تقبل الذات والشجاعة من أسرار الناس السعداء
تقبل الذات : تقبل شخصيتك :
قالت لوسيل بول " أحبب نفسك أولاً و عندها ستتوافق باقي الأشياء".
يعيش الكثير في تعاسة مفروضة ذاتياً لأن ذلك الصوت الناقد في رؤوسهم يخبرهم بأنهم ليسوا جيدين بما فيه الكفاية، ذلك حسب رأي كريستينا سيونا البالغة من العمر 43 عاماً والمقيمة في سويفت كارنيت /كندا وهي مرشدة روحية للسعادة والحياة الهانئة،حيث تقوم كريستينا بتدريب الزبائن على التوقف عن إصدار الأحكام و إلقاء اللوم على أنفسهم وتقول أن الكثيرين يقولون أنهم على ما يرام و لكنهم في قرارة أنفسهم يشعرون بالتعاسة دون أن يدركوا السبب و هذا لأنهم ابتعدوا عن الانحياز إلى جانب شخصيتهم الذاتية ،و تتابع :"إن عدم تقبل الذات يبدأ حين يفقد المرء ثقته بنفسه و يحدثها بأمور تسبب له الإحباط , إن متابعة جدول أعمال متسارع دون إفساح المجال لفترة توقف هي طريقة أخرى لعدم تقبل ذاتنا لأن الانشغال بالكثير من الأعمال يمكن أن يكون سبيلاً لتخدير أنفسنا وعدم التواصل مع من نكون داخلياً ، لذلك علينا بين الحين والآخر أن نأخذ بعض الوقت للتوقف عن القيام بأي شىء مهما بدا صغيراً وإعطاء أنفسنا فسحة للشعور بالسكينة والهدوء الداخلي ، وهذا يجدد من إحساسنا بالثقة في أنفسنا واحترامنا لشخصيتنا". .
تدير كريستينا استديو يسمح للزبائن بالقيام بذلك مع دروس في التأمل و ( تاي تشي ) و هي تقدم أيضاً دورات لمدة عشرة أيام من (الرايكي ) في الصيف و اليوغا البطيئة في منتجع اسباني.
بالنسبة لها كان الالتقاء بـ " بطلات السعادة " هو المفتاح لحياة أفضل و هن دائرة حميمة من ( الأخوات الروحيات ) .
تضيف كريستينا : " إن على المرء التفكير بالأشخاص الذين يلهمونه في حياته و أن يحاول اكتشاف ما يستطيع تعلمه منهم ، لأن بإمكانهم مساعدته على رفع مستوى السعادة لديه فقد قابلت مؤخراً سيدة لا أعرفها سابقاُ إلا أنني أعجبت بحيويتها و أخبرتها برغبتي في الاتصال بها مرة في الشهر لتناول القهوة وهذا ليس أمراً صعباً ، لذلك يجب على المرء أن يكون شجاعاًليصل إلى ما يريد".
الشجاعة : كن شجاعاً لتحصل على ما تريد :
كتبت سوزان كاين في كتابها بعنوان " هدوء – قوة الانطوائيين في عالم لا يتوقف " أن هناك قلة من الأشخاص يمكنها التغلب على مخاوفها و جميعهم يعيشون في التيبت ، فقد يتمكن الراهب البوذي أن يعيش تجربة التحرر من الخوف تماماً إلا أن على بقيتنا أن تتعلم مواجهته .
و لكن عندما نفعل ذلك فإن الفائدة ستكون كبيرة حسب رأي جانيت ويبر التي تبلغ من العمر 57 عاماً من هاليفاكس التي واجهت مخاوفها حين قررت إنهاء زواجها منذ عقد مضى و بدأت تعمل كمدربة على تطوير مهارات العلاقات الإنسانية سواء في الحب او الزاج او الصداقة، لقد تتطلب حصولها على الطلاق قدر كبير من الشجاعة وأيضاً تطلب سعيها من اجل تحقيق حلمها والقيام بهذا العمل قدراً كبيراً من الشجاعة أيضاً وهي تعيش اليوم حلمها الذي تحقق وتحب عملها و تعتقد أنها ولدت لأجله .
وتقول ويبر إن المشاعر السلبية هي التي تسرق منا فرصة السعادة .
وتلتقي ويبر خلال عملها بأشخاص يدفعهم الخوف أو الواجب أو الشعور بالذنب للقيام بأ‘عمال أو إنشاء علاقات لا تنسجم مع طبيعتهم او شخصياتهم ، لذلك فهي تقول :" إذا كنا نضحي دائماً باحتياجاتنا من أجل متطلبات الآخرين فإننا بذلك نتخلى عن أنفسنا و يحتاج الأمر للكثير من الشجاعة لنسأل أنفسنا عما نفعله" .
و كي نستعيد شجاعتنا يجب أن نضع حدوداً سليمة و نضع أنفسنا في المقام الأول على سبيل التغيير و علينا أن ننظر إلى حياتنا بموضوعية ونبحث عما يحفزنا فعلاً، فالعالم بحاجة إلى أناس متصلين بسعادتهم لا إلى أشخاص يكدحون طوال حياتهم لإنجاز جدول أعمال لا نهاية له دون أن يحتفظوا بالقليل من الطاقة لأنفسهم .