الطلاق ألم فراق العائلة الأصلية وأطفال غاضبون
الطلاق : إنها الكلمة التي تجعلني أنكمش خوفاً في كل مرة أسمعها .كان طلاقي منذ اثنين و ثلاثين عاماً ( ليس باختياري ) و كانت تلك الفترة من أكثر الفترات إيلاماً في حياتي . هذه الكلمات هي أصدق تعبير عن مشاعر كل من يتعرض للطلاق والتي تعتبر من أصعب التجارب والمواقف التي يمكن أن يتعرض لها الرجل أو المرأة على حد سواء خاصة مع وجود أطفال في العائلة.
يؤثر الطلاق على العائلة بأكملها الآباء , الأخوة و لكن الأكثر تأثراً هم الأطفال إنهم الضحايا البريئة للعهد المكسور , فالنجاح في الحفاظ على الزواج والحب هو التزام يحتاج للوقت و الجهد و الكثير من التسامح .
أما النتيجة المؤلمة لقرار الطلاق فهو حرمان الأطفال من بيئتهم الطبيعية مع الأم والأب ، ونتيجة للطلاق يصبح الصغار مرغمين على العيش مع عائلات أخرى ولا يمكنهم قضاء الوقت مع والديهم إلا حسب أوقات محددة وبوجود أناس غرباء يناقشون نيابة عنهم و يخبرونهم متى و كم يستطيعون رؤية بعضهم البعض .
ويعاني الأطفال نتيجة لذلك من شعور متناقض حول الإخلاص والمحبة تجاه الأم والأب، إما بسبب ترتيبات معيشتهم الحالية أو بسبب كون الآباء حاقدين , مرتبكين و ويشعرون بالألم والكراهية لبعضهما البعض فيحرضون أطفالهم ضد من شارك في منحهم الحياة أي إما ضد الأم او ضد الأب ، أضف إلى ذلك الأم الجديدة ( أو زوجة الأب ) وربما أطفالها من زوج سابق ، أو والد جديد( زوج الأم ) الذي قيل لهم أن عليهم محبته و هو يتصرف وكأن له الحق في تأديبهم مع أنه ليس والدهم الأصلي .و لا عجب أن يكون أطفال الطلاق غاضبين فالصغار الذين يخرجون عن السيطرة يمكن بسهولة أن يشعروا بالقلق و الخوف و انعدام الثقة والغضب.
يجب على الأمهات والآباء أن يعرفوا أن الطلاق يعني مسؤوليات مضاعفة تجاه الأطفال ، وان مساعدة أطفالهما على تجاوز هذه المحنة ليس بالمهمة السهلة ، عليهما أن يتذكرا أن صحة أطفالهما النفسية والعاطفية وأحيانا ًسلامة الحالة الذهنية للأطفال يعتمد إلى حد كبير على التزامهما بما يلي :
1. تشجيع التواصل المفتوح مع أطفالك مع التذكير بضرورة احترام جميع الأطراف من جهة العائلة الجديدة أو من جهة العائلة السابقة .
2. مساعدة الأطفال على معرفة السبب الرئيسي لغضبهم ( الألم , الخوف , الإحباط ) و وكيفية معالجة هذه المشاعر .
3. السماح للأطفال بالمشاركة في صنع التغيير من حولهم وعدم عزلهم وفرض الراقع الجديد عليهم دون إبداء الأسباب او الاستماع الى آرائهم .
4. تشجيع كافة الأطراف على التفكير المتوازن المعتدل ، و أن يكونوا واقعيين متفهمين و صبورين في توقعاتهم من بعضهم البعض .
5. لا تتوقع أن يحب طفلك عائلته الجديدة بسهولة ، ولا تحاول أن تفرض عليه كيفية التعامل معها ، وإذا استطعت ان تحقق الحد الأدنى من الاحترام بين جميع الأطراف فإن ذلك بحد ذاته يعتبر إنجازاً كبيراً.
6. اسمح لكل طفل أن يحتفظ بأصدقائه , حريته الشخصية , اهتماماته ...... خارج نطاق العائلة الجديدة .
7. لا تقارن أبداً أفراد العائلة الجديدة بالعائلة الأصلية أو بالعكس .
8. تأكد من تخصيص وقت كاف لأطفالك البيولوجيين و بنفس الوقت موازنة الوقت معاً كعائلة مختلطة .
9. لا تتكلم أبداً بالسوء عن الآباء الأصليين و ادعم العلاقة السليمة معهم .
10. اختر ألعاباً بديلة أكثر تحبباً مع أفراد العائلة الحديدة - كلمة أطفال ( إضافيين ) تبدو أكثر دفئاً من أطفال .
11. دع أطفالك يعلمون بأنهم إذا اختاروا محبة العائلة الجديدة ، فإن هذا لا يعني عدم الإخلاص لعائلتهم الأصلية فكلما زاد عدد الأشخاص الذين نحبهم و يحبوننا كان ذلك أفضل .
12. لا يقاس الحب بالأوقية أو بالأونصة فليس هناك كميات محدودة من الحب لأفراد العائلة حتى نقتصد بها ، كما لا يوجد تاريخ لانتهاء الصلاحية .
13. يأتي الغضب نتيجة توقعات لم تتحقق فكلما كانت متطلباتنا من عائلتنا أكثر كلما كان خطر خيبة الأمل أكبر .
14. توقع القليل و اسمح للعلاقات الجديدة أن تنفتح طبيعياً , أقبل الكثير و كن شاكراً لكل خطوة صغيرة و كافئ كل شخص بتقديره .
15. إن الصبر والاحترام و التشجيع و القبول هي الأدوات لبناء عائلات سليمة و قوية كن بناءاً ماهراً في بناء عائلتك الجديدة حتى تحافظ عليها دائماً.