المجتمع الرقمي
المجتمع الرقمي هو المجتمع الحديث المتطور الذي يتشكل نتيجة لاعتماد ودمج تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في المنزل والعمل والتعليم والترفيه، ولا تنفصل في هذا المجتمع الثقافة عن والتجارة وهو مجتمع ينمو ويزدهر اقتصادياً إذا توفرت لمواطنيه الحرية والأمن وحماية الحقوق.
- المعالم الرئيسة للمجتمع الرقمي:
يعتمد هذا المجتمع في جميع معاملاته وخدماته على بوابة الإنترنت التي يثق بها أفراد المجتمع لإنجاز معاملاتهم إلكترونياً ، فهم يقومون من خلالها بدفع الفواتير وطلب البيانات والوصول إلى المعلومات التي تهمهم وكذلك الحصول على الخدمات الحكومية مثل تسجيل الشركات وتجديد رخص القيادة أو رخص السيارات وغيرها بل وكل شيء ، وفي هذا المجتمع يتلاشى التعامل بالنقد لأن الثقة تكون اكبر بالمعاملات الإلكترونية.
يحمل أفراد المجتمع الرقمي بطاقات الهوية الوطنية التي تستند إلى تقنية البطاقة الذكية التي تعتمد التوثيق البيومتري مع القدرة على تطبيقات متعددة مثل الهوية الشخصية والمعاملات المالية والسجلات الطبية ونظام العمل في بطاقة واحدة.
يؤدي المجتمع الرقمي الذي يعتمد على تكنولوجيا المعلومات إلى خلق المزيد من فرص العمل من خلال المجمعات التكنولوجية وحاضنات الأعمال ومراكز الاتصال.
يتم في المجتمع الرقمي ربط جميع الوحدات الحكومية إلكترونياً مع بعضها البعض، بما يؤدي إلى تحسين الخدمات العامة وتطورها نحو الأفضل ، ولأن أفراد هذا المجتمع يمتلكون المعرفة والمهارات الإلكترونية فإن خدمات الحكومة الإلكترونية ستعمل على تسهيل أمور حياتهم وتحسينها.
- فقدان الخصوصية :
يوفر المجتمع الرقمي حرية التواصل مع الآخرين بسرعة ويسر ويسهل معرفة كل الأخبار وكل الأحداث فلا يوجد هناك أسرار يمكن إخفاؤها في المجتمع الرقمي ولا توجد خصوصية للأفراد ولا للحكومات ولا للمؤسسات ، فالتكنولوجيا ووسائل الاتصال الذكية قد كتبت بالخط العريض عبارة واحدة على أبواب المجتمع الرقمي ( هنا لا توجد أسرار هاأنت عليه و ماتفعله وما تفكر به نعرفه وكل ما نعرفه ونفكر به ونفعله يعرفه الكثيرون).
- الإنسان الإفتراضي :
يمكن تعريف الإنسان الإفتراضي بأنه الفرد الذي يجلس خلف جهاز الحاسوب يتصفح المواقع الإلكترونية ويتجول في العالم ويتواصل مع الآخرين ويناقش ويجادل ويشتري ويبيع ويكسب ويخسر يحزن ويفرح دون أن يتحرك من مكانه ، هذا الإنسان يعيش في حياة افتراضية تحيط به مدن كبيرة وهائلة وأناس كثيرون وهو يجلس وحده في مكان واحد ، هذا الإنسان لا يذهب إلى العمل أو إلى السوق إلى اللقاءات الاجتماعية فهو يعمل في غرفته خلف الحاسوب ويشتري كل ما يريد عبر الإنترنت ويلتقي مع أصدقائه متى يشاء دون أن يتحرك من مكانه.
إن المجتمع الرقمي أوسع بكثير من المجتمعات التقليدية التي تحددها اللغة المشتركة أو التضاريس الجغرافية أو الثقافة الواحدة وغيرها من العناصر المعروفة ، ففي رأي العلماء والخبراء في علم الاجتماع أن المجتمع الرقمي هو(مجتمع هلامي مبعثر مازال في طور التشكل والتقارب على نحو يجعل منه قارة جديدة قوامها الاتصالات والاقتصاد والمال والتكنولوجيا ).