك بنفسك
لا أعرف أشخاصاً سعيدين تماماً بأنفسهم، هل تعرف أنت؟
كل شخص أعرفه مرت عليه أوقات كان فيها محبطاً من نفسه.
- أنا أكره مظهري.
- لماذا أقول دائما أشياء غبية؟
- أنا لست على المستوى.
إننا نصل إلى حضيض الثقة بالنفس عندما نرغب بالخروج من أجسادنا ونحتل أشخاصاً أكثر جاذبية وذكاءونجاحاً. وما يثير السخرية أن الأشخاص الآخرين قد يرونك جذاباً وكفؤاً، ولكن نظرتك لنفسك مختلفة تماماً.
بالنسبة لمعظم الأشخاص، فإن الأوقات التي تختبر فيها الصورة الذاتية هبوطاً عنيفاً مفاجئاً ليست دائمة. إننا نعود إلى أعمال الحياة ونلاحظ أننا لسنا بهذا السوء. وعلى الرغم من عيوبنا وأخطائنا، فإننا نشعر بالثقة بشكل عام بأنفسنا وبما يمكننا إنجازه.
ولكن أحياناً، يمكن أن نسقط لأشهر أو حتى لسنوات في حفرة عميقة من الاشمئزاز الذاتي وانعدام الثقة بالنفس. قد تشعر بالسوءالشديد من نفسك لدرجة أنك تغلق على نفسك وربما لفترة طويلة في هذه الحفرة المليئة بانعدام الأمان والخوف.
وكلما بقيت وقتاً أطول في هذه الحفرة، فإنك تترك الفرصة سانحة أمام عقلك ليفرض عليك أكثر وأكثر صورتك الضعيفة، وستشعر بالسوء الشديد لدرجة أنك لن تستطيع فعل شيء، ستصبح مصاباً بالشك وستخشى أن الجميع يحكمون عليك ويرونك ذلك الشخص الفاشل الذي تعتقده.
بالنهاية ستصبح هذه الفوضى نبوءة قد تحققت. وسيبدأ الناس برؤيتك بشكل مختلف لأنك تفكر بنفسك بشكل ضعيف. إن هذه حفرة قاسية والخروج منها ليس بالأمر السهل ابداً .
ولكن إذا كنت قادراً على اعادة التفكير بعمق وتروي في حالتك النفسية والذهنية فإنه من الممكن أن تخرج نفسك من هذه الحفرة وتعيد بناء ثقتك بنفسك، ولكن تذكرأن هذا لا يحدث بين ليلة وضحاها، ولكن إن كنت قد تعبت من الشعور بالضعف وانك ترغب وبقوة ومستعد لاتخاذ بعض الخطوات الصغيرة الثابتة، فبإمكانك أن تتغير.
إن كان لديك مشاكل في صورتك الذاتية، إليك 11 طريقة ناجحة للثقة بالنفس
1-انتبه لصوتك الداخلي:
إن شعورنا بالثقة الضعيفة بالنفس يمكنه أن يوقفنا عن العمل ويسبب لنا الكثير من الألم، ولكن اعرف أن أفكارنا هي التي تخلق لدينا هذه المشاعر، فالتفكير السلبي لوقت طويل يجعل أفكارنا أكثر تأثيراً على مشاعرنا.
المكان الأول الذي يجب أن يبدأ منه العلاج هو الانتباه إلى عدد المرات التي يكون لديك فيها أفكار سلبية، إسأل نفسك هذه الأسئلة:
- كم مرة في اليوم أو في الساعة تفكر بشيء سيئ عن نفسك؟
- حتى يكون لديك قراءة صحيحة عن الأمر، احتفظ بعداد صغير في مفكرتك أو على هاتفك النقال لبعض الأيام.
- كل مرة تجد نفسك تفكر أفكاراً سلبية عن نفسك، أضف ذلك إلى العداد.
ستلاحظ قريباً كم من الصعب محاربة هذا الصوت المتواصل في رأسك، فهو ينهكك ويتركك مقيداً بالمشاعر التي ستضعفك.
2- انتبه للمبالغة:
عندما تبدأ بملاحظة الأفكار السلبية، سترى كم منها مبالغ فيه.
أنا غبي
أنا بدين لدرجة أن لا أحد يرغب بمصادقتي .
أنا لا أنجح بأي شيء.
هذه الطريقة من التفكير ستعميك عن حقيقة من أنت وكيف يراك الآخرون. عندما تلاحظ هذه الأفكار، أخرج نفسك منها. هل أفكارك حقيقة فعلاً؟ هل هي صحيحة؟ سترى كيف أن تفكيرك المتطرف يخدعك.
3-استبدل الأفكار السلبية
من الصعب التخفيف من وتيرة تفكيرك السلبي، لأنه أصبح عادة. من الأسهل الإبقاء على العادة ولكن عليك محاولة تغيير نمط التفكير لديك.
