ماهو الفرق بين العمل بذكاء والعمل بجهد الجزء الخامس
11- الإبداع والجرأة :
إن الإبداع هو ما يميز القادة عن الأتباع ، وأن العمل بذكاء يعني أن تكون جريئاً في تسويق نفسك ، يجب أن لا تكون لديك مشكلة في البيع أو التفاوض أو الحديث العلني، إذ لا يمكن أن تكون شخصاً يعمل بذكاء إذا بقيت هادئاً وعملت بجد فقط، يجب أن تكون نهماً في الحصول على المزيد من المعرفة ، ابتكر باستمرار، واستفسر عن كل شيء. اسأل نفسك دائماً أصعب الأسئلة لأنك بذلك تطور مهاراتك العقلية عندما تفكر بالإجابة عليها.
12- التحكم:
يدرك الأشخاص الأذكياء تماماً أن العمل بذكاء يحتاج للتحكم وبأكبر قدر مستطاع ، لهذا السبب يعمل الأذكياء كرجال أعمال ومدراء. إذا كنت تملك التحكم ، فإنك تستطيع فعل الأشياء على طريقتك الخاصة، وإذا كنت عاملاً ذكياً ستعمل على التأكد من أن طريقتك هي الصحيحة، ولأنك هيأت نفسك، فقد أبدعت وخطوت خطوة كبيرة إلى الأمام أكثر من الآخرين على نفس المسار، وتذكر :
- يؤسس القادة شركات الامتياز، ولا ينضمون إليها.
- يبيع القادة الامتيازات، ولا يشترونها.
- يعرض القادة برامج الدمج، ولا ينضمون إليها.
- يدير القادة الودائع الاحتياطية، ولا يستثمرون فيها.
- يبيع القادة الأسهم ولا يشترونها.
- يعرض القادة التسويق أو البيع المباشر، ولا يستخدمونه.
- يعرض القادة التوظيف، ولا يتوظفون.
13- الاستفادة من وقت الآخرين:
إن من أكبر أعداء العمل بذكاء أن تقوم بالعمل كله بنفسك لأنك تعرف تماماً أنك تفعله بشكل أفضل من الآخرين. بهذا النوع من التفكير لن تتمكن مطلقاً من التركيز علىالاالابتكارتقديم القيمة الأفضل بل على تفكيرك المثالي، مما يجبرك على أن تعمل بجهد وليس بذكاء. لا تنس أن الكمال هو أحد التشوهات المعرفية السلبية.
إذا أردت أن تعمل ببراعة، عليك أن تتعلم تفويض صلاحياتك، وأن تنظر إلى أوقات الآخرين على أنها مصدر لا ينضب يمكن الاستفادة منه، يجب أن تعرف كيف تلهم وتحفز وتقود الآخرين، أو أنيكون لديك ما يكفي من المال لتدفع أجورهم. على كل حال، يشمل العمل الذكي دائما الاستفادة من أوقات الآخرين، سواء كنت تعمل في شركة مبتدئة، أو شركة كبيرة، أو مؤسسة غير ربحية.
14- الاستفادة من أموال الآخرين:
كما هو الحال بالنسبة للوقت، يمكنك الاستفادة من أموال الآخرين. هناك الكثير من المال في العالم، في الحسابات المصرفية بانتظار أن يستغل لدعم الأفكار الرائعة والموهوبين والنشاطات الهامة
يتجه الذين يعملون بذكاء إلى المهن التي تستلزم تداول الكثير من الأموال فيها، وبذلك يمكنهم الاستفادة منها وخلق ثروات لأنفسهم. يستفيد الأذكياء من أموال الآخرين بأفكارهم المبدعة، ومعرفتهم لطرق اكتساب المزيد من الأموال لأنفسهم ولغيرهم وذلك بواسطة أموال الآخرين.
إذا أردت أن تعمل بذكاء عليك أن تدرك أن المال موجود في العالم أكثر من اللازم وليس أقل مما يلزم. يتمتع العمال الأذكياء بتفكير يميل نحو الوفرة. إن الأمر الوحيد الذي قد يمنعك من الاستفادة من أموال الآخرين هو معتقداتك المحدودة، وهذا ما يعيدك إلى العمل المجهد دون أن تكون ذكياً.
إليك تدريب بسيط يمكنك أن تقوم به. تصور أنك تجذب مبلغ مليون دولار مقابل أفضل فكرة لديك. ما هو شعورك إزاء ذلك؟ إذا ظهرت أية أفكار سلبية مثل (لا أستحق ذلك)، (أفكاري ليست بهذه الجودة)، ( ماذا سأفعل بكل هذا المبلغ)، عندها يكون لديك مشكلة تجاه المال في عقلك الباطن، ولن تستطيع أبداً العمل ببراعة باستخدام أموال الآخرين.
إذا أردت أن تكون ذكياً يجب أن لا تعمل بجد من أجل المال، بل اجعل المال يعمل بجد من أجلك.
