كيف تعبّرين عن انتباهك الايجابي لطفلك؟
يعني الانتباه الايجابي تجاوب الأم مع طفلها بالاهتمام والحنان، لأن ذلك يساعد الطفل على الإحساس بالأمان وبقيمته. ابحثي عن الطريقة للاستفادة من أغلب اللحظات لإظهار الانتباه الايجابي لطفلك.
ما هو الانتباه الايجابي؟
الانتباه الايجابي هو الوسيلة التي تظهرين فيها محبتك للطفل وحنانك في علاقتك معه عن طريق:
- الابتسام بوجه الطفل.
- التواصل البصري واستخدام تعابير الوجه.
- اللطف والاهتمام الجسدي بالطفل.
- استعمال الكلمة للاحتفال بطفلك وتشجيعه.
- إظهار الاهتمام بالأمور التي تثير انتباه طفلك وكذلك الاهتمام بنشاطاته وانجازاته.
سبب أهمية الانتباه الايجابي:
يحتاج الطفل، منذ ولادته، للخبرة والعلاقات التي تظهر له قيمته وأنه فرد يتمتع بالقدرة ويجلب السعادة للآخرين. إن الانتباه الايجابي والتفاعل والتجاوب من الكبار تساعد الأطفال على تكوين صورة عن مدى أهميتهم.
إن نظرة الطفل لذاته تتكون بمرور الوقت بوجود رسائل المحبة والاهتمام من الأم والأشخاص المهمين في حياته، وللنظرة الذاتية السليمة أهمية كبيرة ليس فقط لعلاقة طفلك مع الآخرين، بل أيضاً لثقته بنفسه وهو يتعلم ماهية العالم حوله.
يأتي شعور طفلك بالأمان والاستقرار من تواصله معك ومع الآخرين الذين يعتنون به. فإذا قمت بدعم وطمأنه طفلك عند شعوره بالخوف والشك أو عندما يواجه موقفاً غير عادي، سيكون ذلك هو ما يشعره بالأمان والطمأنينة.
يتصرف الأطفال بأفضل شكل في البيئة حيث يتم دعمهم وتشجيعهم وإمتاعهم، فهم يكبرون ويتطورون عبر التواصل الايجابي المتكرر خلال علاقاتهم الأولى.
طريقة إظهار الانتباه الايجابي خلال كل مراحل العمر:
أمامك العديد من الفرص لإيلاء الانتباه الايجابي لطفلك خلال تواصلكما اليومي سوية.
إن الأعمال اليومية كتغيير الفوطة، أو الإشراف على حمامه أو إيصاله إلى المدرسة ستفسح لك المجال للتواصل مع طفلك بطرائق هادفة. مثلاً إن مداعبة وعناق طفلك الصغير خلال تجفيفه بعد الحمام هي طريقة لإظهار اهتمامك الإيجابي.
مهما كان عمر الطفل، هناك أشياء بسيطة يمكنك القيام بها كل يوم ليعلم طفلك مدى أهميته ومكانته لديك. مثلاً:
- النظر إلى الطفل والابتسام له.
- إظهار الاهتمام بما يفعله طفلك وسؤاله حول ما يفعله إذا كان باستطاعته ذلك.
- الانتباه والإصغاء باهتمام حين يتحدث إليك.
- تحضير بعض الطقوس الخاصة التي يمكنكما المشاركة بها سوية.
أفكار حول الاهتمام الايجابي بالأطفال حديثي الولادة والصغار:
ينتبه الطفل منذ اللحظة التي يولد فيها إلى ما تقولينه وتفعلينه وكيف تقومين بذلك. إذ يتجاوب الطفل لنبرة صوتك وإيماءاتك وتعابير وجهك ولغة جسدك حتى قبل أن يفهم ويستعمل الكلمات. هذه هي الطرائق التي تظهرين فيها اهتمامك بالطفل:
- تهدئة طفلك عندما يبكي.
- الاستجابة للأصوات التي يصدرها الطفل عبر قول شيء بالمقابل.
