خطوات بسيطة و فعالة للتوقف عن التذمر

إن الحياة مليئة بالضغوط وهذه حقيقة لايمكن لأحد إنكارها ، و قد يعتبر الكثيرون أن التذمر هو امتداد لكوننا بشر طبيعيين تماماً ، و لكن أثبتت جميع الدراسات والأبحاث أن التذمر يؤثر على العقل و الصحة بشكل سلبي حيث يزداد الشعور بالحزن و الكآبة ويؤدي الى الشعور بعدم الرضا عن أشياء كثيرة قد لا تكون مهمة أبداً في الحياة اليومية .

يمكن للتوتر السلبي أن يفاقم المشاكل الصحية المزمنة كالسكري و الربو، و قد تتضمن هذه المشاكل الصحية الإصابة بالصداع بشكل متكرر ومؤلم , آلام المفاصل وصولاً إلى الاكتئاب، و الطريقة الوحيدة لمقاومة هذه الأعراض هي عن طريق التوقف عن الشكوى غير المجدية .

1 - إحياء التصرف الإيجابي :

يجب تغيير طريقة التفكير وقد يسهل بالطبع قول ذلك أكثر من تطبيقه و لكنه ممكن ، لابد من السعي و البحث عن محور ايجابي لفهم المشكلة فمثلاً من السهل الإصابة بالتوتر عند محاولة تربية الطفل وتوجيهه كي يصبح طفلاً مثالياً وكذلك الحال بالنسبة للرغبة الجامحة في إتقان العمل المطلوب أو المحافظة على المواعيد بشكل دقيق ، إن تغيير طريقة التفكير المطلوبة هي تقبل فكرة أن الحياة عبارة عن فوضى لا يمكن لأحد أو لأي وضع أن يكون مثالياً.

يجب أن نتقبل الأوضاع كما هي و نمضي قدماً .

لابد أن يبقى الجانب الايجابي في تفكيرنا أكثر وزناً من الجوانب السلبية وعندما نواجه فشلاً محتماً علينا أن نمضي إلى الأمام و نتذكر أن هذا يحدث للجميع.

2- التأقلم أو التكيف :

إن الشيء الوحيد المؤكد في الحياة هو أن لا شيء يبقى على حاله فالتغيير سيأتي سواء في الغد , في الشهر القادم , أو في العام القادم ....قد تكون بعض التغييرات في الحياة مؤلمة , وهنا يجب أن نسمح لأنفسنا بفترة من الحزن ، و في بعض الأحيان يمكن وضع توقيت يومي محدد للحزن بسبب التغيير ولبعض الوقت ولكن ليس كل الوقت .

إن تقبل الأمور على حالها يساعد على التأقلم ايجابياً مع تغيرات الحياة ، يجب أن نقبل التحدي بالنظر إلى الوجه الايجابي للأمر حتى ولو كان صغيراً , و يجب أن نأخذ التجربة على أنها فرصة بدلاً من اعتبارها عائقاً لا يمكن اختراقه .

3- كن أكثر وعياً :

لا يمكن تغيير الماضي و لا جدوى من القلق على المستقبل , لا فائدة من التذمر حول أي منهما بدلاً من ذلك يجب العمل في الحاضر و التكيف مع الوضع الحاضر أثناء اكتشافه .

يجب الانتباه إلى الأفكار السلبية و استبدالها بأفكار ايجابية .

و بدلاً من التذمر من ساعة المنبه فكر فيما يمكن انجازه في ذلك اليوم المشرق الجديد،ربما يبدو ذلك تقليدياً و لكن يجب أن نتعلم كيف نتقبل بامتنان كل ما يمكن أن تقدمه لنا الحياة – الجيد منه و السيئ – وتذكر أن التغيير هو أمر حتمي لذلك ستتغير الظروف حتى السيئة منها و يمكن أن نتعلم منها كيف نتصرف بوعي أكثر كالصبر مثلاً .

4-الحزم :

إن التخلي عن عادة التذمر السيئة لا يعني أن نسمح لأنفسنا بأن نكون خاضعين لأحد،فالحزم هو الطريقة لإخبار الآخرين بما نحتاج إليه و كيف نحصل عليه،يجب إظهار الثقة بطريقة بسيطة كاتخاذ وضعية مامثلاً الوقوف باستقامة،المصافحة القوية و النظر الدائم في العيون .

يجب أن يكون النطق و الكلام واضحين حتى يفهم الناس ماذا نريد،يجب تجنب الحديث غير المترابط و الذي قد يؤدي إلى التردد غير المفهوم و لا طائل منه.لابد من الحزم و شرح المطلوب بوضوح و عدم ترك المعنى للتخمين .

5- كن أقل تحكماً :

وهذا يتضمن نفسك، يرتكب الجميع أخطاء و الانتقاد يؤدي إلى التذمر .

يجب أن تتخلص من عبارات ( كان يجب – كان من الممكن – كان من الواجب ) وتخرجها من مفرداتك، لا تتمسك بالتحكم فمن المستحيل أن تتمكن من التحكم بكل المواقف، حيث يكون من الأفضل في بعض الأحيان تخفيف التوتر و مجاراة الأمور ببساطة يجب وضع لائحة بنقاط القوة لدينا لنتمكن من تكوين الثقة بالنفس ،وننصحك بوضع لائحة بنقاط الضعف حتى تتمكن من معرفتها والتخلص منها .

6-المسؤولية :

يجب أن نتحمل مسؤولية أخطائناوليس أخطاءالآخرين .

إن الخطوة الأولى على طريق تحمل المسؤولية هي احترام الذات، وهذا يجعلك تشعر بالرضى والفخر بما تفعله،وهنا يجب المحافظة في حياتنا على الأشخاص الذين يحترموننا والذين لا يقومون باستغلالنا،و علينا أن نستبعد المتذمرين المزمنين ليحملوا تذمرهم بعيداً عنا، إنك باكتسابك لأشخاص يحبونك و يحترمونك في الحياة ستبادلهم ذلك الاحترام تلقائياً ، وهذا سيعزز من احترامك لذاتك ورضاك عن نفسك.

7-التقدم إلى الأمام :

يجب أن نرفض و بشكل قاطع السماح لصعوبات الحياة أن تمنعنا من التقدم إلى الأمام .

هناك أشخاص ومواقف قد تزعجنا إلا أن ذلك ليس عذراً للاستمرار في الموقف السلبي، تذكر عبارة " سيمر ذلك أيضاً " إن السبب الذي خلق المشكلة لن يستمر للأبد .

تكون معظم المشاكل مؤقتة و سريعة التلاشي و إدراك ذلك هو مفتاح التقدم إلى الأمام .

إن إتباعك لهذه الخطوات و الإقلال من عادة التذمر سيجعل حياتك تسير في نمط أكثر ثقة،لابد من التوقف عن التذمر من أمور خارجة عن سيطرتنا ، و علينا أن نتقدم للأمام بثقة بالنفس و وأن تحرص دائماً على أن تكون لطيفاً مع نفسك قبل أن تكون لطيفاً مع الآخرين