كيف تطور مهارة الوعي الظرفي ؟
في أحد مشاهد فيلم "The Bourne Identity" نرى البطل وهو جايسون بورن جالساً في أحد المطاعم الصغيرة يحاول أن يكتشف هويته وسبب وجود عدد من جوازات السفر بحوزته والمسدس الذي وجده في صندوق الأمانات في البنك قبل قليل ، ويلاحظ المشاهد للفيلم ان بمقدور بورن ملاحظة أشياء موجودة في محيطه لا يلاحظها الآخرون.
إن قدرة هذا الإنسان الخارق على ملاحظة ما حوله والقيام بتقييم مفصل حول محيطه ليست مجرد سمة من سمات رجل المباحث السري بل هي مهارة تدعى الوعي الظرفي Situational Awareness وبإمكانك تملكها أيضاً.
وكما يوحي الاسم، فإن الوعي الظرفي يعني ببساطة معرفة ما يدور حولك بالتفصيل وبدقة متناهية والأهم من ذلك السرعة في ادراك ذلك، وقد يبدو ذلك سهلاً من حيث المبدأ إلا أنه في الواقع يتطلب الكثير من التدريب المضني والذي يحظى به غالباً النخبة من العسكريين والمجندين في الاستخبارات وقوات الأمن بالإضافة الى القتلة المدربين ولكنه ضروري للمدنيين أيضاً، ففي موقف خطير يمكن لإدراك التهديد ولو قبل ثوان من الآخرين أن يبقيك وأحبائك بأمان.
إن إدراك الموقف هو القدرة على تحديد المعلومة وتحليلها واستيعابها ومعرفة وسيلة النجاة المناسبة عند مواجهة موقف طارئ، وبكلمة أبسط إنه معرفة ما يدور حولك بسرعة وهذا امر لا يمكن لأي شخص القيام به بسرعة ، ونقدم تالياً عدة طرق يمكنك عبرها تحسين مهارات الوعي الظرفي لديك والتي قد تكون بحاجة إليها في ظرف طارئ:
1- تعلم التنبؤ بالأحداث:
إن الوعي الظرفي يطلب القدرة على التنبؤ بدقة وبسرعة للتصرفات التي ستقوم بها العناصر المحيطة.
بعد أن تتمكن من تحديد العوامل المحيطة بك واستيعاب الموقف، يحين الوقت للتقدم خطوة أخرى في إدراك الموقف وذلك بالاستفادة من تلك المعلومات للتفكير السريع لتحديد مدى تأثيرها على الأفعال والأحداث المتوقعة ضمن المحيط .
2- تحديد العناصر حولك:
بعد ان تتمكن من تحديد العناصر والعوامل المحيطة بك يجب ان تبدأ بالانتباه إلى الأخطار المحيطة بك، ثم وسع انتباهك إلى العناصر الأخرى التي لا تشكل خطراً.
وهذا هو المستوى الأساسي في مجال الوعي الظرفي حيث تبدأ بمراقبة وتحري وملاحظة عناصر الموقف والمتعددة التي تشمل الأشياء، الأحداث، الأشخاص والعوامل المحيطة، مما يتطلب منك الانتباه إلى المواقع والمواقف وأفعال العناصر المحيطة.
قد يبدو هذا الأمر صعباً ولكن لا داعي للقلق فأنت تقوم بهذه الأمور كل يوم، لقد صممت أول خطوة لتساعدك على توسيع وتحسين قدرتك على فهم ما يحدث حولك.
3- الثقة بإحساسك:
يمكن للتوتر او الشعور بالقلق ان يسبب فقدان إدراك الموقف بشكل صحيح، لذلك يجب ان تثق بإحساسك الداخلي عندما ينبؤك بوجود خطأ ما، لأن هذا الدليل هو من أكثر الأمور التي يمكن الوثوق بها ، وتذكر انه باستطاعة الجسم أن يستشعر بالخطر بشكل خفي قبل أن تكون الأمور واضحة بوقت طويل.
4- التحكم بالشعور بالضغط:
يؤدي الشعور بالضغط الى تشتت الانتباه وبالتالي الى ارتكاب الأخطاء ، إن القدرة على ترتيب الأولويات بسرعة يؤدي الى التخفيف إلى أقصى حد من تشتيت الانتباه ويضاعف من احتمالات النجاة .
5- الانتباه للوقت:
إن الوقت عامل هام لإتقان مهارة الوعي الظرفي . لأن حركة ما يحيط بك تتغير باستمرار بفعل تصرفات الآخرين والعوامل الخارجية. عندما تبدأ الأحداث غير المتوقعة بالظهور تأكد من إجراء التغييرات اللازمة بسرعة مما يساعدك على النجاة.
6-ابدأ بتقييم وفهم المواقف:
ان فهم العناصر المتعددة عبر عملية تمييز الأنماط وتفسيرها وتقييمها امر حيوي ، حيث تساعدك هذه المعلومات على تحديد كيفية تأثيرها على أهدافك أو في هذه الحالة على نجاتك وهذا ما يساعدك على تكوين صورة شاملة لمحيطك القريب وعلى فهم أفضل لمهارة الوعي الظرفي.