التعليم والصحة المتطلبان المسبقان للتنمية والتقدم
ربما لا أحد لا يعرف أن التعليم يهتم بالعقل، وأن الصحة تهتم بالجسم؛ فالأول هو مصدر الإبتكار (أو الإختراع) والإكتشاف، والثاني وهو (الجسم) وبخاصة اليد هو وسيلة تحويل هذه الإبتكارات والإكتشافات إلى واقع أو منتجات.
يُذكـِّرناامارتياسن –الحائز على جائزة نوبل في الإقتصاد العام –دوماً بأن "التعليم والصحة هماالمتطلبان المسبقان للتنمية والتقدم والازدهار".ويلخص الأسباب والعوامل لذلك بحاجة الناس إلى الصحة العقلية والصحة الجسدية ليبدعوا ويكتشفوا وينتجوا ويتقدموا. وأنه لذلك "يجب أن يظل التعليم وتظل الصحة متاحين ومجانيين للجميع دون تمييز".لا يعني ذلك أن التعليم من أي نوع يكفي،وأن الصحة بأي شكل تغني،وإنما يعني تعليماً محرِّراًللعقل،وصحة دائمة محمية بالوقاية والعلاج.
إن مجتمعاًأمياًأو جاهلاً(أو عقلاًمقيداً)أومريضاًأومعوقاًجسمياً،لا يستطيع البقاء الناجح على هذاالكوكب،ولاالقدرةعلى التفوق والمنافسةفي هذاالعصرالذي يتنافس فيه– بالعولمة– كل مجتمع وكل فرد مع كل مجتمع وكل فرد في العالم.
لقدجعلت العولمةفي كل إنسان وكل مجتمع بعداًعالمياًأو جعلتهمامحتاجين إليه،مما يجعل القطاع الخاص في كل مكان – مثلا ً– يلتقط الأكفألعمله أياً كان.لا يهمه أصل الفردأو منبته أودينه أو قوميته... مادام يستطيع القيام بالمهمة بنجاح.
إن كثيراً من الشركات في العالم مفتوحة لهذاالأكفأ بموجب مبدأالفرصةالمتساويةفي التوظيف (Equal Employment Opportunity)هاهي شركة نيسان اليابانية العملاقةتلجأإلى لبناني(شارل غصن)لإنقاذهامن الأزمةالتي وقعت فيها،وها هو، وهاهي،ينجحان.وها هي الفرق والأندية الرياضية تبحث عن المدرب أو اللاعب الأكفأ من أيّ بلد كان لتنهض وتفوز.
وإذا كان الأمر كذلك – وهو كذلك – فهل ينفع أو يفلح تعليم تلقيني أو سلفي في خوض معركة الإبداع والإبتكاروالإكتشاف والإنتاج والمنافسة العالمية؟!هل ينفع في صراع البقاء تعليم يرى في التفكيرالناقدوالمبدع أوالعقل الحرّ عورة؟ هل يستطيع فردأو شعب أن ينمو وينتج ويبدع ويبتكر وينافس وعقله مغلق أو محكوم بالماضي أي خاضعاًلعقول مات أصحابهاقبل مئات السنين؟وهل يستطيع فردأوشعب أن ينمووأن ينتج ويبدع ويبتكروينافس وهومريض،أي وهو تفتك به الأمراض الجسمية والنفسية؟ فاقرأواوعوا،وإذاوعيتم فإلى الإبداع والإبتكاروالإكتشاف والإنتاج فاندفعوا.