تأثير الأب على أطفاله خلال فترة نموهم
ركز علماء النفس في الماضي عند دراسة تطور الأطفال على علاقة الطفل بوالدته فقط، أما اليوم فقد اتفقوا على أن للأب دوراً هاماً و مميزاً في تنشئة و تربية الأطفال و يعتقد الكثير من الاختصاصيين أنه يمكن للأب أن يكون كالأم مربياً و راعياً للطفل .
يأخذ الأب خلال فترة نمو الطفل أدواراً أخرى في توجيه التطورالاالاجتماعي العقلي لأطفاله و هو يساهم في تطورهم حتى عندما يلعب معهم فقط .
الآباء و الأطفال الصغار :
1 - يحتاج الأطفال إلى الأمان و توقع الأهل لما يريدون و هذا ما يحصلون عليه عندما يكون تجاوب الأم و الأب فورياً و صحيحاً تجاه بكائهم و ابتساماتهم و غير ذلك من الإشارات، و عندما يبدأ الطفل ببناء العلاقة مع والده أو والدته فهو يفضلهم على غيرهم من الكبار في عملية تدعى ( الارتباط ) .
يتفق علماء النفس على أن الأطفال الذين يرتبطون بذويهم يتاح لهم الكثير من الفرص ليصبحوا سعداء ناجحين و انضباطيين سواء في فترة الطفولة أو سن الرشد .
2 - يعتمد الأطفال على أمهاتهم أكثر من آبائهم من حيث الراحة و الطمأنينة في الارتباط بشكل أساسي، لأن الأم هي من تعتني بالصغار عادة .
3 - ينشئ الأطفال ارتباطاً بالأب خاصة عندما يتجاوب مع حاجة الطفل للاهتمام كما هو الحال بالنسبة للأم .
4 - حين يمضي الأب مزيداً من الوقت مع أطفاله يكون قادراً على معرفة معنى كل إشارة صادرة عن الطفل ، و هذه اللغة تسمح للأب بالتجاوب مع طفله بصورة افضل.
5 -إن للارتباط آثار واسعة و مديدة على الأطفال ،فقد أظهرت إحدى الدراسات أن الأطفال في المدرسة الابتدائية يحققون علامات أفضل في اختبار التعاطف أي القدرة على رؤية موقف ما من وجهة نظر شخص آخر إذا كان ارتباطهم بآبائهم في الطفولة مطمئناً , فقد كان أولئك الصغار قادرين على إدراك شعور الأطفال الآخرين و حاولوا جعلهم يشعرون بالتحسن.
6 - يشجع الأب و الأم أطفالهما على اكتشاف العالم و اللعب بالأشياء و اكتشاف العلاقات المادية .
7 - و مع ذلك تختلف أنماط الارتباط بين الأم و الأب حيث تميل الأم للحديث مع أطفالها بلطف و هدوء و نبرة متكررة و هي تحملهم بحميمية ،في حين يميل الأب لتوفير الحافز الشفهي و الجسدي و ذلك بحملهم وشدهم بقوة إلى صدره و التواصل معهم بنبرات صوت حادة ،وعندما يكبر الأطفال يفضل الكثير منهم اللعب مع آبائهم الذين يقدمون تواصلا مثيراً و محفزاً و غير متوقع.
8 - و تقع أهمية هذا التحفيز لأنه يعزز من التطور السليم لدماغ الطفل و يمكن أن يكون له آثار دائمة على النمو الاجتماعي و العاطفي و العقلي للطفل، ومن المؤكد انه عندما يكون الأب مهتماً يمكن للأطفال أن يحصلوا على علامات عالية في اختبار مهارات التفكيروتطورالعقل.
9 - إن كلاً من الأب و الأم ضروريان لتطور الطفل كل على طريقته فقد أظهرت إحدى الدراسات أن الصبية الذين شاركوا آبائهم في ألعابهم المسلية و المحفزة و الرقيقة خلال الطفولة كانوا أكثر شعبية في المدرسة ، أما الأم فتؤثر على شعبية أبنائها بطريقة مختلفة و ذلك عن طريق التحفيز الشفهي.