دروس نتعلمها من الصغار
منذ لحظة الولادة الأولى ونحن نسير باتجاه واحد نحو سن الرشد، ثم نجد أنفسنا غارقين بالمسؤوليات من ملء الثلاجة إلى دفع الفواتير وتأمين كل ما يلزم. وفي غمرة هذا الإعصار من الواجبات سرعان ما ننسى بداياتنا الأولى والدروس القيمة التي يمكن استخلاصها منها.
لذلك لا بد من التوقف واستعادة التفكير في مرحلة الطفولة وكيف كانت نظرتنا إلى العالم، إذ يمكننا أن نتعلم الكثير من ذلك الطفل الموجود في داخلنا، وأن نجد الوسائل لتحسين حياتنا. إليكم خمسة عشر شيئاً يمكن أن نتعلمه من الصغار:
1- أن نعيش الحياة يوماً بيوم: لننسى مواعيد الأسبوع المقبل، والفواتير ومشروع (بوربوينت) الذي يريد رئيسك في العمل أن تجمعه. عش اللحظة وركز على ما تفعله الآن. إننا نتعلم خلال تقدمنا في العمر أن نعيش أكثر في أفكارنا وأقل في اللحظة الحاضرة. لا بد لنا من الرجوع إلى الأساسيات.
2- عدم الاهتمام بالموضة: حين يختار الأطفال ما يريدون ارتداؤه لا يهتمون بمن ينظر إليهم ويغفلون عن الابتسامات التي يخلقونها خلال تجوالهم في مخزن البقالة بحثاً عن الحلويات. إنهم يعيشون في عالمهم الخاص ويفعلون ما يسعدهم.
3- تذكر أن المنزل هو ما يهم: لا يهتم الصغار كثيراً حول ما يجري في العالم، بل ينصب اهتمامهم أكثر حول ما يجري في المنزل. مهما كانت العاصفة التي تعترضك، فهناك دائماً بعض الأمور التي يمكن أن تكون شاكراً لوجودها كالعائلة والأصدقاء والمنزل والضحك والقوة.
4- السير والجري وركوب الدراجة أينما كان: لا حاجة لتذكيرك بأهمية التمارين الرياضية، تظاهر بأنك لا تملك إجازة سوق واتبع الطريقة القديمة ـ السير ـ أو الدراجة، بل حتى لوح التزلج. فالتمارين تحسن من صحة العقل وتطورها بمختلف الطرق.
5- الأولوية لفترة اللعب: يكتسب الأطفال الخبرة والتعلم عن طريق اللعب والعلاقات الاجتماعية، مما يساعدهم على النمو من الناحية العاطفية، الإبداعية، الروحية والذكاء. فاللعب يحث على التواصل ويشجع البحث والإكتشاف، ولكن كلما تقدم بنا العمر تعترضنا الحياة ونبقى عالقين في الحياة اليومية. يجب ألا ننسى العمل الجاد وكذلك اللعب.
5- الإقلال من النظر إلى التقويم: ولا يعني ذلك التوقف عن الذهاب إلى العمل في الموعد المحدد، ولكن من الجيد في بعض الأحيان التوقف عن العد، فإن عقاباً لمدة (5) دقائق تعتبر وقتاً طويلاً للطفل. أما ثلاث ساعات في المسبح فتمر بسرعة. أعط لنفسك الحرية لتقوم بما تريد متى شئت.
6- تناول الحبوب على العشاء: غالباً ما نعود مرهقين من العمل وقد استنزفنا كامل طاقتنا. لذلك أتناول في بعض الأحيان طبقاً من الحبوب مع قطع من الموز. وقد لا يوافق أخصائي التغذية على هذا الأمر ولكنه ليس الشخص الذي يعد وجبتي والتي ليس من الضروري أن تتكون من الحبوب بل يكفي أن تكون سهلة التحضير، جرب علبة من سمك التون على طبق من الخضار المقطعة ويكون العشاء جاهزاً خلال ثلاث دقائق.
7- التظاهر بأنك لا تقهر: يختبر الصغار قدراتهم ويخاطرون كل يوم دون الالتفات للعواقب، وكلما تنبهنا إلى المخاطر التي يخفيها العالم يصبح عدم القدرة على التنبؤ عدونا الأكبر.
8- وافق على العمل الجديد الذي تخشاه وتحدث إلى ذلك الشخص الذي يبتسم لك عن بعد. لا يمكنك أن تكسب دائماً ولكن كما يقول أحد لاعبي الهوكي فأنت تخسر جميع الرميات التي لا تنفذها.
9- طلب المساعدة: عليك أن تدرك أنك لست بطلاً خارقاً، حاول التواصل مع من حولك وستجد أن الناس يميلون لتقديم المساعدة ولكنهم لا يعرفون الطريقة لذلك كل ما يتطلبه الأمر خطوة صغيرة من طرفك.
10- القيلولة: خذ قيلولة قدر ما تستطيع فهي ممتازة. لو حدث واخترعت آلة الزمن لعدت إلى الوراء ولمت نفسي على محاولة اختراع آلاف الطرق لتفادي النوم عندما كنت صغيراً.
11 -الاستفسار عن كل شيء: لا تتجرع كل ما تراه على التلفاز أو تقرأه على الانترنت، اطرح الأسئلة وكن فضولياً ثم كون رأيك الخاص معتمداً على المعلومات التي جمعتها بنفسك. لا تكن مطواعاً.
12- لا تحكم على الأشخاص: لم نخلق بآراء معدة سلفاً. انتهز الفرصة لتوسيع آفاقك بدلاً من الاعتماد على ما تعتقد أنك تعرفه عن الناس. خذ الجيد ودع السيئ وتقدم إلى الأمام.
13- الفشل: يتعامل القليل منا مع الفشل بشكل صحيح في المرة الأولى. إن الفشل بمثابة الدافع الذي يؤدي إلى النجاح، فلن يكون النجاح حلواً إذا كانت الأمور سهلة.
14 - لوقت المستقطع: قبل أن تنهض من الفراش صباحاً، خذ بعض الوقت لمراجعة احتياجاتك وأهدافك وأولوياتك لهذا اليوم، لأنك بذلك تحول انتباهك نحو إنجاز كل ما من شأنه أن يعزز قدراتك. جرب هذه الطريقة على مدى ثلاثين يوماً، وستكون المفاجأة السارة في رؤية كم أصبحت أيامك مثمرة.
15- مارس الرقص كما لو أن الجميع يشاهدك: لأنك رائع ويجب على الجميع أن يشهد بذلك.