أكثر من مليار طن متري احتياطي الدياتومايت في حوض الأزرق
الدياتومايت صخر رسوبي، هش، خفيف الوزن يتكون أساساً من بقايا أحافير سيليكية غير متبلورة دقيقة جداً لطحالب وحيدة الخلية هي الدياتومات. ويتكون الدياتوم من خلية مجهريه موجودة داخل صدفة مكونة من الأوبال. ويستعمل الدياتومايت النقي في العديد من التطبيقات الصناعية، وتستهلك كميات كبيرة منه (حوالي 70% من الاستهلاك العالمي) في التنقية والتصفية للصناعات الغذائية كالعصير والمشروبات. ويستعمل كفلتر مساعد، وكمادة مالئة في صناعة الدهانات والمواد البلاستيكية والورق والكيماويات الزراعية والاسفلت والمركبات البيتومينية، وكمواد ماصة وخاصة لحفظ فضلات الحيوانات المنزلية (وهو استخدام شائع في أوروبا الغربية). كما يستعمل كمادة ناقلة مساعدة، وكمادة حاكة وصاقلة، وفي الخلطات الاسمنتية والطوب العازل والسماد، اضافة الى استخدامات أخرى متنوعة.
اكتشاف الدياتومايت في الأردن:
قامت سلطة المصادر الطبيعية خلال الفترة ما بين 1989-1992 بدراسات تنقيبية وتحريات استطلاعية لتقييم تواجد الخامات المعدنية والصخور الصناعية في الترسبات الحديثة لمنخفض الازرق (مساحته حوالي 5500 كم2). واشتملت الدراسة على اجراء الدراسات الميدانية كالحفر الآلي وجمع العينات من التكشفات والحفر اليدوية، واجراء التقييم المخبري كالتحليل المعدني والكيميائي والحجم الحبيبي وتحليل المياه ودراسة الظروف الترسيبية لبعض أنواع هذه الرسوبيات التي تتكون بشكل رئيس من الصلصال السلتي والرمل وصخور الدياتومايت والمتبخرات والتي يصل سمكها إلى 240م تقريباً.
غطت الدراسة 300 كم2 تقريباً من المنخفض وشملت قاع الأزرق ( مساحته 70كم2 تقريبا) ويمتد من منطقة عين البيضاء شمالاً باتجاه الجنوب والجنوب الشرقي حيث تم اكتشاف طبقات من الدياتومايت النقي وغير النقي عام 1990 بسماكة تصل الى (30م) أمكن تحديدها في حوالي 42 بئراً من أصل 74 بئراً حفرت في المنطقة.اضافة الى كميات كبيرة من الرواسب الطينية مثل الباليوجورسكايت ومختلط الطبقات ( ايلايت- سميكتايت، وكاؤلينايت )، وتتواجد طبقات الدياتومايت بين هذه الرسوبيات الطينية.
يوجد الدياتومايت في طبقتين: العلوية وهي الأهم ويتراوح سمكها ما بين 4.5 -31 م" وعلى أعماق تتراوح ما بين 11- 42.5 م. والطبقة الثانية السفلية ويتراوح سمك الدياتومايت فيها ما بين 2- 20م والغطاء الترابي يتراوح ما بين 3.7-5.92م. بالإضافة إلى ذلك هنالك عدة طبقات قليلة السمك تشكل جزءاً من الغطاء الترابي.
تكوّن راسب الدياتومايت في حوض مغلق وضمن بيئة ترسيب البحيرات المغلقة، ويتواجد ضمن طبقات ورسوبيات طينية وفتاتية تجمعت وترسبت في هذه البحيرة المغلقة، وذلك من نواتج التجوية والحت لصخور البازلت والرماد البركاني والصخور والرسوبيات المحيطة (لذلك يمكن أن يسمى المولر (على شكلين مختلفين هما الشكل الدائري والشكل المستطيل.
الدراسة المعدنية للمعادن الطينية حددت وجود معادن السميكتايت ومختلط الطبقات (إليت- سميكتايت) كمعادن رئيسة، إضافة إلى الكاولينايت والباليوجورسكايت والمايكا.
الاحتياطي:
قدّر الاحتياطي في المنطقة التي غطيت بالحفر في الطبقة الأولى بمقدار 1000مليون طن متري، وفي الطبقه الثانية : 212 مليون طن متري. ويعتقد أن الاحتياطيات العالمية تبلغ بليون طن متري تقريباً، يتراوح سعر الطن الواحد ما بين 200- 400 دولار في الموقع اعتماداً على النوعية وغايات الاستعمال ودرجات التصنيع.
