كيف نربّي الطفل اقتصادياً؟
أظهرت نتائج دراسات سابقة أن الأطفال يتعلمون أكثر عن الموارد المالية من والديهم مقارنة بأي مصدر آخر، فيما يسمّى "التنشئة الاجتماعية المالية". تركز أدبيات هذه التنشئة على أمرين: ما يمثله الأب والأم لأطفالهم، وما يعلمونه لهم عن المال بصورة مباشرة. الا انهم يغفلون أمرا ثالثاً، وهو توفير التدريب العملي للأطفال في ادارة الأموال.
في دراسة حديثة لباحثين من جامعة أريزونا نشرت في مجلة Journal of Family Issues ركز الباحثون على دور التمرينات في تربية الطفل اقتصادياً. ويقول الباحثون انه يمكن للآباء اعطاء المال لأبنائهم بطرائق عدة: قد يمنحونهم مبلغاً منتظماً، أو يدفعون لهم مقابل مهام تتجاوز واجباتهم المعتادة، أو يكافئونهم على العلامات الجيدة في المدرسة، أو يشجعونهم على الادخار من أجل المشتريات الخاصة أو التبرعات الخيرية. ويقولوا ان التفاصيل لا تهم حقاً، ولا المبلغ الذي قد يختلف باختلاف الوضع المالي للعائلة. المهم تزويد الأطفال بخبرة عملية عن المال في وقت مبكر، عندما لا تزال المخاطرة متدنية. ويؤكد الباحثون على أنه من المهم أن يوفر الآباء للأطفال تجارب مالية مناسبة لعمرهم في الوقت الذي يتابعونهم فيه. ويقولوا، دعوهم يخطئون لكي يمكن مساعدتهم في التعلم وفي تطوير أنماط السلوك المناسبة قبل أن يستقلوا في حياتهم حيث تكون العواقب أكبر بكثير وهم يتعاملون مع مبالغ أكبر من المال.
شملت الدراسة مقابلات مع 115 مشاركاً، من بينهم 90 طالباً جامعياً في عمر 18 – 30 عاماً، إضافة الى أولياء أمور وأجداد. وسألوا الجميع عن كيفية تعليم الأبناء عن المال. وقد حددوا ثلاثة موضوعات رئيسة حول ما تعلمه المشاركون من التجارب المالية التي مروا بها في طفولتهم: كيفية العمل بجد، وكيفية ادارة المال، وكيفية انفاق المال بحكمة. كما حددوا ثلاثة أسباب رئيسة لتقديم الآباء خبرة عملية في المال لأطفالهم: مساعدتهم على تعلم المهارات المالية، تقدير قيمة المال، وليكونوا معتمدين على أنفسهم.
ويقول الباحثون انه من الناحية المثالية، ولكي يتعلم الأطفال دروساً مهمة حول المال، على الآباء اعتماد النمذجة والتفسير والخبرة العملية. وهذا يعني، أن يكون الآباء مثالاً جيداً، وأن يجروا محادثات مفتوحة ومستمرة مع أطفالهم حول المال وأن يوفروا لأطفالهم فرصة الممارسة المالية.