هرمونات البلوغ تؤثر في تعلم الصغار
أظهرت دراسة على الفئران لباحثين من جامعة كاليفورنيا، ولأول مرة، كيف أن هرمونات البلوغ قد تعيق بعض جوانب تعلم الشباب المرنة. ويقول الباحثون إنهم وجدوا أن بداية البلوغ تسبب ما يشبه التحول في قشرة الدماغ الأمامية يمكن أن يقلل من المرونة في بعض أشكال التعلم.
وبالرغم من أن النتائج جاءت من فئران إناث، فان الاكتشافات التي نشرت في مجلة Current Biology قد يكون لها آثار تعليمية وصحية واسعة النطاق بالنسبة للفتيات، بخاصة وان الكثيرات منهن يدخلن المرحلة الأولى من البلوغ في عمر 7 و 8 سنوات. ويقول الباحثون إن البلوغ يحدث الآن أبكر وأبكر عند الفتيات في المناطق الحضرية الحديثة مدفوعاً بعوامل مثل الإجهاد والبدانة، وهذا يرتبط مع نتائج سيئة من حيث الدراسة والصحة العقلية.
اكتشف الباحثون تغيرات كبيرة في التشابكات العصبية في القشرة الأمامية للدماغ عند الفئران الإناث بعد تعرضهن لهرمونات البلوغ. وقد حدثت التغيرات في منطقة من الدماغ الأمامي ترتبط بالتعلم والانتباه والتنظيم السلوكي. وعموماً وجد الباحثون أن الأطفال لديهم مرونة أكبر في الدماغ مقارنة بالبالغين، مما يمكنهم من اتقان اللغات وغيرها من الموضوعات الدراسية بسهولة أكبر. وفي حين أنهم لا يزالون يتعلمون بعد البلوغ، فان التركيز الادراكي عندهم في مرحلة المراهقة غالباً ما يعاد توجيهه إلى علاقات الأقران والتعلمالاالاجتماعيويقول الباحثون إنه إذا بدأت التغيرات الهرمونية مبكراً في الصف الثاني أو الثالث عندما يتم تكليف الأطفال بتعلم المهارات الأساسية، فان التغير في وظيفة الدماغ يمكن أن يمثل مشكلة. ويقولوا أنه يجب أن نفكر أكثر في مواءمة ما نعرفه عن البيولوجيا مع التعلم لاستيعاب حقيقة أن دماغ العديد من الفتيات يتحول في مرحلة المراهقة هذه في وقت أبكر من المتوقع.
في الدراسة، عمل الباحثون على حفز بدء البلوغ في بعض صغار الفئران الإناث بحقنهن بهرمونات البلوغ، مثل إستراديول وبروجسترون، ومنعوا حدوث البلوغ في أخريات بازالة مبايضهن. وعند قياس النشاط الكهربائي لخلايا الدماغ في القشرة الأمامية في فئران ما بعد البلوغ، لوحظت تغيرات كبيرة في نشاط التشابكات العصبية التي يعتقد أنها تنظم مرونة الدماغ. ولدى مقارنة استراتيجيات التعلم ذات المستوى الأعلى في فئران ما قبل البلوغ بتلك التي في فئران ما بعد البلوغ، وجد أن فئران ما بعد البلوغ واجهت صعوبة في التكيف مع الأدوار المتغيرة مقارنة بفئران ما قبل البلوغ. ويشير الباحثون الى أن البيانات تظهر أن البلوغ نفسه وليس السن هو الذي يلعب دوراً في نضج القشرة الأمامية. ويوضحوا أن هناك حاجة إلى إجراء دراسات مستقبلية على الفئران الذكور لمعرفة إن كانت النتائج تنطبق على أدمغتهم أيضاً.