مهارات الحوار الإيجابية تؤسس لعلاقات وصداقات راسخة
تعود مهارات الإتصال الشفهية بالفائدة في كل شيء، بدءاً من تحقيق درجات أفضل في الإلقاء والتفاعل في المدرسة والجامعة ، وانتهاءً بترك انطباع إيجابي لدى الشركاء والمدراء ، كما تساعد هذه المهارات في بناء العلاقات الجيدة مع الآخرين في جميع المراحل العمرية ، ابتداء من المدرسة حيث تنظم المخيمات الصيفية، للمساعدة على للتعلم واكتساب المهارات الحياتية حيث يتعرف الطلبة على أهمية التواصل الفعال في حياتهم، ويتلقون المشورة حول سبل رفع مستوى مهارات الاتصال لديهم.
ونقدم لك فيما يلي بعض الإرشادات حول مهارات الحوار والتواصل مع الآخرين :
1- لا تكن سلبياً:
حذار! فبعض الإجابات والجمل التي تُستخدم أثناء الحديث للطمأنة أو النصح أو التعريف التي تبدو مفيدة ظاهرياً قد تعيق فعلياً التواصل الإيجابي، وقد تؤدي إلى إنهاء أي حوار قبل أن تسنح الفرصة للتواصل بطريقة هادفة.
2- تجنب اللاءات الثلاثة :
ثمة ثلاث أمور ينبغي تجنبها أثناء الحديث: الإنكار، التقرير، قول أنا كذلك.
• لا تنكر: " أنت لست بحاجة إلى إنقاص وزنك، يبدو جسمك لائقاً."
عندما تقص عليك صديقة من الصديقات قصة أو تعبر عن حالة خوف أو شعور معين ("لقد سمنْتُ كثيراً...") وتقولين لها بعض العبارات تحاولين من خلالها طمأنتها، فأنت تظنين أنك تحاولين التخفيف عنها، لكن في الحقيقة أنت تقاطعيها وتنهين الحوار، وبالتالي تعطين الانطباع بأنه لا ينبغي لها التفكير بهذه الطريقة، أنت تمنعينها من التعبير عن مشاعرها.
• لا تقرر: "لو كنت مكانك..."
عندما يحدثك شخص ما عن مشكلة يواجهها، وتسارع إلى إعطائه حلاًً، فأنت بذلك تعطيه إشارة واضحة بأن يلتزم الصمت ، فكر بالأمر، لو أردت الحديث مع أحد أصدقائك حول مشكلة ما، وربما تشاركه بعض الأفكار، فقام بطرح حل سريع فإنك لن تشعر بالراحة، فالحل الذي قدمه لك بدقيقتين لمشكلة استعصت عليك لأسابيع من المحتمل (أ) أن لا تجدي نفعاً، (ب) أو شيئاً فكرت فيه سابقاً، (ج) أو من المحتمل جداً أن ينتهي الحوار به.
• لا تقل "وأنا كذلك": "أعلم بالضبط ما تعني جملة ( لقد حدث الشيء ذاته لي...) ."
عندما يبدأ صديقك بسرد ما يمر به على مسامعك وتقاطعه بالقول "وأنا أيضاً" لينتقل الحديث إلى "قصتك"، تكون بذلك قد أوصلت الحديث إلى طريق مسدود، فقد يعجز صديقك تماماً عن إنهاء قصته، لكنه بالمقابل سيعرف كل ما حدث معك.
تذكر دائماً إن مثل هذه العبارات والكلمات تضع حداً لأي حديث ، لأن أفضل "الأحاديث" حسب رأي الخبراء هي التي يمكن وصفها بأنها أحادية الجانب عندما يتعلق الأمر بالكلام، وهذا ما يُسمى بـ الاستماع الإيجابي الذي يعد عاملاً أساسياً من عوامل التواصل الإيجابي. يصغي "المستمع" بكل انتباه ويحجم نفسه عن قول أي شيء قدر الإمكان مكتفياً ببضعة جمل أو كلمات بسيطة ليعلم الشخص الآخر أنه فعلاً يستمع إلى حديث، فكر بالفرق الذي يمكن أن يحدثه الاستماع الإيجابي عند تطبيق اللاءات الثلاثة التي ذكرناها آنفاً.