- الحديث حول ما يدور حولكما.
- ملاحظة ما يثير اهتمام الطفل وتشجيعه على الاستكشاف، مثلاً تعليمه كيفية تحريك خشخيشة ملونة أثارت انتباهه.
أفكار حول الاهتمام الايجابي بالأطفال في مرحلة المشي الأولى:
كلما زاد عمر الطفل تمكن من فهم ما تقولينه وكذلك كيف تقومين بذلك. إليك بعض الأفكار للاهتمام الايجابي في هذه المرحلة:
- أخبري طفلك بما تحبين تماماً فيما يفعله، مثلاً أنك تحبين الطريقة التي يلتقط فيها المكعبات مع استخدام نبرة صوت إيجابية لتتماشى مع المديح.
- انتهزي فرصة اللحظة مع طفلك. قد يكون الأمر بسيطاً كالجلوس بالقرفصاء لمراقبته برقة.
- حين تتحدثان معاً، أفسحي فترة من الوقت بعد أن تنتهي من كلامك كي يتمكن الطفل من الرد حتى لو لم يتمكن دائماً من إيجاد الكلمات المناسبة.
مرحلة ما قبل المدرسة:
- خصصي وقتاً لمشاركة طفلك بالنشاطات المفضلة لديه. مثلاً تركيب الأحاجي وقطع الليغو والتلوين وما إلى ذلك.
- منح الطفل الكثير من التشجيع حول نوعية السلوك الذي تطلبينه منه، مثلاً اشكريه على إحضار طبقه إلى المطبخ لأن هذا يساعدك على الإسراع في تنظيف المائدة بعد وجبة الغداء.
- تذكري أن تبتسمي وتتواصلي بصرياً مع طفلك عند تحيته في الصباح وربما أن تنتهزي دقيقة لعناقه.
الأطفال في مرحلة المدرسة:
- توقفي عما تفعلينه وأصغي إلى طفلك حين يرغب بالحديث حول يومه في المدرسة، قد لا يكون ذلك مباشرة بعد وصوله إلى المنزل، بل ربما خلال فترة الحمام أو قبل أن يخلد إلى النوم.
- اطرحي أسئلة متابعة حين يبدأ طفلك بالحديث فهذا يجعل المحادثة مستمرة.
- انتبهي للتواصل الايجابي لطفلك مع الآخرين وقومي بتوجيهه كأن تخبريه أنك تعتقدين أن صديقه قد أحب طريقة طفلك في طرح الأسئلة عن العطلة التي قضاها لأنه أراد أن يتحدث عن أمر مهم بالنسبة له.
- قبل أن تنبهي طفلك على أخطائه، اسألي نفسك هل الأمر مهم حقاً أم يمكن تجاوزه؟ لأنك إذا كنت تنبهين الطفل على أخطائه باستمرار، ستكون الرسالة أنه لا يتمتع بالكفاءة أو لا قيمة له.
عندما تكون الايجابية صعبة:
ليس واقعياً أو حتى طبيعياً أن يكون المرء ايجابياً دائماً، وسيتمكن طفلك من التغلب على المشاكل بنجاح إذا كنت في بعض الأحيان مشغولة أو غير متواجدة.
إن ما يحدث بمرور الوقت هو ما يشكل الفرق وليس كل حادثة بمفردها. إذا كنت غالباً ما تولين اهتماماً ايجابياً لطفلك بمرور الوقت فإنه سيشعر بأنه محبوب وآمن.
أما حين يكون الأهل مشغولين دائماً أو لا يمكنهم التركيز على متطلبات أطفالهم، عندها يمكن أن يكون لذلك تأثير سلبي على الأطفال. فإذا حدث هذا الأمر عند الطفولة واستمر فيمكن أن تظهر على الأطفال ولو بعمر ستة أشهر علائم التوتر ويؤثر ذلك على صحة وراحة الطفل في سنواته الأولى وكذلك في المستقبل.