مشروع رسم خرائط بروتينات الإنسان
في إطار التنافس العلمي العالمي في مجال الإكتشاف والإختراع، لم تعد جهود وإمكانات الأفراد والمؤسسات وحتى الدول منفردة، قادرة على تنفيذ مشاريع مهمة وضرورية لصالح البشرية ككل. من هنا أخذت دول العالم تتجه إلى التعاون فيما بينها لتنفيذ هذه المشاريع، والتي تسمّى العلوم الكبيرة.
من المشاريع بالغة الأهمية في هذا الاطار، مشروع "البروتيوم البشري"، والذي يتمثل الهدف منه في رسم خرائط جميع البروتينات، التي قد يصل عددها إلى عشرات أو مئات الآلاف، التي تكوّنها مادة الوراثة في الإنسان المكوّنة من أكثر من (20) ألف جين، ويأتي بعد النجاح الكبير الذي حققه مشروع رسم خرائط جينات الإنسان، أو ما يسمّى مشروع الجينوم البشري.
يتكوّن المشروع من مشروعين فرعيين: الأول ينفذه (24) فريقاً علمياً، كل منها مسؤول عن أحد كروموسومات الإنسان، والآخر تنفذه فرق علمية عدة متخصصة بالعمليات البيولوجية والأمراض ذات العلاقة بالبروتينات. والدول المشاركة في المشروع هي: الصين، سويسرا، اليابان، هولندا، كندا، استراليا ونيوزلندا، كوريا الجنوبية، الولايات المتحدة، الهند، سنغافورة، تايلند، فرنسا، البرازيل، اسبانيا، روسيا، السويد، ايران، وايطاليا.
بدأ العمل في المشروع في العام (2012)، ويستغرق عشر سنوات، وقد أعلن عن المخطط الكامل له في مؤتمر عالمي عقد في سيدني/ استراليا في أيلول (2012). وستتحمّل كل دولة كلفة عمل فريق البحث فيها، وهي كلفة قد تصل الى بلايين الدولارات للمشروع ككل.
ستمثل خريطة بروتينات الإنسان مصدراً علمياً بالغ الأهمية يساعد الباحثين في مختلف مجالات العلوم البيولوجية الجزيئية والتشخيص الطبي وعلاج الأمراض،إنطلاقاً من أن البروتينات تلعب دوراً رئيساً في تركيب أجهزة جسم الانسان، وفي معظم العمليات الحيوية التي تتم فيها. وتبعاً لما يقوله المسؤلون عن المشروع، فإن رسم خرائط بروتينات الإنسان سيغيّر بصورة جذرية الكثير من جوانب عوالم الطب والدواء والصناعة.