ما أهمية تعليم الأطفال العطاء؟
غالبا ما يشدد التعليم المالي على أهمية الكسب والادخار. لكن الأبحاث الجديدة تشير الى أن أحد الدروس قيمة التي يمكن للوالدين تعليمها لأطفالهم حول المال، قد يكون كيفية منح المال بشكل مناسب. باحثون من جامعة أريزونا أجروا دراسة لاستكشاف كيف تنتقل عادات العطاء المالي عبر الأجيال، وكيف يمكن لدروس الحياة المبكرة في العطاء المساهمة في الرفاه الشخصي والمالي لاحقا. ويقول الباحثون في تقرير نشرته مجلة Family and Economic Issues اثبتت الأبحاث الحالية أن الأطفال يتعلمون المزيد عن المور المالية من آبائهم أكثر من أي مصدر آخر. دراسة سابقة للباحثين أبرزت مدى أهمية أن يمنح الآباء أطفالهم خبرة عملية بالمال، بالاضافة الى اجراء مناقشات معهم حول المال، وتقديم مثل مالي جيد. تشير الدراسة الجديدة الى أن الخبرة العملية في العطاء قد تكون ذات أهمية خاصة.
شملت الدراسة 115 مشاركا من طلبة الجامعة وأولياء أمور وأجداد. تم سؤال الآباء والأجداد عما قاموا بتدريسه لأطفالهم حول الموضوع، لتتوفر للباحثين في نهاية المطاف صورة عن كيفية تقاسم الدروس المالية عبر أربعة أجيال. وصف المشاركون الدوافع المختلفة لتعليم أطفالهم عن العطاء، بما في ذلك الشعور بالواجب الديني، والرغبة في مساعدة الآخرين، والرغبة في رد الجميل. التبرعات الخيرية تشمل العطايا النقدية للمؤسسات الدينية أو الجمعيات الخيرية. أعمال اللطف تشمل التبرعات والهدايا وأعمال الخدمة المقدمة مباشرة الى المحتاجين. الاستثمارات في الأسرة تشمل القرارات المالية التي يتخذها الأهل لصالح أطفالهم وأسرهم. ومن ذلك تضحيات مالية للآباء من أجل تسجيل أطفالهم في دروس رياضية أو موسيقية أو التخطيط لرحلة.
ويقول الباحثون: قد تساعد الدروس في العطاء في بدء ميزانية جيدة، وتمهد الطريق لمستقبل أكثر سعادة وصحة. الأشخاص السخيون يميلون لأن يكونوا أكثر سعادة ولديهم علاقات صحية. وانه على الآباء والأمهات التفكير في اشراك أطفالهم مباشرة في أنشطة العطاء. ويقولوا، ان عطاء الأطفال يؤثر في الآباء أيضا، لأنهم يصبحون أكثر عطاء عندما يعرفون أن الأطفال يراقبونهم، ويريدوا أن يكونوا قدوة جيدة لهم. ويضيف الباحثون أنه في الفصول المالية لا نتحدث عن العطاء، لكن تعلمنا أن العطاء ربما يكون أحد أهم جوانب التنشئة المالية، لذا نحتاج الى إيلاء المزيد من الاهتمام لكيفية تدريسه.