15- إنشاء ملكية فكرية أو منتجات وأفضليات لا يملكها الآخرون:
هناك ثلاثة أنواع للدخل. الأول هو الدخل الناشط. وهذا يعني أنك تقايض وقتك بالمال، كلما زادت القيمة التي تنتجها في الساعة، حصلت على مقدار أكبر من المال. ولكن ليس أمامك إلا 8-14 ساعة عمل فقط. لذلك فأنت مقيد مما يعني قيمة محدودة ومحاولة للعمل بجهد لأكبر عدد ممكن من الساعات من أجل زيادة دخلك إلى الحد الأقصى. هذا ليس ذكاءً بل عملاً مجهداً.
يركز العمال الأذكياء أكثر على الدخل السلبي والدخل المعتمد على السندات التجارية، وهذا يعني أن تفعل شيئاً لمرة واحدة وسيجلب لك ذلك المال كل شهر سواء عملت أم لم تعمل. والأمثلة على ذلك: إبداع نوع من الملكية الفكرية مثل الكتب ، المدونات، وفيديوهات اليوتيوب ومنتجات يمكن للآخرين شراءها مثل برامج الحاسوب ،الاختراعات، أو أن تكون مستثمراً ناشطاً في العقارات والأعمال التجارية.
لا يرغب الأذكياء بالعمل المتواصل من أجل المال، بل يريدون خلق القيمة التي يمكن تسويقها عل مدى أطول فترة من الوقت، فهم يبحثون بشكل ممنهج عن الطرق التي تمكنهم من التواجد في مواقع لا يصلها الآخرون في سوق معينة. وبوجودهم في مثل هذا الموقع سواء الرسمي ( مدير شركة بعقد وراتب عالي جداً) أو غير الرسمي ( امتلاك نوع معين من المهارات، إمكانية الوصول إلى المعلومات الخ) يمكن أن يساعدك كثيراً في العمل بذكاء بدلاً من العمل بجد. ومع ذلك، عندما تبحث عن مثل هذا الموقع، تأكد من أنك تنتج قيمة ولا تستغل الآخرين. لكي يكون العامل ذكياً لا بد من حالة عقلية مختلفة تماماً عن العامل المجد.
16- الاستفادة من أصحاب الماضي الجيد:
ليس لدى العمال الأذكياء أي مشكلة في الاستفادة من أصحاب الماضي الجيد. ليس لديهم مشكلة في النهوض بعمل مرتكز على الأداء السابق الجيد للآخرين والاستمرار به. المعيار الوحيد لديهم هو في أي موقع يمكنهم فيه زيادة إبداعهم وتقديمهم للقيمة. كل شيء آخر يعتبر ثانوياً. ليس لديهم مشكلة في تحسين وتجديد عمل الآخرين وأخذه إلى المستوى التالي. قد يسرقون أحياناً أفكار الآخرين، لأنهم يعلمون أنه يمكنهم إبداع قيمة أفضل بكثير بهذه الفكرة من الأشخاص الذين سرقوا منهم.
يرغب من يعمل بجهد أن يبدأ العمل على مختلف الأشياء من الصفر،بينما يحب من يعمل بذكاء المشاركة، والتشبيك والتعلم من الآخرين، ولا يمنعه الغرور من متابعة عمل بدأ به أحد آخر، ولكن أيضاً هو يعلم أين ومتى يتلقى الفضل ويحافظ على السيطرة.
17- الفعالية والسيطرة على المشاعر:
إن الأشخاص الذين يعملون بذكاء فاعلون، أما من يعمل بجهد فهم متفاعلون وهم يشعرون بعدم الأمان ويخافون أنهم قد يهينون أحداً ما أو يخسرون فرصة ما، أو أن أحدهم قد يستغلهم إذا لم يعملوا بجد وبصمت. لذلك فهم يعملون بجد وبصمت ولكن يخيب أملهم عندما يتم ترقية شخص كان وحسب رأيهم يعمل بجد مثلهم ولكنهم بالطبع لا يدركون أنه كان يعمل بذكاء أيضاً.
إن العمال الأذكياء أكثر تخطيطاً وفاعلية. فهم يحللون الموقف والبيئة المحيطة ويعدلون طريقة تواصلهم حسب موقف محدد، ويشكلون أحلافاً تتألف من أشخاص مهمين في البيئة ويتخذون قرارات أكثر عقلانية لأنهم يثقون بأنفسهم. لا يعمل العمال الأذكياء بسبب الخوف كما يفعل العمال المجدون عادة، ولكنهم يرون أنفسهم كقادة أكثر من مجرد جنود يعملون بجد.
18- التشبيك وطلب المساعدة:
يدرك العمال الأذكياء أن الاستفادة من وقت الآخرين ليس الطريقة الوحيدة للعمل بذكاء، فأنت بحاجة أيضاً للمساعدة من مختلف الأشخاص الذين هم في موقع اجتماعي أفضل منك. يعلم العمال الأذكياء جيداً أن معرفة شخص مناسب واحد يمكنه أن يوفر عليك سنيناً من العمل الجاد. ولهذا هم يعملون على بناء شبكة من العلاقات ولا يترددون أبداً في طلب المساعدة. فهم يعلمون أن معظم الأشخاص يحبون مساعدة الآخرين. لأنهم يرغبون برد الجميل ، وهم لا يخافون من الرفض أبداً، لأنهم يثقون بأنفسهم. لأنهم يعرفون تماماً أن ، كل رفض سيقود إلى موافقة عاجلاً أم آجلاً.
يتبع في الجزءالسادس.