هل تضر الأساليب التربوية الحديثة بالصحة العقلية للمعلمين؟
أظهرت نتائج دراسة لباحثين بريطانيين نشرت في مجلة Educational Review أن الادارة المدرسية الحديثة تضر بالصحة العقلية للمعلمين ورفاههم. ويقولوا ان أهداف هذه الادارة وزيادة عبء العمل وتغيير المناهج والتغيرات البيروقراطية الأخرى تقوّض الهوية المهنية للمعلمين وتؤثر سلبا في صحتهم العقلية. وقد أشار المشاركون في الدراسة الى أن التغيّر المستمر والمعقد في السياسات التعليمية والأداء المقاس بالأهداف ونقص الدعم الاداري وعبء العمل الثقيل، جميعها مسببات لزيادة حدة القلق والتوتر. كما تحدث المشاركون عن خيبة الأمل وفقدان احترام الذات ومشاعر الفشل التي يعيشونها، مما دفع البعض الى التقاعد المبكر، وفي حالة واحدة محاولة الانتحار بسبب ضغط العمل.
ويقول الباحثون، يعتقد الكثيرون ان التركيز عل الأهداف والنتائج يغيّر بشكل أساسي دور المعلم كمرّبي، ويؤثر سلبا في العلاقة بين الطالب والمعلم، وبالتالي في فرص التعلم، وفي تلبية الحاجات النفسية للأطفال. كما يتآكل الرضا الوظيفي بسبب المطالب البيروقراطية، مع الافراط في العمل الورقي، والضغط من أجل تحسين النتائج، مما يزيد من عبء العمل الثقيل الذي يتحمله المعلمون. ويقولوا ان ملاحظات المعلمين تعكس التضاد بين النظرة القديمة لما يعنيه كون الانسان معلما: الالتزام بخدمة المدرسة وتعلم الطلبة، وبين الرؤية الادارية الجديدة: المساءلة والأداء وتلبية المعايير في عالم الشركات الجديد.