ماهي قيمة احترام الذات في علم النفس الإيجابي؟
يدرك كل شخص تقريباً معنى احترام الذات، لأنه أحد أقدم مواضيع علم النفس ولكنه من أصعب المفاهيم عند محاولة تعريفه. منذ قام عالم النفس ويليام جيمس بتقديمه، كانت هناك الرغبة من المجالات الأخرى كعلم النفس الإجتماعي وعلم النفس الإنساني بدراسته وقياسه.
التعريف:
يوجد ثلاثة تعريفات عامة لاحترام الذات وهي مستخدمة ومقبولة بشكل واسع في المجتمع.
- الأول: القدرة على النجاح في نواح هامة من الحياة والإيمان بالطموح.
- الثاني: موقف يرفع من إحساس المرء بأهميته.
- الثالث: مزيج بين التعريفين السابقين.
هناك سمات خاصة تميز مدى احترام المرء لذاته، حيث يكون منفتحاً تجاه النقد، يعترف بأخطائه، يرتاح لتقديم وتقبل المديح، ويوجد تناغم بين أقواله وأفعاله وتحركاته. لا يخشى من يتمتع باحترام الذات من إظهار فضوله، والحديث عن تجاربه وأفكاره وفرصه، كما يتمتع بالجوانب المرحة في حياته ويرتاح لثقته بالنفس شخصياً واجتماعياً.
احترام الذات في العالم:
كشفت الأبحاث الأخيرة عن العلاقة المتبادلة بين احترام الذات والتفاؤل عند طلاب الجامعة في البرازيل.
جاءت إحدى النتائج المثيرة للاهتمام من دراسة ثقافات متقاطعة حول القناعة في الحياة واحترام الذات شملت (31) بلداً. وجد الباحثون اختلافاً في مفهوم احترام الذات بين الثقافات الجماعية والثقافات الفردية حيث يقل مستوى احترام الذات في الثقافات الجماعية. وبما أن التعبير عن المشاعر الشخصية، والمواقف والأفكار المعرفية ترتبط بشكل كبير باحترام الذات، يبدو أن الثقافة الجماعية يتدنى فيها مفهوم احترام الذات بسبب غياب تلك السمات.
وجدت الصين، وهي ثقافة جماعية، أن احترام الذات مؤشر هام حول القناعة في الحياة، وأن لاحترام الذات تأثير على المرونة وعلى المراهقين، كما هو الحال في الثقافات الجماعية الأخرى، حيث يشعر المراهقون باليأس وعدم القدرة على التكيف.
أما في الثقافات الفردية، يكون المراهقون الذين تعلموا الاعتماد على ما يؤمنون به وعلى سلوكهم، وعلى شعورهم بالراحة في التعبير عن آرائهم، أكثر مرونة ويتمتعون بإحساس عال من احترام الذات.
كيف نرفع من احترام الذات:
فيما يلي لائحة بالأساسيات التي تعتبر دليلاً تدريجياً لتعزيز احترام الذات. وينصح بإتباع هذه الخطوات كجرعة يومية في حال الرغبة برفع مستوى الثقة بالنفس، والمرونة، والطموح واحترام الذات:
1- العيش بوعي: يجب أن يكن المرء واعياً لنشاطاته اليومية وعلاقاته مع الآخرين، ومتنبهاً للأفكار غير المستقرة وكذلك لأولوياته الشخصية.
2- تقبل الذات: وهذا يعني أن يدرك المرء النواحي الأفضل والأسوأ في شخصيته ويتقبلها، وكذلك النواحي التي لا يعترف بها في شخصيته.
3- المسؤولية الشخصية: ويعني ذلك إدراك الشخص لمسؤوليته عن خياراته وتصرفاته.
4- تأكيد الذات: أن يتصرف المرء حسب قناعاته ومشاعره الفعلية قدر الإمكان.
5- الحياة الهادفة: تحقيق الأهداف الشخصية التي تمنح الطاقة للوجود.
6- المصداقية الشخصية: عدم التنازل عن المثل العليا والمعتقدات لأن المصداقية لا تظهر بوضوح إلا حين يكون السلوك متناغماً مع المثل العليا التي نؤمن بها .