مع الأحجار الكريمة وشبه الكريمة يأتي العمل
يعاني الكثيرون من قلة الدخل، ومن البطالة. ولعل المشكلة تبرز بصورة أكبر في بعض قرى البادية الأردنية، بخاصة نتيجة عدم توفر الفرص لتطوير صناعات صغيرة، وكون الفرص الزراعية محدودة جداً بسبب نقص الأمطار وندرة مصادر المياه. من هنا، وبهدف دعم تنمية المجتمعات المحلية، وتوفير فرص عمل للأفراد، وإيجاد مجتمعات منتجة وقادرة على المساهمة في التنمية الاقتصادية، ولتغيير النظرة النمطية للمرأة بأن مكانها البيت فقط، وجعل المجتمع يتقبل فكرة خروجها للعمل، تأتي أهمية انشاء جمعيات نسائية في هذه القرى، توفر التدريب لأعضائها لإنشاء مشاريع صناعية صغيرة توفر دخلاً لأصحابها، وتساهم في انعاش المجتمع ككل.
ولعل أحد أنواع هذه المشاريع الصغيرة التي يمكن بسهولة تنفيذه في القرى والبادية الأردنية، استغلال الأحجار الكريمة وشبه الكريمة. فقد أثبتت الدراسات الجيولوجية التي أجريت حتى الآن في الأردن، وجود العديد من الخامات المعدنية الأولية التي يمكن أَن تستعمل كأحجار كريمة وشبه كريمة. وفيما يلي أهم هذه الخامات:
الأحجار الكريمة
1. الزركون في منطقة العقبة.
2. الأوبال في منطقة ضبعة.
3. الجارنت في وادي عربة.
4. السبينل شمال شرق الأردن.
الأحجار شبه الكريمة
1. الأباتيت بالقرب من صويلح.
2. الأيبيدوت في وادي عربة.
3. الكالسيدوني في محافظة العقبة وفي الأغوار.
4. الصوان الأسود في وادي عربة ومناطق أخرى مختلفة.
5. الكوارتز المدخن والحليبي في محافظة العقبة.
6. الحجر الرملي الحاوي على خامات الحديد في منطقة المرو شرق الشيدية في محافظة معان.
7. الكونجلوميرت وبعض صخور القاعدة في محافظة الكرك ووادي عربة.
8. الأوليفين في شمال شرق الأردن.
9. خبث صناعة النحاس في وادي عربة.
10. الزجاج البركاني في محافظة العقبة.
11. الفلورايت في محافظة العقبة.
12. البارايت شمال غرب الرويشد والعقبة ووادي عربة.
ولعل إحدى التجارب الرائدة في هذا المجال ما تقوم به جمعية القادسية في محافظة الطفيلة من إنتاج أحجار شبه كريمة من بعض هذه المعادن والصخور وخاصة النحاس . هذه التجربة الرائدة بدأت خطوتها الأولى عام 1991 عندما تم إنشاء جمعية نسائية حصلت على تمويل لشراء أجهزة تقطيع الأحجار وتلميعها، بدعم من المنظمة التعاونية، وبتوجيهات واستشارات من سلطة المصادر الطبيعية. وقد بقي عمل الجمعية وربحها لسنوات محدوداً، وكان العمل مقتصراً على صقل الحجر وبيعه لقلة الإمكانات المالية. وجاءت النقلة النوعية عندما حصلت الجمعية، عن طريق مركز تعزيز الإنتاجية «ارادة»، على منحة من وزارة التخطيط بقيمة 500ر26 ألف دينار لتطوير الإنتاج ولإنشاء مشغل تلبيس الأحجار بالفضة، مع إقامة بنى تحتية إاضافية. ونتيجة لذلك ازداد عدد عضوات الجمعية حتى وصل الى 88 سيدة. وقد كان لجهودهن هذه أثر إيجابي في المجتمع، إضافة إلى مساهمتهن في توفير دخل إضافي لأسرهن . وفي الوقت الحاضرتقوم الجمعية بإستعمال أنواع متعددة من الصخور الموجودة في البيئة المحلية، كالجاسبار والفلينت والملاكايت والأباتايت والألباستر، وبعض الصخور النارية كالبازلت والجرانيت.
لم تتم دراسة هذه الخامات بصورة تفصيلية، ولا يوجد نشاطات إستكشاف شاملة حقيقية في الأردن لإستثمار المواد الأولية المذكورة أعلاه، ومدى ملائمتها للصناعة بطريقة علمية على مستوى الأردن . وهذا يدل على أن هنالك حاجة ماسة لعمل دراسة ومسح شامل ومنظم للخامات المذكورة أعلاه، ودراسة التجربة الرائدة لنساء جمعية القادسية، والإستفادة من خبراتهن، لتكون الجمعية بالتالي مركزاً لتدريب الكوادر الوطنية في القرى الأخرى، ومن ثم تعميم هذه التجربة من خلال إنشاء جمعيات مماثلة في المناطق التي تتوافر فيها خامات الأحجار شبه الكريمة، ويمكن بداية اقتراح انشاء جمعيتين على غرار جمعية القادسية في كل من القطرانة والصفاوي.