عادات مخاطبة مزعجة
إن النجاح في التحدث مع الآخرين لا يتعلق بما تقول بل بالطريقة التي تتحدث بها.
التشاؤم نبوءة ترضي الذات:
إذا كنت تتوقع ألا يتقبلك الناس عند اجتماعك بهم، فإن الدراسات تبين أنك ربما تتصرف بسلبية باردة حتى تثبت أنك على حق ( حسب ايحاءات العقل الباطني ) ، لكن من جهة أخرى يعمل التفاؤل الإجتماعي بنفس الطريقة، فمن يتوقع من الآخرين أن يتقبلوه سيدخل في محادثة أكثر إيجابية مما يترك نفس الشعور لدى الطرف الآخر. لا يعني هذا الأمر أن عليك أن تكبت مشاعرك طوال اليوم، بل أن تعتبر السعادة والحزن بمثابة فيروس معدي.
أنت تهيمن على الحديث:
لا يحتاج الأمر أخصائيين في علم الأعصاب من أعلى المستويات للتأكيد بأن إزاحة بعض الضغط عن صدرك مفيد لك، بل قد تدهش من مدى هذه الفائدة والشعور بالتحسن. لقد ورد في صحيفة وول ستريت أن التحدث عن أنفسنا سواء ضمن حديث شخصي أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي كالفيسبوك وتويتر يحفز نفس الشعور بالسعادة في الدماغ كما بالنسبة للطعام والمال. إذا كنت تحرم صديقك من متعة الإفصاح عما في نفسه فكأنك تحرمه بذلك من تناول وجبة لذيذة.
لا تكن نرجسياً خلال الحديث، بل اكبح جماح غرورك وامنح صديقك متعة تذوق تلك الوجبة اللذيذة الخفية.
أنت كثيراً ما تصحح للناس:
تؤكد معظم الأبحاث العلمية، إن الوسيلة الأساسية لترسيخ علاقة مع شخص ما هي أن تكبح جماح غرورك وتضع رغبة الشخص الآخر بالحديث والاستماع إليه فوق رغبتك، وذلك بعدم مقاطعته أو تصحيح ما يقوله من ناحية الوقائع أو القواعد اللغوية، وأن تجعله يدرك بأنك تصغي إليه دون إطلاق الأحكام على كل جملة او وجهة نظر يقولها .
ويرى أخصائيو السلوكيات أن الشخص الذي يسمح للآخرين بالاستمرار في الحديث دون يأخذ دوره يعتبر بشكل عام أفضل المحدثين، فهو من يسعى الأصدقاء أو أفراد العائلة وراءه عندما يحتاجون لشخص يستمع إليهم بإهتمام دون مقاطعة ، فهو الأفضل في بناء علاقات سريعة ومتينة.
استعمال ضمير المخاطب بدلاً من ضمير المتكلم:
إذا كنت كثيراً ما تستعمل ضمير المخاطب في حديثك، يزداد الاحتمال أن يشعر الشخص في الطرف الآخر بأنه مأمور ومحاكم أو مدان. وعلى العكس فقد ثبت أن الثنائي الذي يفضل الكلمات التي تعزز التواصل (نحن) بدلاً من التباعد (أنا ـ أنت) تكون العلاقة بينهما أكثر سعادة وصحة وقناعة. ومن حسن الحظ أن تأثير الضمير (نحن) ينجح حتى مع الغرباء، فقد ثبت أن الضمائر الشاملة تحفز شعوراً فورياً بالإيجابية والألفة.
أنت تنهي عباراتك كالأسئلة:
إن أي ارتفاع النبرة في نهاية الجملة التقريرية لتصبح كنبرة الاستفهام أو السؤال هو بحد ذاته أسلوب منفر في تبادل الأحاديث مع الآخرين ، ففي دراسة شملت 700 مسؤول من الجنسين كانت النتيجة أن 85% يعتبرون هذا الشكل من الحديث كمؤشر على عدم الأمان (الثقة)، و70% يجدونه مزعجاً، و57% يعتقدون أن هذا قد يكون عائقاً أمام المسيرة المهنية.
لا يمكن إنكار التحيز ضد من يستعملون هذا الشكل من الحديث، إلا أنه يمكن التعامل معه ولكي تبدو أكثر ثقة بالنفس وأكثر حزماً ننصحك بالتدريب على خفض نبرة صوتك في نهاية الجمل الرئيسية.
أنت تتحدث بسرعة زائدة:
إن الحديث بسرعة شديدة لا يقدم لك الكثير من المزايا. مهما كانت أفكارك غنية إلا أن الكلام بسرعة زائدة يمكن أن يظهرك بمظهر العصبي والمتسرع أو كأنك تحاول الترويج لأمر ما.
وجدت دراسة شملت 1380 مكالمة للتسويق عبر الهاتف أن المعدل المثالي للحديث هو حوالي 3,5 كلمات في الثانية (لا مبالغة بالسرعة أو البطء) والتوقف بين الحين والآخر لإثبات أنك لست شخصاً آلياً.