الطفل والخوف من ارتكاب الأخطاء
• مالذي تفعله ؟
• الا تعرف ان هذا خطأ ؟
• اياك ان تلمس الميكرويف، هل تريد ان تحرق اصابعك؟
• لا .. لا هذا خطأ ، هل انت غبي ؟؟
إن معظم هذه المصطلحات ليست غريبة عن مسامعنا ، وربما سمع معظمنا وهو طفل صغير بعضاً منها او اكثر ، ولكن الحقيقة التي يجب ان نعرفها ان هذه الإصطلاحات تكون غريبة جداً عن مسامع الطفل الذي يقف حائراً امامها ويتساءل لماذا كل هذا الصراخ من حولي ؟
لقد اثبتت الدراسات ان الطفل الذي يتعرض للصراخ دائماً والى التوبيخ والإهانة داخل محيطه بشكل متكرر خاصة من قبل امه او ابيه عند قيامه بأي تصرف لا يوافق عليه الأهل او عند ارتكابه اي خطأ، سيزرع الخوف في نفسه ويجعله متردداً في القيام بأي تصرف خشية ارتكاب الخطأ ، وسيكبر هذا الخوف والتردد في نفسه عندما يصبح بالغاً ويمنعه طيلة حياته من محاولة تجربة الأشياء الجديدة او القيام بأي مبادرات لإحداث تغيير في حياته خوفاً من الوقوع في الخطأ.
الخوف من الفشل لا يولد مع الطفل ولكنه يتعلمه
يتعلم الطفل الخوف من الفشل من والديه، فالطفل لايخاف من الوقوع مرة ومرتين وعشرات المرات في بداية تعلمه المشي و لا يمنعه ذلك من المحاولة مرة اخرى بل ومرات عديدة فهو يستمر في محاولة الوقوف على قدميه مرة أخرى على الرغم من فشله في تحقيق ذلك من المرة الأولى ، فالطفل بالفطرة لا يخاف من الفشل بل والأهم من ذلك لا يفهم معنى الخجل من الفشل ، لأنه يولد شجاعاً ، جريئاً ، مثابراً وإيجابياً لايعرف الخوف ولا التردد ، ولكن صراخ الأهل من حوله وملاحقتهم له وتأنيبه في كل شاردة وواردة يولد في نفسه الخوف الذي يكبر معه ويشكل عائقاً نفسياً يحد من قدرته على الخوض في تجارب الحياة وتقبل النتائج وتكرار المحاولة حتى تحقيق النجاح .
كيف نعلم الطفل الإستفادة من الخطأ ؟
يقع على عاتق الوالدين إفهام الطفل ان الوقوع في الخطأ هو خطوة مهمة لتعلم التصرف الصحيح ويجب على الأم والأب تعليم الطفل هذه الحقيقة بدلاً من توبيخه كلما أخطأ ، وإن اتباع هذا الإسلوب في التربية سيؤدي الى تعزيز ثقة الطفل في نفسه وبقدراته ولن يشعر بالسوء والإحباط اذا واجهه الفشل في اي موقف ، بل على العكس تماماً سيتمكن من مواجهة المصاعب بإرادة قوية وثقة تساعده على تجاوزها .
الفشل في الحياة نتيجة لأخطاء الأهل
ان المشكلة الأهم التي قد تنتج عن تأنيب الطفل والصراخ وزرع الخوف في نفسه هي نقص حاد في الثقة بالنفس والتي ستجعله معرضاً لإرتكاب الأخطاء بصورة مستمرة وعرضة للتأنيب في المدرسة والجامعة والعمل وفي محيط عائلته وربما مع أولاده .
لا بد ان نتذكر ان الطفل يولد جاهلاً تماماً لما يحيط به فهو لا يعرف شيئاً عن الحياة من حوله ولا عن محيطه ولا عن نفسه ، وكل ما سيعرفه او يتعلمه سيكون مصدره الأول والديه وعائلته ، وهذا التعلم وهذه المعرفة هي المكون الأساسي لشخصيته وطريقة تفكيرة وتصرفاته لبقية حياته .