هل يتغير وزنك من موقع لآخر؟
على الرغم من أن كتلة الجسم تبقى ثابتة بغض النظر عن الموقع الجغرافي لأي شخص، إلا أن الوزن يمكن أن يختلف حسب الموقع، فعند خط الاستواء يقل الوزن عما هو عليه في منطقة القطب وذلك بسبب القوتين الطاردة والجاذبة.
السبب:
تخيل أنك تحمل كيساً مملوءاً بحبات البرتقال، إذا أرجحت الكيس فوق رأسك بالسرعة المناسبة ستبقى البرتقالات ضمن الكيس، حتى لو أعدت المحاولة. ولكن اذا قمت بزيادة سرعة الدوران ستجد أن حبات البرتقال قد تخرج من الكيس وتتناثر في الغرفة. وهذا ما يعرف بالقوة الطاردة والقوة الجاذبة. ان قوة الطرد المركزي هي ما قد يتسبب في دفع البرتقال من قاع الكيس البلاستيكي "القوة الظاهرة ، مساوية ومعاكسة للقوة الطاردة المركزية، والتي تسحب أي جسم يدور بعيدًا عن مركز الدوران".
وهذا ما يجعل وزنك عند خط الاستواء أقل منه عند منطقة القطب، فالقوة الجاذبة عند خط الاستواء تؤثر فيك لأنك تدور حول مركز الأرض وهذا الدوران يمنعك من الطيران عبر الفضاء. أما عند منطقة القطب فلا تؤثر تلك القوة لأنك لا تدور بسرعة كبيرة، كما أنك تكون عند القطب أقرب إلى مركز الأرض (فهي ليست كرة بكل معنى الكلمة)، فالجاذبية تشدك بمجرد قوة خفيفة، وتأثيرها على الوزن ليس كبيراً، فقد يزيد حوالي 0,5% عند القطب، أي إذا كان وزنك 100 كغ في منطقة القطب، قد يصبح 99,5 كغ عند خط الاستواء.
هناك المزيد:
لا يشكل موقعك على الأرض العنصر الوحيد الذي يمكن أن يؤثر على وزنك، إذ أن للارتفاع دوره أيضاً. إن قوة الجاذبية الأرضية التي تقع عليك معاكسة لمربع بعدك عن مركز الأرض. يصبح وزنك أقل كلما ابتعدت عن مركز الأرض، كأن تتسلق جبلاً على سبيل المثال، وسيصبح وزنك أثقل بقليل حين تقترب أكثر من مركز الأرض. ولكن التأثير أقل بكثير من الفارق بين التواجد عند خط الاستواء والتواجد عند منطقة القطب.
يبلغ قطر الأرض عند خط الاستواء (6378 كم)، فإذا تسلقت جبلاً بارتفاع (5 كم) ـ كجبل كليمنجارو مثلاً ـ عندها ستكون بعيداً عن مركز الأرض بمسافة (6383 كم) وبذلك يكون وزنك قد نقص بمعامل (6378/6383)٢ أو 0,9984 ـ أي بفارق 0,2%. وللوصول إلى نفس التغيير الذي قد يحصل عند انتقالك من القطب إلى خط الاستواء، لابد أن يكون ارتفاع الجبل هائلاً حوالي 32 كم، وهذا يقارب قمة طبقة الأوزون.