ابتعد عن عبارات الطمأنة والنصائح والتعريف التي يمكن أن تفضي إلى إنهاء الحديث، فأنت لست مطالباً بتشخيص الحالة أو التهدئة أو حل المشكلة، اجعل الاستماع هدفك، واترك المتحدث يشعر بأنك آذان صاغية لحديثه.
3- هل لديك دقيقة؟:
هل تسمح بدقيقة؟ هل طلب أحد منك مثل هذا الطلب؟ تبدأ مشاعر الريبة والإحساس بالخطر تجوب تفكيرك، أليس كذلك؟: لماذا يسألني هذا السؤال؟ هل يريد مني احتساء فنجان من القهوة معه؟ هل يريد نصيحة، أم خدمة؟ إنه سؤال مبهم – لا تعرف ماذا يريد، أنت تعلم أن الأمر قد لا يستغرق دقيقة واحدة، ومع ذلك تقف حائراً لا تعرف كي ترد. لعل إجابتك الصادقة تكون "لماذا؟" لكنك تفتقر إلى الراحة كونك متلبد الذهن، تشعر بالإحراج.
إذا كانت هذه المشكلة تواجهك كثيراً، بوسعك معالجتها من خلال طرح أسئلة تدفع الشخص السائل إلى التزام الوضوح أكثر "لماذا تسأل؟" أو "اخبرني بالمزيد"، بدلاً من قول "نعم" دون شعور بالراحة ودون وجود أدنى فكرة في ذهنك عما سيأتي، كن واضحاً أثناء التواصل كي تحقق نتائج أفضل لكما معاً.
ثمة مثال آخر عن التواصل المبهم "ماذا ستفعل مساء يوم الجمعة؟ لتدور التساؤلات في ذهنك، هل الأمر مجرد فضول ؟ هل يريدني أن أرافقه لحضور مباراة ؟ ؟ ماذا لو أ ببساطة: "لدي تذكرة إضافية للذهاب إلى السينما مساء يوم الجمعة، هل تود أن نحضرها معاً؟" "هل من السهل تلبية ذلك؟
جميعنا يتحدث بطريقة مبهمة في بعض الأحيان، وحتى عندما تجد نفسك في مثل هذه المواقف، حاول ان تكون واضحاً فتكون صيغة السؤال: "أتسمح بدقيقة لمناقشة...؟" "ماذا ستفعل مساء يوم الجمعة؟" لدي تذاكر للسينما وأتمنى أن ترافقني." عندما تكون نيتك واضحة، لن يشعر الناس بأنه يتم التلاعب بهم أو وقعوا في شرك ما، بل سيشعرون بالراحة عندما يردون عليك.
4- الحوار الواضح يعزز العلاقات:
إن استخدام جمل وعبارات واضحة أثناء الحديث يمحو صفة الغموض عن الحوار ، لكن تلفظ عبارات مبهمة أو غامضة كما ذكرنا في الأمثلة السابقة قد يدفع الآخرين الى الشكوك والريبة، عندما تكون كلماتك واضحة، لن يعتقد الناس أنهم عرضة لخدعة أو احتيال، بل سيشعرون بالأمان والاحترام، ويقدمون لك الأجوبة بكل راحة دون عناء. السؤال المباشر يعني الحصول على جواب مباشر، التواصل أمر سهل، والتزام الوضوح أثناء التواصل يساعد على تعزيز أواصر العلاقات. عبر عن نيتك وغرضك بوضوح لتؤسس علاقات راسخة.