هل التفكير الشمولي طريقك إلى الإبداع؟
إذا واجهتك مشكلة صعبة في العمل، أو كنت تعاني وأنت تبحث عن حل لمعضلة رياضية أو علمية، فربما تكون بحاجة لإعادة التفكير بطريقة تفكيرك. هناك أسلوبان رئيسان للتفكير، الأول التفكير بتركيز والآخر التفكير الشمولي المتعدد أو المشتت، وهو طريقة تفكير الفلاسفة والمبدعين الأفضل على مر العصور.
التفكير الشمولي مقابل التفكير بتركيز:
لو افترضنا أن العقل البشري عبارة عن سيارة، سيكون فيه جهازين لنقل الحركة: المركزي والشمولي . التفكير بتركيز يفسر نفسه بنفسه، فهو نوع من التفكير يشبه رؤية الصورة عن قرب ـ فأنت تركز بشكل قريب على مشكلة معينة، وتبتعد كل ما عداها. وهذا الأسلوب مفيد جداً لإتقان المهارات التقنية مثل الرميات الحرة للرياضيين. كما أن التفكير بتركيز هو ما تلجأ إليه حين تقع تحت الضغط. إذا كان منزلك يحترق، فإنك تركز على الأفعال الفورية (الهروب، الاتصال بالنجدة) أكثر من تفكيرك مثلاً بمدى علاقة الحريق بآليات وسياسات تعليمات السلامة العامة.
أما التفكير الشمولي أو المتعدد، وقد يقول عنه البعض (المبعثر )، فهو يعمل في الجهة المعاكسة تماماً ، فبدلاً من التركيز الشديد على مسألة محددة، فإن التفكير الشمولي يسمح لك برؤية الصورة الكاملة والوصول إلى نتائج متميزة. إنه مفتاح للإبداع، وإعادة صياغة المشاكل العسيرة، والتعاون عبر الدوائر والأنظمة.
للأسف، فإن أفضل الحلول للمشاكل الإبداعية تأتي عبر التفكير الشمولي. ففي المدرسة ومكان العمل غالباً ما نضطر لحل المشاكل خلال فترة محددة وهذا يحفز التفكير بتركيز. ولكن التفكير بتركيز قد لا يكون ملائماً للموقف الذي يواجهنا، وبالتالي فهو يصبح بمثابة أخدود يجعلنا ندور في حلقة مفرغة ولا نتمكن من معرفة الحل.
كيف يمكنك تغيير طريق تفكيرك ؟
1- اجعل الفشل مستحيلاً: إنك تفكر بشكل أفضل حين تكون هادئاً ومرتاحاً، وهذا يساعدك على تغيير الطريقة التي تفكر بها. فبدلاً من أن تفكر بضرورة حل هذه المسألة أو إنجاز هذا الأمر حتى يوم غد، يمكنك أن تفكر بعبارات أوضح، مثلاً سأرى إن كان هذا الأمر ناجحاً أو ما شابه ذلك. وهكذا لن تفشل (أو بعبارة أكثر تقنية لقد رسخت الأمان النفسي).
2- خذ فترة استراحة: يمكنك أن تعتبر التفكير الشمولي على أنه الطريقة التي تدع تفكيرك يتجول، وهذا عكس العمل المتواصل وفرط الانتباه والكفاءة. ومع ذلك فهو أساسي لحل المشاكل إبداعيا. إن تغيير ما تقوم به يساعد ذهنك على تغيير ما يقوم به ويتحرر من أنماط التفكير التقليدية.
تعتبر فترات القيلولة والمشي من أنواع الاستراحة الجيدة. قد يبدو الأمر كسلاً بعض الشيء ولكنه حقيقي. فلا شيء يريح ذهنك كالنوم (فاللحظات التي تسبق وتلي القيلولة مباشرة يمكن أن تكون مثمرة بشكل خاص للإبداع). والمشي أيضاً يساعد على تحفيز تفكيرك، والتشتيت اللطيف لأفعال المشي الأساسية كتحريك القدمين وعدم الاصطدام بالجدران ـ يحرر ذهنك.
3- تغيير المواقع: إذا كنت عالقاً في خندق ذهني ولا تستطيع الخروج منه، سر إلى مكان يشعرك بالراحة سواء كان ذلك المكان محمية طبيعية أو مقهى أنيق. بعض الأماكن تساعد على التفكير الشمولي أكثر من غيرها.