توجّهات تربوية من اليابان
من التوجّهات التربوية الرئيسة التي سادت في اليابان خلال السنوات الماضية، ما يسمّى "التعليم المريح"، والذي يتمثل بالتقليل من أعباء الطلبة الدراسية، وتخفيض عدد ساعات الدراسة، والتركيز على الأنشطة اللامنهجية والأنشطة التي تخدم المجتمع، بما يعني مزيداً من المرونة في المدرسة، وحفزاً للتفكير المستقل لدى الطلبة. لكن نتائج الطلبة اليابانيين فيالاالامتحاناتلدولية جاءت مخيّبة للآمال. لذا جاءت التوجهّات التربوية الجديدة مع بداية العام الدراسي 2012/2013 لتعلن نهاية تجربة "التعليم المريح"، وتزيد من عدد ساعات الدراسة في جميع مباحث المرحلتين الإبتدائية والإعدادية بنسبة 10%، مع التركيز مجدّداً على اكتساب الطالب للمعارف والمهارات الأساسية، بموازاة التفكير الناقد والتعبير عن الذات. جاء التوجّه نحو "التعليم المريح" ليكون البديل لما ساد في اليابان بعد الحرب العالمية الثانية من التركيز على التلقين والتكرار والحفظ، أو ما يسمّى "الحشو الزائد"، والذي كان ضرورياً آنذاك لنهوضالاالاقتصادلياباني المنهار. لكن عدم استيعاب المعلمين وأولياء الأمور لمفهوم "التعليم المريح"، وعدم اتخاذ المسؤولين للإجراءات التي تحقق التنفيذ الصحيح لهذا المفهوم في غرفة الصف، أدّى الى فشل هذا التوجّه. وبالتحديد، تبيّن أن تنفيذ فلسفة هذا التعليم يتطلب من المعلمين مزيداً من الجهد، وأنه اعتمد إلى حدّ كبير على قدرات المعلمين الفردية، أي ظهرت فروق جوهرية بين ما تقوم به المدارس من أنشطة.