عندما تلحظ تفكيراً سلبياً، اعمل على تغييره إلى شيء إيجابي. ابحث عن أصغر شعاع من الإيجابية في الأفكار أو المواقف السلبية. إذا كنت تركز على مظهرك، جد شيئاً تحبه في مظهرك وركز عليه. إذا شعرت بالغرابة في مكان اجتماعي، ابحث عن شيء إيجابي واحد يحدث وفكر فيه.
لا داعي لأن تختلق الأشياء ،هناك دائماً شيء إيجابي يمكنك أن تجده في كل موقف.
وتذكر، ما تركز عليه يصبح حقيقتك. قد يبدو من غير الطبيعي في البداية التركيز على الأشياء الإيجابية، ولكن استمر بالتدريب وستجد أنه يصبح طبيعياً أكثر مع الوقت.
4- افعل شيئاً تجيده:
نشعر كلنا بالرضا عن أنفسنا عندما نفعل شيئاً نستمتع به ونجيده. قد يكون هذا أي شيء من ترتيب الخزانة إلى صنع بيت للعصافير.
إذا كان لديك هواية أو شغف ما، أشغل نفسك به، وهكذا سيصبح عقلك مشغولاً وستشعر بالنجاح بما تفعله. قد لا يساعد هذا على تحسين صورتك الذاتية بشكل دائم، ولكنه سيبقيك مركزاً على أمر إيجابي وذو فائدة.
5-ضع عيوبك في منظور:
من المحتمل أنك دربت نفسك على الاعتقاد أنك يجب أن تكون على مستوى مقياس معين، وإذالم تفعل، فإنك ترى نفسك على أنك شخص ذو عيوب وغير مرغوب به.
أن تتعلم كيف تتقبل نفسك وأن تنظر أبعد من عيوبك هو خطوة حقيقية اتجاه تغير دائم. الجميع، نعم الجميع، لديهم عيوب حتى لو كانوا يبدون مثاليين بالنسبة لك. الجميع يرتكب الأخطاء، ويفشلون في العيش حسب توقعاتهم، ويخيبون ظن الآخرين من وقت لآخر.
إذا كنت ترى مجالاً لتحسن ذاتي حقيقي، فالرجاء، افعل ما بوسعك لتصبح أفضل، ولكن لا تتوقع المثالية.
يجب أن يكون هدفك أن تفعل ما بوسعك، أو على الأقل أن تحاول فعل ما بوسعك. وسامح نفسك عندما لا تحقق ذلك. ثم حاول مجدداً.
6- كن صديقاً لامتنمراً:
لا تتكلم أبداً مع صديق بالطريقة التي تتكلم بها مع نفسك. بعض الأشياء التي نقولها لأنفسنا أسوأ من أقسى تعليق قد يصدر عن متنمر في المدرسة. لا يوجد شخص يعاملك بلطف ومحبة أكثر من معاملتك لنفسك ، تذكر ذلك وستشعر بالفرق ؟ اخلق حالة عقلية حيث تكون أنت أفضل صديق لنفسك.
- كيف كنت لتشجع وتدعم صديقك المفضل؟
- ماذا كنت لتقول لتكون لطيفاً وداعماً لصديقك؟
لا نتيجة جيدة تأتي من الخجل من نفسك. لن يغير الخجل حياتك للأفضل، ولكن التشجيع والتفكير الإيجابي سيحقق لك ذلك.
7- تدرب على العلاج بالتعرض للمخاوف:
يتضمن العلاج بكشف النفس أن تعرض نفسك بشكل صغير وقابل للسيطرة للأشياء التي تخاف منها. عادة ما يتم استخدام هذه الطريقة في عيادة المعالج كجزء من العلاج الإدراكي السلوكي.
ولكن يمكنك أن تساعد نفسك على القيام بأشياء تشعر حيالها بالتوتر أو بالشك. إذا كنت تشعر بالانزعاج من التحدث في المحافل الاجتماعية، اذهب إلى حدث ما وتحدث مع شخص أو شخصين قبل المغادرة.
إذا كنت تعتقد أنك غير قادر على فعل شيء ما أو تخاف من الفشل، قم ببعض الإجراءات للتأكد من نظريتك. اصنع قليلاً من الزخم لتظهر لنفسك أنك لست عاجزاً عن التقدم.
الهدف من هذا هو المحاولة أن تخرج نفسك من منطقة راحتك. لا تهتم كثيراً بما ينتج عن ذلك ، عليك فقط أن تثبت لنفسك أنك تستطيع اتخاذ الخطوات لمواجهة مخاوفك ، وبالتالي عندما تحاول المرة القادمة، لن تشعر بالتوتر أو أنك مكشوف.
8-امض الوقت مع الأشخاص الصحيحين :
عندما يكون لديك صورة ذاتية سيئة، فإنك تعمد إلى عزل نفسك. وتشعر بالإحباط والقلق من أن الآخرين يحكمون عليك. وبدون أي علاقات اجتماعية أو دعم إيجابي، ستصبح ضائعاً في أفكارك السلبية.
