الأطفال ووقت الشاشة خطر حقيقي أم ذعر أخلاقي؟
خلصت دراسة جديدة إلى أن الهواتف الذكية ووقت الشاشة ووسائل التواصل الاجتماعي لم تؤثر سلبًا على المهارات الاجتماعية للأطفال مقارنة بمهارات التعامل لدى الأطفال الذين نشأوا في التسعينيات، كما أن المخاوف الحديثة او الذعر الأخلاقي حول تأثير وقت الشاشة والتكنولوجيا الجديدة على الأطفال ليس لها دليل علمي قوي.
ولأغراض الدراسة ، تم تحديد المهارات الاجتماعية بأنها "القدرة على التفاوض بنجاح بشأن توقعات الآخرين في التفاعلات الاجتماعية"، ثم مقارنة مجموعتين نموذجيتين ، الأولى مجموعة من الأطفال الذين بدأوا رياض الأطفال في عام 1998 والثانية مجموعة أخرى من رياض الأطفال في عام 2014. وكان البحث يتطلع إلى تقييم الاختلافات في المهارات الاجتماعية بين مجموعتي الأطفال عبر السنوات الست التالية.
في نهاية المطاف ، لم يجد الباحثون أي اختلاف في المهارات الاجتماعية بين المجموعتين، ويدرك الباحثون جيدًا قيود دراستهم ، خاصة في الطبيعة المجردة لتصنيف المهارات الاجتماعية للطفل ، وهو أمر يعتبره علماء الاجتماع مصطلحًا واسعًا من الناحية النظرية، حيث من المسلم به أن تقييم تفاعلات الطفل وجهاً لوجه هو مجموعة فرعية واحدة فقط من تطوير المهارات الاجتماعية .
ربما تمثل التطورات التكنولوجية المثيرة التي حدثت على مدى العقدين الماضيين واحدة من أهم الأسباب التي أدت الى زيادة الهوة بين الأجيال ، حيث نتج عن الانتشار الهائل للشاشات في الحياة الحديثة طفولة غريبة بالنسبة لكبار السن ، ويتذكر الآباء طفولتهم مع الحنين الى الماضي ويشعرون بالقلق حيال استقلالية أطفالهم بسبب الهواتف المحمولة واستخدام الكمبيوتروادمانهم على وسائل التكنولوجيا الحديثة ، ويشكون من أن الأطفال لا يلعبون في الخارج أو ينخرطون في مخيلتهم بشكل كافٍ .
وتخلص الدراسة الى أن إن المهارات الاجتماعية للأطفال لم تعد مهارات التعامل وجهاً لوجه فقط بل هي مهارات اجتماعية رقمية تتطلب معرفة كيفية التواصل عبر البريد الإلكتروني ، وفيسبوك وتويتر وانستغرام وغيرها من التطبيقات الذكية ، وأن افتقار الطفل الى هذه المهارات يكون ضاراً جداً في هذا العصر وسيؤدي الى عزل الأطفال عن مجتمعاتهم وعن العالم من حولهم والذي اصبح يعتمد بشكل رئيسي على التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي والتطبيقات الذكية وغيرها .