ثلوج خضراء في القطب الجنوبي
بدأت أزهار الطحالب تزين أجزاء من القطب الجنوبي بألوان الزمرد الشاسعة بحيث يمكن رؤيتها من الفضاء.
وفي ورقة بحثية جديدة نُشرت في مجلة Nature Communications ، يشير علماء من جامعة كامبريدج ومسح أنتاركتيكا البريطاني إلى أن الطحالب الخضراء تزين أجزاء من القطب الجنوبي بألوان الزمرد الشاسعة والتي يمكن رؤيتها من الفضاء ، وان انتشارها يتزايد بسبب الاحتباس الحراري وارتفاع درجة حرارة الأرض.
وقام العلماء باستخدام بيانات وصور تم تجميعها على مدى الثلاث السنوات الماضية من القمر الصناعي Sentinel 2 التابع لوكالة الفضاء الأوروبية ، لتظهر أول خريطة للطحالب في شبه الجزيرة القطبية الجنوبية وتمتد على مساحة 1500 ميل من الأراضي التي تعتبر الأكثر دفئًا في القارة.
ويقول رئيس البحث مات ديفي Matt Davey ، من قسم علوم النبات بجامعة كامبريدج: "لقد أنشأنا أول خريطة واسعة النطاق على الإطلاق للطحالب المجهرية أثناء ازدهارها عبر سطح الثلج على طول شبه جزيرة أنتاركتيكا، وتشير النتائج إلى أنه من المرجح ان يزداد انتشار هذا الثلج الأخضر مع ارتفاع درجات الحرارة في الأعوام القادمة".
إن الأزهار ليست ظاهرة حديثة. حتى أن إرنست شاكلتون أشار إليها في رحلته المشؤومة لعام 1914.
وأوضح ديفي أن الطحالب كانت تنمو منذ عقود ولوحظت اثناء الحملات الاستكشافية المبكرة ، ولكن لم نتخيل أبداً أنها ستنمو إلى درجة أن يتم رصدها من الفضاء.
شريحة صغيرة ولكنها ذات مغزى من القارة القطبية الجنوبية :
وقد لاحظ الباحثون في الدراسة ، أن كمية ضئيلة فقط - حوالي 0.18 في المائة - من القارة خالية من الجليد. حتى شبه جزيرة أنتاركتيكا الخصبة نسبيًا لديها 1.34 في المائة فقط من الأرض المكشوفة التي تغطيها النباتات.
في هذا النظام البيئي الضيق للغاية ، تبرز المساحات الخضراء المتنامية مثل جوهرة مصقولة،وبعد أن أصبح لدى الباحثين خريطة دقيقة لنطاق هذه المساحات الخضراء ، يمكنهم قياس نموها المستمر بدقة أكثر .
وللتوضيح فإن ما يسمى بالثلج الأخضر على وجه التحديد يتكون من الطحالب المجهرية لأنها تزهر عبر المناطق الأكثر دفئًا في شبه الجزيرة، وبشكل عام ، رصد الباحثون أكثر من 1600 زهرة مميزة ، وفقًا لجامعة كامبريدج.
يقول أندرو جراي Andrew Gray ، مؤلف مشارك في الدراسة: "مع ارتفاع درجة حرارة القارة القطبية الجنوبية ، نتوقع أن تزيد الكتلة الإجمالية للطحالب الثلجية ، حيث أن الانتشار إلى أرض أعلى سوف يفوق بشكل كبير فقدان بقع الجزر الصغيرة من الطحالب".
ويضيف الباحثون أن الحياة البحرية تلعب أيضًا دورًا في كيفية توزيع طحالب الثلج الخضراء، حيث تنتج الثدييات والطيور عن غير قصد من خلال فضلاتها سمادًا قويًا يؤدي الى تسريع نمو الطحالب ، حيث تم العثور على معظم الأزهار على بعد أميال قليلة من مستعمرة البطريق ، بالإضافة إلى مواقع اعشاش الطيور الأخرى.