ماهي العائلة المثالية وهل هي موجودة في هذا العالم
يعتقد معظم الناس بأسطورةالأم المثالية والأب المثالي اللذين يربيان أطفالاً سعداء منضبطين و لا مشاكل لديهم .
ليس هناك في الحقيقة مثل هذا الأب أو الأم كما أنه لا وجود أيضاً لما يمكن تسميته الطفل المثالي .
إن مشاكل السلوك الشائعة عند الأطفال في سن المدرسة – والتي تتطلب وقتاً وصبراً وجهداً من قبل الأهل لحلها هي حوالي خمس أو ست ممارسات او تصرفات يقوم بها الطفل في هذه المرحلة العمرية وتتضمن بشكل أساسي التصرفات التالية:
عدم الانصيـاع للطلبــات البسيطــة و عـدم القيــام بالأعمــال الروتينيـة , قضاء فترة طويلة في مشاهدة التلفاز , ألعاب الفيديو , الانشغال في تنافس مع الأخوة , أو مواجهة صعوبات في إنهاء الوظائف البيتية .
و المشكلة الأخرى التي يواجهها الأهل في التعامل مع الطفل هي المزاجية أو التكيف مع طفل يريد المزيد من الاستقلالية أو لم يحقق الاستقلال الذاتي .كما قد يواجه الأهل أيضا معضلة الطفل الذي يفضل أصدقاء أو نشاطات لا يوافق عليها الوالد أو الوالدة .
لابأس في الأخطاء :
لابد للأهل أن يتقبلواوبشكل طبيعي الشعور بالقلق و الاضطراب والشعور بالغضب او الذنب او بالارتباك و عدم الكفاءة بسبب سلوك أطفالهم و هذا جزء من كونهم أهل .
وما نريد ان نقوله في هذا المجال إن محاولة أي أم في العالم أو أب بأنهما قادرين على تنشئة طفل مثالي سيكون مصيرها الفشل وسوف تسبب لهما المزيد من الاحباط .
وهنا ننصح الأهل بالعودة بذاكرتهم الى زمان طفولتهم ويتذكروا كيف تصرفوا أو أساؤوا التصرف كأطفال و كيف تعامل أهلهم مع هذا السلوك و كيف شعروا تجاه أساليب أهلهم في معاملتهم.
لذا يجب ألا يحاول الأهل التعويض عن أي تقصير حدث من اهلهما في الماضي بمحاولة أن يكونا هما أنفسهما مثاليين و عدم تدارك ذلك عن طريق عبارات مثل ( لن أرتكب نفس الأخطاء التي ارتكبها والداي ) .
يجب على الأهل أن يثقوا بأنفسهم و بغريزتهم حيث يميل الآباء و الأمهات لأن يكون لديهم معرفة جيدة بأبنائهم و هم عادة يعرفون أكثر مما يعتقدون و يجب أن لا يخافوا من ارتكاب الأخطاء فالأطفال يتمتعون بمرونة عالية وقدرتهم الفطرية على التسامح غير محدودة و هم يكبرون و يتعلمون من أخطائهم و يجب على الأهل أن يكونوا على قدر مماثل من المرونة و التسامح .
التربية المرنة :
إن الأهل الذين يعيشون من أجل أطفالهم يضعون أنفسهم في موقف ضعيف و يعرضون أنفسهم لاحتمالات الخيبة و الإحباط و الاستياء و لا ينصفون عائلاتهم كذلك .
يجب على الأهل أن لا يتوقعوا الشكر والتقدير والثناء من أطفالهم على تلقي كل ما قدموه لهم أو على أدائهم مهام الب والأم بشكل مثالي أن مثل هذه التوقعات تجر خلفها كثيراً من خيبات الأمل .
يحتاج الأهل للقيام بنشاطات أخرى لتحقيق صورتهم الذاتية و لمصادر أخرى للحب و الرعاية كما يحتاجون إلى فسحة من الوقت ليعيشوا كراشدين كفسحة من الوقت لأنفسهم و لفترة استراحة من الأولاد و مسؤوليات الأهل .
و هم كأهل يحتاجون لإنشاء فلسفتهم الخاصة التي يرتاحون إليها ضمن إطار مرن و قابل للتكيف كما يجب أن يأخذوا بعين الاعتبار آمالهم الخاصة , مزاجهم و نمطهم كأهل و كيف يناسب ذلك كلاً من الأطفال و الشريك و كذلك أولوياتهم و مزاجهم الخاص و تختلف هذه الفلسفة و المقاربة من صغير إلى آخر و السبب الرئيسي لذلك الاختلاف الصفات الخاصة بكل منهم . فالأبوة هي تحد كبير و لكن يمكنها أن تكون من أكثر التجارب الممتعة في الحياة .
ملاحظات لابد من تذكرها :
1- تختلف بين الأطفال من نفس العمر درجات تطورهم الطبيعي من الناحية الاجتماعية , العاطفية , الذهنية و البدنية .
2- يمكن أن يختلف مستوى النضج لدى الطفل تجاه الصفات المختلفة التي يطورها بما في ذلك المهارات الاجتماعية , القدرات الرياضية و قدرات التعلم فقد يكون قوياً في الرياضيات و لكن ضعيفاً في الكتابة ( أو العكس ) أو جيداً في كرة السلة و لكن ليس في لعبة الغولف .
3- قد تكون الاختلافات التي ذكرت آنفاً دائمة و تشكل صورة الطفل الخاص به أو قد تكون مؤقتة و تتطور و بذلك تكون قابلة للتغير .
4- يمكن أن تؤثر طريقة نمو الطفل على سلوكه و العكس صحيح .
5- سيؤثر على سلوك الصغير كل من النمط الخاص للأم و الأب و كذلك البيئة التي يعيش فيها .