البيئة والانسان
الأرض ليست لنا إنما هي أمانة لدينا أخذناها من الأجيال التي عاشت عليها قبلنا ويجب أن نسلمها للأجيال القادمة نظيفة ، خالية من التلوث ، مليئة بالمياه العذبة والتربة الصالحة والهواء النقي.
يبدو أن الإنسان قد تعدى حدوده من اجل تحقيق رفاهيته ، فلم يعد يكترث كثيرأ بما يلحقه من أذى بالبيئة المحيطة بنا وما يتسبب به من ضرر يتفاقم يوماً بعد يوم ، ويتزايد تأثيره السيء على الصحة وعلى تغير المناخ والتنوع البيولوجي وغير ذلك من الآثار السلبية ، وبالتالي فإن إدراك أهمية الحفاظ على البيئة لم يعد ترفاُ فكرياً بل أصبح ضرورة من ضرورات الحياة لأن الحفاظ على البيئة ليس مسؤولية الفرد لوحده وليس مسؤولية مجتمع بعينه او دولة بحد ذاتها، فالحفاظ على البيئة هو عمل وجهد جماعي يجب ان يقوم به الجميع في كل الدول وفي انحاء العالم .
وينتج التلوث عن انتشار القاذورات ونفايات المصانع والمواد الكيماوية, الـــــــتي تؤدي الى الإضرار بالمحيط الحيوي الذي يعيش فيه الإنسان .
الإنسان هو المسبب والمتضرر
يعتبر التوسع الصناعي وما يرافقه من تقدم تكنولوجي بالإضافة الى سوء استخدام الموارد الطبيعية السبب الرئيس للتلوث والإضرار بالبيئة الطبيعية ، وينقسم التلوث الى عدة انواع هي :
1- التلوث الترابي:
يحدث هذا النوع من التلوث بسبب الاستخدام المفرط للمواد الكيماوية ونفايات المصانع واستخدام المبيدات الحشرية وتسرب المواد السامة إلى التربة من النفايات التي يخلفها الإنسان في شتى أنحاء العالم ومن النفايات الصناعية .
2- التلوث المائي :
تؤثر النظم البيئية المائية بشكل مباشر وغير مباشر على حياة الإنسان ، لأن مياهها تتبخر ثم تسقط على شكل أمطار وتكتنز في أعماقها ثروات غذائية ومعدنية ضرورية للإنسان ومستقبل البشرية ويؤدي تراكم النفايات من المدن والتجمعات البشرية إلى تسرب المواد السامة إلى المياه الجوفية وكذلك تتلوث المسطحات المائية بسبب ترسب كميات كبيرة من المواد الكيماوية فيها من ناقلات البترول .
3- التلوث الهوائي :
ويعتبر من أسوأ أنواع التلوث لصعوبة السيطرة عليه وسرعة انتشاره وينتج عن تصاعد الغازات من وسائل النقل والمصانع ،المبيدات الحشرية ومن حرائق الغابات وكذلك من الانفجارات الذرية والفضلات المشعة، تتعدد مصادر هذا التلوث وتزداد أعدادها ومنها الكلور، أول ثاني أكسيد الكربون، ثاني أكسيد الكبريت، أكسيد النيتروجين، أملاح الحديد والزنك والرصاص وبعض المركبات العضوية والعناصر المشعة.
4- التلوث البصري:
يتزايد حدوث هذا النوع من التلوث في المدن التي يفتقر تنظيمها الى مراعاة الذوق والجمالية في تخطيطها وإقامة مبانيها ، وكذلك يتزايد مع انتشار واجهات المحلات التجارية العشوائية وعدم وجود حدائق ومساحات خضراء حول الأبنية والطرق .
5- التلوث السمعي:
تعاني المدن الكبيرة من التلوث السمعي الذي يحدث بسبب الضوضاء والضجيج الناجم عن السيارات والقطارات والدراجات النارية ولطائرات .
حماية البيئة والحفاظ عليها واجب على كل إنسان:
يتعامل الإنسان مع البيئة بشكل جائر وساعده على ذلك التطور التكنولوجي والتقني بالإضافة إلى الانفجار السكاني في العالم وتزايد الحاجة إلى الغذاء والكساء ، فأنهمك الإنسان بتأمين احتياجاته دون أي مراعاة للبيئة وما يلحق بها من أضرار ستنعكس عليه لاحقاً .
ان الحفاظ على البيئة يتطلب نشر توعية عالمية وأخلاق اجتماعية ترتبط باحترام البيئة وتبين مدى الحاجة إلى الحفاظ عليها فاستمرار الإنسان وبقائه مرتبط أشد الارتباط بسلامة البيئة المحيطة به .
وتتصدى العديد من المنظمات والهيئات الدولية لمواجهة هذا الخطر الداهم وتتقاسم المسؤولية في التوعية والإرشاد وتنفيذ البرامج المتخصصة في شتى القضايا البيئية أو المناخية وغيرها ، حيث تشارك العديد من الدول بتقديم الدعم لحماية البيئة وتعزيز الجهود الفردية والمؤسسية لإنجاح برامجها.