يوجد الدياتومايت في عدة دول في العالم وبلغ الإنتاج العالمي عام 2015 حوالي 2.67 مليون طن متري. ويتوقع زيادة الانتاج 8% حتى عام2021 بزيادة مجالات الاستعمال.
نتائج التحاليل الكيميائية:
معدل نسبة السليكا 51%، وتصل أعلى نسبة الى 71%. معدل نسبة أكسيد الألمنيوم 8 .12% .معدل نسبة أكسيد الحديد 4. 6% .معدل نسبة أكسيد الصوديوم 3%.معدل نسبة أكسيد البوتاسيوم 5. 1% . وقد وجد أن الملوحة موجودة في معظم الآبار وان نسبة الملوحة تزداد بشكل عام مع العمق.
ما أهمية هذا المعدن؟
• كان هنالك عدة عوامل رئيسة أثرت على اقتصاديات الدياتومايت، أهمها وجوده مختلطاً مع الصلصال، ووجود طبقات الدياتومايت تحت مستوى سطح المياه في القاع، ووجود الملح في منطقة الراسب بكميات كبيرة. لكن استمرت أعمال التنقيب الاستطلاعية خارج منطقة القاع حيث وجد بأن الدياتومايت يوجد فوق مستوى المياه الجوفية وفي مناطق قليلة الملوحة ولكن توقف العمل دون استكمال التنقيب.
• تم التنسيق والتعاون فيما بين السلطة والجامعة الاردنية لإجراء الأبحاث على الدياتومايت ودراسة امكانية استخدامه في المجالين التجاري والصناعي وأظهرت الدراسات والأبحاث التي اجريت على جزء بسيط من العينات نتائج واعدة.
• توجد امكانية لاستخدامه في تطبيقات تنقية المياه وخاصة المياه الملوثة، حيث وجد أنه فعال في ازالة المعادن السامة "مثل الرصاص" في المياه الملوثة.
• يمكن استخدامه لانتاج الطوب العازل الخفيف.
• امكانية استخدام هذه الرواسب والصخور في التخلص من الملوثات العضوية وغير العضوية. من خلال منحنيات الاتزان الحرارية لادمصاص الفينولات المختلفة والأصباغ والعناصر الثقيلة. أجريت دراسات لتحوير سطوح هذه الصخور بالحرارة والتميه والأكسدة والمعالجة الكيميائية لرفع كفاءة إدمصاص هذه الصخور للملوثات المختلفه للوصول الى ظروف الادمصاص الأمثل. كما تم فحص إمكانيات الادمصاص للعينات المختلفة المأخوذة من بعض الآبار لما يلي: عنصر الكروم والسموم الفطرية الخطرة، وعناصر أخرى.
ما الذي يجب عمله؟
للسير في استغلال هذه الخامة المعدنية المهمة يقترح ما يلي:
• تشكيل فريق علمي من قبل جميع الذين عملوا في التنقيب لمتابعة الأبحاث العلمية ودراسة إمكانية تطبيق نتائج الأبحاث على المستوى الصناعي والتجاري.
• إجراء دراسة موجهة من قبل شركات متخصصة لتحديد النوعية والكمية المطلوب تحديدها ليكون المشروع اقتصاديا" على ضوء الدراسات والأبحاث المنجزة لتاريخه وقبل البدء بالخطوات اللاحقة.
• استكمال اعمال التنقيب في منطقة منخفض الأزرق الواقعة الى الشرق من القاع حيث نسبة الملح أقل، ومستوى سطح المياه تحت طبقة الدياتومايت الاولى، وإجراء دراسات تفصيلية تتضمن عمليات المعالجة والتنقية من الشوائب وخاصة الأملاح والرمال الصلبة، ومحاولة رفع نسبة السليكا من خلال زيادة نسبة الدياتومايت أو تقليل نسبة الصلصال إن أمكن.
• دراسة امكانية استغلال طبقات الجبس والكاؤلين والباليجورسكايت التي تعلو طبقة الدياتومايت.
• تخطيط المناجم المكشوفة لتصبح برك تجميعية للمياه.
• دراسة تحسين نوعية الخام ورفع نسبته.
• من الضروري إجراء المزيد من الدراسات لتركيز الدياتومايت ومعرفة امكانية استخدامه كفلتر في تنقية المياه الملوثة، وخاصة ان التجارب التي أجريت في الجامعة الأردنيه أشارت إلى إمكانية استعماله في إزالة العناصر الملوثه للمياه. وكذلك استخدام المخلوط مع الصلصال في صناعة الطوب الخفيف العازل لأهميته في المباني وتوفير الطاقة.