لماذا تسحب الأبحاث بعد نشرها؟
يؤدي الضغط على الباحثين لنشر أبحاث جديدة لأن يعمل البعض على نشر أبحاث ضعيفة. وهكذا، وفي عام 2016 تم سحب أكثر من 650 ورقة علمية، مما يعرّض مصداقية العلماء الى الخطر ويهدد ثقة الناس بأعمالهم. وتشير نتائج دراسة الأكاديمية الوطنية (الأمريكية) للعلوم التي نشرت في عام 2012 الى أن سوء الإدارة يمثل السبب الرئيس في سحب معظم المنشورات العلمية. فقد وجد أن 70% من الأبحاث التي سحبت ترتبط بسوء الإدارة، و 20% ترتبط بسوء الأمانة بما في ذلك الخداع أو الاشتباه بخداع. وهذا يبلغ عشرة أضعاف العدد الذي سجل في عام 1975. وقد تبين أن الأبحاث الي سحبت بسبب الخداع نشرت غالبا في المجلات العلمية الشهيرة. بما يقترح أن الضغط الذي يتعرض له العلماء لنشر أبحاثهم في هذه المجلات يدفع بعضهم إلى الكذب والتحايل.
ومن الأبحاث العلمية التي سحبت بعد نشرها، بحث نشر في عام 1998 في مجلة Lancet ربط بين اللقاحات والتوحد، إذ سحب في عام 2010. كما سحب في العام 2016، وبعد شهر من نشره، بحث نشر في مجلة Vaccine ربط بين لقاح الفيروس الحليمي البشري وتغير السلوك.
ومن قصص الاحتيال، ما قام به شاي - مين الباحث في جامعة تايوان الوطنية، الذي، وبالرغم من كل التدقيق الذي تقوم به المجلات العلمية، استطاع نشر بحث عن الطاقة المتجددة في 10 مجلات علمية، بعد أن أجرى بعض التغييرات فيه، وانتحل ما جاء في أبحاث باحثين آخرين. وعندما كشف أمره، سحبت أبحاثه من المجلات وفصل من الجامعة.
ومن القصص الطريفة في هذا المجال، أن مجلة علمية هولندية نشرت في عام 1923 بحثا عن رجل توفي بعد سعال أصيب به قذف خلاله لترا من سائل له مظهر البول ورائحته. وجاء في البحث أن للرجل كلية في تجويفه الصدري، وعندما راجع المستشفى، تم تشخيصه بالتهاب رئوي تسبب في تهيج الكلية، وبالتالي تسرّب البول الى الغشاء المحيط بالرئتين. المحررون الحاليون للمجلة، وفي أثناء عملهم لتحميل موضوعاتها على الانترنت، أخذوا بمراجعة الحالة، ليجدوا بعد بحث طويل أن هذا الرجل لم يوجد قط. وان ما نشر كان مداعبة من طالب توفي في عام 1983. فقد اتفق هذا الطالب مع رفاقه على اختراع مرض تخيلي، وارسال تفاصيل عنه الى مجلة علمية. ولم يكونوا يعتقدون أن المجلة ستنشره، لكنها فعلت ذلك، لذا جرى سحبه الآن.