الاكتئاب والتوتر خلال الحمل وبعد الولادة
يعدّ الاكتئاب والتوتر اللذان يحدثان خلال الحمل أو في أي وقت ضمن السنة الأولى بعد ولادة الطفل من الحالات المرضية، ولا تظهر هذه الحالات بسببك، ويمكن معالجتها إذا طلبت المساعدة بهذا الشأن.
تعريف الاكتئاب والتوتر:
الاكتئاب: شعور بالحزن، الفراغ و/ أو الانقباض، والتوتر شعور بالعصبية القلق و/أو الخوف، وهما حالة مرضية خطيرة يمكن أن تؤثر على العقل وقد تظهر خلال الحمل أو بعد الولادة، وهي تختلف عما يمكن أن يشعر به الإنسان حين يمر به يوم سيء أو حين يشعر بالتوتر حيال حدث وشيك، كما أنها أكثر من مجرد الشعور بالكآبة أو التعاسة الطفولية.
قد يعيق الاكتئاب والتوتر انجاز النشاطات اليومية المعتادة، مثل العناية بنفسك وبطفلك، كما أنهما يدومان طويلاً ولا يزولان بمفردهما، إلا أنه يمكن علاجهما ولهذا السبب من الضروري الحصول على المساعدة.
اكتئاب ما بعد الولادة:
إن اكتئاب ما بعد الولادة إحدى التسميات التي قد تطلق على الاكتئاب والتوتر اللذين يحدثان خلال الحمل وما بعده، إلا أن ذلك قد لا يكون أفضل طريقة لوصف ما تشعر به المرأة. إن الحديث عن اكتئاب ما بعد الولادة يعني ذلك الذي يحدث بعد الولادة، وهذا التعبير صحيح بالنسبة للعديد من النساء حيث يبدأ شعورهن بالاكتئاب في فترة ما خلال السنة الأولى بعد الولادة.
اكتئاب فترة الحمل:
قد تسمعين تعبير "اكتئاب فترة الولادة" لوصف هذه الحالة. فهذه الكلمة تصف الفترة خلال الحمل أو مباشرة بعد الولادة.
يعتقد الباحثون أن الاكتئاب هو أكثر المشاكل شيوعاً والتي تعاني النساء منها خلال فترة الحمل وما بعدها.
ومن المعلوم أن النساء قد يعانين أيضاً من التوتر في فترة الحمل، غير مجرد القلق حول ولادة الطفل. إن التوتر خلال وبعد الحمل شائع كما الاكتئاب، بل قد يحدث في نفس الوقت عند حدوث الاكتئاب. لذلك قد تسمعين عبارة "الاكتئاب والتوتر في فترة الولادة" أو "اضطراب مزاج فترة الولادة والتوتر" لوصف كل ما قد تشعر به المرأة. ومهما كانت التسمية فإن الاكتئاب والتوتر اللذين يحدثان خلال الحمل وما بعد الولادة عبارة عن حالة مرضية تؤثر على العديد من النساء.
بعض مؤشرات الاكتئاب والتوتر:
تبين النساء اللواتي يعانين من الاكتئاب أو القلق في فترة الحمل، أنهن يشعرن بما يلي:
- الحزن العميق أو الغضب دون إنذار.
- تشوش أو صعوبة في إتمام المهام.
- الحركة بطريقة آلية.
- القلق الشديد حول الطفل والأبناء الآخرين.
- الشعور بالذنب كما لو أنهن فشلن في مهمة الأمومة.
- النزق أو الغضب غير المعتاد.
مؤشرات أخرى بعض الأحيان:
- القليل من الاهتمام بالأمور التي يستمتعن بها عادة.
- أفكار الخوف والاضطراب التي لا تزول.
عوامل الخطر للاكتئاب والتوتر خلال الحمل أو بعد الولادة:
يمكن للاكتئاب والتوتر خلال الحمل أو بعد الولادة أن يحدثا لأي كان، ومع ذلك فهناك عدة عوامل تجعل بعض النساء يعانين من إحدى أو كلتا الحالتين أكثر من غيرهن.
وتشمل هذه العوامل:
- تاريخ في الاكتئاب أو التوتر، سواء خلال الحمل أو في أي من الأوقات.
- تاريخ عائلي بالاكتئاب أو التوتر.
- المرور بتجربة صعبة بالحمل أو الولادة.
- ولادة توأم أو توائم متعددة.
- مواجهة مشاكل في العلاقة مع الشريك.
- مواجهة مشاكل مادية.
- الحصول على القليل أو لا شيء من الدعم من العائلة أو الأصدقاء للمساعدة في العناية بالطفل.
- حدوث حمل غير مخطط له.
إن الاكتئاب والتوتر خلال الحمل أو بعد الولادة لا يحدثان بسبب أمر كان عليك فعله أو أمر لم تفعليه بل هما عبارة عن حالة مرضية. وعلى الرغم من أننا لا ندرك تماماً سبب تلك الحالات، إلا أن الباحثين يعتقدون أن الاكتئاب والتوتر خلال هذه الأوقات قد يكونان نتيجة لمزيج من العوامل الجسدية والعاطفية والمحيط.