أكبر مشروع علمي على الأرض
تساهم عشرات المؤسسات العلمية والأكاديمية الأمريكية والدولية منذ سنوات، وباشراف وتمويل من المؤسسة الوطنية الأمريكية للعلوم، في أكبر مشروع علمي لدراسة باطن الأرض. المشروع EarthScope عبارة عن ما يشبه تلسكوباً عملاقاً يتتبع التطور الجيولوجي لأمريكا الشمالية. ومرصد علوم الأرض هذا يسجل بيانات تغطي 3.8 مليون ميل مربع. ومنذ عام 2003م، جمعت أدوات المشروع ما يزيد على 4000 تيرا بايت من البيانات، أي ما يعادل أكثر من ربع بيانات مكتبة الكونغرس، وهي تضيف تيرا واحد من البيانات كل 6 – 8 أسابيع. وجميع هذه البيانات متاحة للناس جميعاً أولاً بأول.
يستخدم العلماء تلسكوب الأرض هذا، الذي يشتمل على أنواع عدة من التجارب، لتفحص جميع جوانب التكوين الجيولوجي لأمريكا الشمالية. وتتعقب 1100 وحدة GPS باستمرار التشوهات في سطح الأرض المتسببة عن التحولات التكتونية في أعماق الأرض. وتسجل أجهزة الاستشعار الزلزالية بجوار صدع سان أندرياس النشط في كاليفورنيا، هزاته الصغرى، بينما تجذب عينات الصخور من موقع الحفر الذي يمتد لمسافة ميلين في الصدع كاشفا عمليات الاجهاد والضغط على الصخور التي تحدث عندما ينزلق جانبا الصدع على بعضهما أثناء حدوث الزلزال. وعلى مدار أكثر من عشر سنوات، عملت طواقم صغيرة متنقلة تحمل أجهزة لقياس الزلازل في جميع أنحاء البلاد. وقد جمعت حتى الآن بيانات من 2000 موقع تقريبا.
ويقول العلماء ان البيانات المجمعة يمكن أن تساعد في تفسير القوى المسببة للأحداث الجيولوجية مثل الزلازل والانفجارات البركانية. وقد أظهرت هذه البيانات حتى الآن أن الصخور في صدع أندرياس أضعف من تلك الموجودة خارجه، وأن عمود الصهارة تحت بركان يلوستون الفائق أكبر مما كان يعتقد.