ماذا تعني إيجابية الجسم؟
تشير إيجابية الجسم إلى التأكيد على أن جميع الناس يستحقون الحصول على صورة إيجابية للجسم ، بغض النظر عن الطريقة التي ينظر بها المجتمع والثقافة الشعبية إلى الشكل والحجم والمظهر المثالي.
تتضمن بعض أهداف الحركة الإيجابية للجسم ما يلي:
- مواجهة التحدي المجتمعي.
- مساعدة الناس على بناء الثقة وقبول أجسادهم.
- معالجة معايير الجسم غير الواقعية.
ومع ذلك ، لا تقتصر إيجابية الجسم على تحدي الطريقة التي ينظر بها المجتمع إلى الناس بناءً على حجمهم وشكلهم. بل تعمل على الغاء التمييز بين افراد المجتمع بسبب العرق والجنس والإعاقة.
وتهدف إيجابية الجسم أيضًا إلى مساعدة الناس على فهم كيفية تأثير الوعي الذاتي ودور الاعلام الشعبي في تعزيز العلاقة التي تربط الناس بأجسادهم ، بما في ذلك كيف يشعرون تجاه الطعام والتمارين الرياضية والملابس والصحة والهوية والرعاية الذاتية، وذلك بهدف تطوير علاقة أكثر صحة وواقعية مع أجسادهم.
نبذة تاريخية:
تعود فكرة إيجابية الجسم إلى حركة قبول الدهون Fat acceptance movement التي بدأت بالظهور في أواخر الستينيات. وكانت تسعى لإحداث تغيير في ثقافة التمييز ضد الأشخاص بناءً على حجمهم أو وزنهم. وتأسست الرابطة الوطنية لقبول الدهون لأول مرة في عام 1969.
وقد تطورت هذه الحركة عبر السنين الى أن بدأت بالظهور بشكلها الحالي عام 2012 ، حيث كان التركيز في البداية على تحدي معايير الجمال الأنثوية غير الواقعية، ولكن مع تزايد شعبية الحركة ، اصبح التركيز على قبول الوزن في التحول نحو رسالة مفادها أن "جميع الأجسام جميلة".
في حين أن إيجابية الجسم أصبحت تحظى بشعبية متزايدة ، إلا أن الناس لا يزالون مرتبكين بشأن ما يعنيه بالضبط. وقد يكون جزء من السبب في سوء فهم إيجابية الجسم هو أن هناك العديد من التعريفات المختلفة لما تعنيه الحركة.
ونقدم تالياً ملخصاً لما يمكن أن تعنيه إيجابية الجسم:
- تقدير الفرد لجسمه بالرغم من العيوب.
- الشعور بالثقة بالنفس بمعزل عن الجسم.
- قبول شكل الجسم وحجمه.
تعني إيجابية الجسم أيضًا الاستمتاع بالجسم وقبول التغييرات التي تحدث بشكل طبيعي بسبب الشيخوخة أو الحمل أو اختيارات نمط الحياة.
في السنوات الأخيرة لعب Instagram دورًا محوريًا في صعود حركة إيجابية الجسم ، وكذلك ساهمت العديد من وسائل الاعلام في هذه الجهود ، في حين قامت شركات بما في ذلك Dove و Aerie بتطوير حملات تسويقية تتضمن رسائل إيجابية في هذا المجال.
أسباب إيجابية الجسم:
إن أحد الأهداف الرئيسية لإيجابية الجسم هو معالجة بعض الطرق التي تؤثر بها صورة الجسم على الصحة العقلية، حيث يؤدي الحصول على صورة جسم صحية دورًا في كيفية شعور الناس بمظهرهم وحتى في كيفية تقديرهم لذاتهم. تشير الأبحاث إلى أن وجود صورة سلبية للجسم يرتبط بزيادة خطر الإصابة ببعض الحالات العقلية بما في ذلك الاكتئاب واضطرابات الأكل.
وقد وجدت إحدى الدراسات أنه حتى التعرض لفترة وجيزة لوسائل التواصل الاجتماعي التي تصور "اللياقة البدنية المثالية" فإن ذلك يؤدي الى زيادة مخاوف صورة الجسم وزيادة أعراض اضطراب الأكل، واوضحت الدراسة أن صورة الجسم تشير إلى الإدراك الذاتي للشخص لجسمه ، والذي قد يختلف عن كيفية ظهور جسمه بالفعل، مما يعني بالضرورة أن يكون للمشاعر والأفكار والسلوكيات المتعلقة بصورة الجسم تأثير كبير على الصحة العقلية وكيفية معاملة الشخص لنفسه.
يبدأ تكوين صورة الجسم في وقت مبكر من الحياة ، ولسوء الحظ قد يعاني الأطفال الصغار من عدم الرضا عن الجسم، حيث وجد تقرير نشرته Common Sense Media أن أكثر من 50٪ من الفتيات وحوالي 33٪ من الأولاد الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و 8 سنوات شعروا أن وزن الجسم المثالي أقل من وزنهم الحالي. وكشفت النتائج أيضا أن 25٪ من الأطفال جربوا نوعا من سلوك الحمية الغذائية في سن السابعة.
تتضمن المشاكل التي يمكن أن تنشأ نتيجة لسوء صورة الجسم ما يلي:
- الاكتئاب: تعاني النساء من الاكتئاب بمعدلات أعلى بكثير من الرجال ، ويعتقد بعض الباحثين أن عدم رضا الجسم قد يلعب دورًا مهمًا في تفسير هذا الاختلاف بين الجنسين في معدلات الاكتئاب.
- تدني احترام الذات: وجدت الأبحاث أن استياء الجسم مرتبط بضعف تقدير الذات لدى المراهقين بغض النظر عن جنسهم وعمرهم ووزنهم وعرقهم وإثنيتهم ووضعهم الاجتماعي والاقتصادي.
- اضطرابات الأكل: تشير الأبحاث أيضًا إلى أن استياء الجسم مرتبط بالأكل المضطرب ، خاصة بين المراهقات.
لقد أظهرت الأبحاث باستمرار أن فكرة "المثل الأعلى النحيف" أو " فكرة الرشاقة " ترتبط بشكل وثيق بالأعراض السلوكية والعاطفية المتعلقة بالأكل المضطرب، ولا يمثل التعرض لهذه الصور خطرًا فحسب ؛ بل إنه يعزز المعتقدات بأن النجاح وتقدير الآخرين يتحدد بالرشاقة او بحجم الجسم والمظهر الخارجي . وقد وجدت الدراسات أيضًا أنه عندما يستوعب الأشخاص هذه الأفكار ، فإنهم يصبحون أكثر عرضة لتجربة عدم الرضا عن الجسم والانخراط في نظام غذائي غير ضروري ، بالإضافة الى المعاناة النفسية والعقلية التي قد تؤدي الى انحراف السلوك وسوء التعامل مع الآخرين .