ماذا يعني الأهل بالنسبة للمراهق ؟
يحتاج المراهق إلى الحب والدعم من الأهل في الفترة التي يتغير فيها الكثير من الأشياء في حياته. يمكنك أن تحافظ على علاقة قوية مع ابنك المراهق بواسطة نشاطات عادية ويومية.
العلاقة بين المراهق والأهل والعائلة:
يعتقد الكثيرون أن أهمية العائلة تقل عند بلوغ الأطفال سن المراهقة. ولكن الطفل يحتاج إلى عائلته ودعمها بالقدر الذي كان يحتاجه في عمر أصغر.
صحيح أن العلاقات العائلية تتغير خلال سن المراهقة، عندما كان الطفل صغيراً كانت مهمة الأهل تغذيته وتوجيهه، أما الآن قد يجد الأهل أن علاقتهم بأطفالهم تتطلب أكثر من ذلك .
ويواجه معظم المراهقين وعائلاتهم فترات مريحة وأخرى صعبة خلال هذه السنوات، ولكن عادة ما تتحسن الأمور في أواخر فترة المراهقة حين يصبح الصغار أكثر نضوجاً وتميل العلاقات العائلية للبقاء متينة.
يمثل الأهل والعائلة، بالنسبة للمراهقين، مصدر الرعاية والدعم العاطفي، إذ تساعد العائلة المراهق من الناحية العملية والمالية وتأمين الحاجات، وعلى الرغم من أن معظم المراهقين يرغبون بقضاء وقتهم مع الأصدقاء إلا انهم يكونوا بحاجة دائماً لقضاء بعض الوقت مع عائلاتهم وتبادل الأفكار والمرح.
يجب أن يتذكر الأهل دائماً انه من الطبيعي أن يصبح مزاج المراهق حاداً أو يبدو متحفظاً وصامتاً، إلا أن هذا لا يعني انه لا يحب عائلته حتى لو بدت مواقفه في بعض الأحيان وسلوكه ولغة جسده كما لو أنه لا يرغب بذلك.
لماذا يحتاج المراهق الى عائلته:
يمكن أن تكون المراهقة فترة حرجة ـ إذ يمر الطفل بتغيرات جسدية سريعة، وتقلبات عاطفية. لا يكون الشباب الصغار متأكدين دوماً من موقعهم المناسب مع أنهم يحاولون اكتشاف ذلك. ويمكن للمراهقة أن تكون تلك الفترة التي تسبب فيها العلاقات مع الأقران وتأثيرهم ب التوتر للعائلة.
ولكن الدعم العائلي يكون ضرورياً لتجاوز هذه التغيرات، لن العائلة تبقى خلال هذه الفترة، الأساس العاطفي الآمن حيث يشعر الطفل بأنه محبوب ومقبول، وهذا يساعد على بناء وتعزيز ثقة الطفل بنفسه وشعوره بالتفاؤل وإحساسه بكيانه.
عندما تضع العائلة القوانين والحدود ومعايير السلوك، فإن ذلك يعطي الطفل إحساساً بالتماسك وقابلية توقع الأمور.
إن العلاقات العائلية الوثيقة والداعمة تحمي الطفل من سلوكيات خطرة كتناول الكحول أو أنواع المخدرات الأخرى، كما تحميه من مشاكل كالاكتئاب. وإن الدعم والاهتمام بما يفعله الطفل في المدرسة يمكن أن يعزز رغبته في النجاح أكاديمياً أيضاً.
بناء علاقات عائلية ناجحة:
تساعد الأمور العادية واليومية التي يقوم بها أفراد العائلة معاً في بناء علاقات متينة مع المراهقين. وإليك بعض الأفكار التي قد تساعدك وعائلتك:
1- وجبات طعام عائلية منتظمة: إنها فرصة جيدة للجميع لتبادل الحديث حول يومهم أو حول الأمور الهامة التي تحدث أو التي ستحصل في المستقبل. إذا شجعت كل فرد على الحديث، لن يشعر أحد بأنهم أجبروا على الكلام، كما تجد الكثير من العائلات أن تلك الوجبات أكثر متعة عندما لا يكون التلفاز حاضراً.
2- حاول أن تخصص وقتاً للنزهات العائلية خارج المنزل: ويمكن أن يتناوب أفراد العائلة في اختيار النشاطات. إن قضاء يوم العطلة أو عطلة نهاية الأسبوع مع العائلة خارج المنزل قد يساهم في بناء الارتباط.
3- قضاء وقت منفرد مع المراهق وهذا يعطي فرصة للتواصل والاستمتاع بصحبة بعضكم البعض. كما أن ذلك يتيح الفرصة لتبادل الأفكار والمشاعر.
4- الاحتفال بالإنجاز والمشاركة في خيبات الأمل : شاركه خيبات أمله، وأظهر الاهتمام بهواياته. ليس عليك أن تبالغ في ذلك، إذ يكفي في بعض الأحيان مجرد حضورك لمشاهدته وهو يمارس الرياضة أو العزف، أو إيصاله إلى أحد النشاطات الصيفية الإضافية.
5- التقاليد العائلية: يساعدك الروتين والطقوس على تخصيص تواريخ منتظمة وأوقات خاصة مثلاً، يمكنكما حضور أحد الأفلام سوية، أو تحضير وجبة مفضلة، أو الطهي معاً في إحدى الأمسيات، وكذلك ممارسة لعبة عائلية في فترة بعد الظهر أو القيام بنزهة على الأقدام مساء.
6- مسؤوليات منزلية متفق عليها: إنها تمنح الصغار من كافة الأعمار إحساساً بأنهم يساهمون بشكل كبير في الحياة العائلية. وقد تكون تلك المسؤوليات عبارة عن أمور مثل أعمال منزلية خفيفة، التسوق أو مساعدة كبار السن أو الصغار من أفراد العائلة.
7- الحدود والمسؤوليات: إنها تمنح المراهق إحساساً بالأمان والاستقرار وقابلية التوقع. إن الاتفاق على القواعد يساعد طفلك على معرفة المعايير المطبقة في العائلة وما الذي سيحدث إذا تجاوز الحدود.
8- الاجتماعات العائلية: لحل المشاكل. إن هذه الاجتماعات تمنح كل فرد من أفراد العائلة الفرصة ليستمع إليه الآخرون ويساعدونه في إيجاد حل يشترك به الجميع