امض الوقت مع العائلة والأصدقاء الذين يرون الأفضل فيك، وعلى كل حال فإن التواصل الاجتماعي مهم للصحة العقلية، ولكن من الأكثر أهمية لشخص ذو ثقة ضعيفة بالنفس أن يكون مع أشخاص محبين أو داعمين.
وعلى العكس، فعليك تقليل الوقت الذي تمضيه مع هؤلاء الذين يحطون من قيمتك أو يجعلونك تشعر بالسوء من نفسك.
لا تقع في فخ أن تكون كالأشخاص الذين يقومون بإسعاد الآخرين أو يتسكعون مع الأشخاص المسيطرين لتعطي دفعا لثقتك بنفسك، ففي النهاية، سيعطي ذلك تأثيراً عكسياً.
9- ضع قائمة بصفاتك الجيدة:
إن رؤية الأشياء مكتوبةعلى الورق يمكن أن تساعدك على احداث التغيير المطلوب . أمسك ورقة وقلماً ودون كل صفاتك الإيجابية التي يمكنك التفكير بها.
لا تكن خجولاً أوتقلل من نفسك بهذا التمرين. كن حراً تماماً للاعتراف بكل صفة جيدة تتمتع بها.
- هل أنت لطيف؟
- مستمع جيد؟
- تعمل بجد؟
- مضحك؟
- حي الضمير؟
قد تفكر بهذه الصفات بشكل بديهي، ولكنها مهمة لشخصيتك وكيف يراك الناس. اسمح لنفسك بالاستمتاع بالمشاعر الجيدة النابعة من معرفة أنك تتمتع بهذه الصفات. اجعل هذه الصفات في مقدمة أفكارك بدلاً من السماح للنظرة السيئة بالسيطرة عليك.
10- أعد تمثيل المواقف الصعبة
فكر بالمواقف التي ركزت على شعورك بالثقة الضعيفة بالنفس. إذا كان لديك معالج أو صديق مقرب، أعد التفكير بهذه المواقف معهم وكيف كان رد فعلك واستجابتك.
كيف كنت لتعود وتغير ردود فعلك بالاستناد إلى صورة ذاتية أفضل؟ كيف كنت لتتصرف بشكل مختلف؟ إذا لم تكن متأكداً، تحدث بالأمر مع صديقك للحصول على أفكار لطرق أكثر إيجابية للتعامل مع المواقف التي جعلتك تشعر بعدم الأمان.
عندما تتمرن على هذه المواقف في عقلك أو في أمان المنزل ، ستشعر بالثقة أكثر في المرة القادمة التي تمر بها بنفس الموقف. ستكون مستعداً بما تقول أو تفعل، حتى وإن كنت مازلت تشعر بعدم الثقة. إن قدرتك على اتخاذ خطوات إيجابية، على الرغم من شعورك بانعدام الأمان، سيساعدك على الشعور بالأمان مع الوقت.
11-تابع التمرين:
إن الإتقان يتطلب التدريب والمثابرة ، عليك أن تتمرن لتكتسب المهارة. ليس هناك كرة سحرية لتحسين صورتك الذاتية. إنما عليك أن تعمل على تحسينها وتتمرن على هذه الاستراتيجيات بشكل يومي.
إذا كنت تؤمن أن النتائج تستحق الجهد، ستكون أكثر اندفاعاً لمتابعة التمرين. إذاً، ماهي النتائج؟
إنه الشعور القوي بالثقة والحرية، ومعرفة أنك شخص جيد ذو قيمة وقادر، بكل سيئاتك وحسناتك. عندما تشعر بهذه الطريقة، سيكون لديك الدافع والطاقة العاطفية لمتابعة أهدافك دون خوف أو خجل.
تابع مراقبة نفسك عندما تسقط في حلقات التفكير السلبي. استبدل الأفكار السلبية بالأفكار الإيجابية وركز على صفاتك الحسنة. توقف عن التنمر على نفسك وكن صديق نفسك المفضل. تحدى نفسك للقيام بالأشياء التي تجعلك غير مرتاح. عاشر الأشخاص الذين يدعمونك. تمرن على أساليب جديدة للاستجابة للمواقف المثيرة للتحدي.
عندما تطور هذه العادات الجديدة، فإن مشاعرك تجاه نفسك ستتغير ببطء ولكن بشكل مؤكد.
خلاصة:
تذكر، إن شكوكك الذاتية وخوفك هما أكبر بكثير من الحقيقة. يمكن إدارة الواقع، ولكن الشكوك الذاتية تعميك عن الحقيقة. استمر بدعم أسس الصورة الذاتية عن طريق التدريب على هذه الأمور. خطوة خطوة، ويوماُ بعد يوم، ستغير نظرتك إلى نفسك وستحب وتتقبل الشخص الرائع الذي أنت عليه.