كيف تضع رؤية لحياتك؟
هل يمكن للمرء أن يكون أكثر قدرة على تغيير حياته في حال كان لديه رؤية لهذه الحياة، أم هل وجود القدرة على تغيير الحياة يجعل من لممكن وضع رؤية لها؟
يعتمد وضع رؤية للحياة والقدرة على التغيير على بعضهما البعض بالتبادل فهما وجهان متكاملان لعيش حياة مثالية فإيجاد الدافع لتغيير الحياة سيجعلك قادراً على وضع تصور لها، أو العكس فحين تضع تصوراً لحياتك ستتعلم كيفية تغييرها.
الفرق بين تصور للحياة والأهداف طويلة الأمد:
الأهداف هي التجارب الفردية والإنجازات التي تسعى لتحقيقها، أما الرؤيا أو التصور فهو يمثل الصورة الأكبر. إن تصورك للحياة يحدد الشخصية التي تود أن تكونها، والأمور التي ترغب أن تعرف من خلالها، ومجموعة التجارب والإنجازات التي تهدف لتحقيقها، ويساعدك التصور الذي تضعه على تحديد الأهداف عبر وجود إطار لتقييم هذه الأهداف.
يجب أن يسعى تصورك للإجابة على الأسئلة التالية:
- ما نوع الحياة التي ترغب أن تكون قد عشتها في عمر 20 ـ 30 ـ 40 ـ 50 ـ 60 ـ 70 و80 عاماً؟
- ما نوع الأشخاص الذين تود أن يكونوا حولك؟
- ما الذي تعتقد أن بمقدورك أن تفعله في هذه الحياة؟ وما هي أعظم الأمور التي يمكنك تحقيقها، إذا توفرت الظروف المناسبة وكذلك المصادر والدوافع.
- ما الذي ترغب بأن يكون بمقدورك تغييره في العالم؟ وما الذي يمكنك المساهمة به في العالم لتشعر بالرضا والفخر؟
- عندما تموت، ما الذي تريد أن يتحدث به الناس عنك ويتذكرونك به؟
في الواقع، ابدأ بالإجابة عن هذه الأسئلة وسيكون من السهل وضع التصور أو الرؤيا.
كيف تضع تصورك للحياة:
أولاً، عليك تحديد الأمور التي تهمك في الحياة. وهنا تظهر أهمية الفلسفة. عليك أن تتعمق في البحث وأن تكون وجودياً. ما معنى الحياة الحقيقي؟ كيف عليك أن تعيش حياتك؟
قد لا يكون جوابك مثالياً حول الأمور الهامة في الحياة بالنسبة لك ولا بأس بذلك، إلا أن النقطة الهامة هي وضع وتد في الأرض لتعمل تجاهه، ويمكنك أن تعديل الإجابة متى أعدت النظر بتصورك للحياة.
مهما يكن جوابك، فهناك أمور تريد أن تفعلها أو أن ترغب بوجودها ، من هنا لابد من ايجاد مصادر لدعم هذه التجارب والإنجازات.
الخطوة التالية هي وضع لائحة بالأمور الهامة وما تتضمنه من معاني:
- الصحة: التمرينات، التغذية، الوعي، التصور.
- القدرة: المهارات، المعرفة، الشخصية.
- العلاقات: معالجتها وصقلها.
- الوقت: الاستخدام العقلاني للوقت المتوفر لك.
- الثروة: خلق القيمة اللازمة لدعم الأهداف.
- الرضا: الرضا عن شخصيتك، وقد يكون ذلك هو الهدف المطلق.
يمكن أن يكون لكل شخص قائمة مختلفة وفق أولوياته وما يهمه او مايريد انجازه في فترة الحياة القصيرة على هذا الكوكب، اكتب كل ما تريده أو تحتاجه من كل فئة أدرجتها في لائحتك. فكر بالأشياء التي ترغب بتحقيقها أو تجربتها، ثم اعمل بشكل عكسي لتعرف كيف يمكن للفئات الأخرى أن تدعم تصورك للحياة.
أخيراً، قم بصياغة جملة تشرح فيها كيف تبدو لك الحياة المثالية، ربما يبدو ذلك تافهاً، إلا أن هذا التمرين بأكمله يمكن أن يكون مجزياً ومسلياً.
يجب أن تتضمن الجملة التي تعبر عن الرؤيا وصفاً إجمالياً لحياتك المثالية، مرفقاً بلائحة المجالات الأكثر أهمية وكذلك الأهداف ذات المستوى الأعلى لكل مجال.
ما الخطوة التالية:
لابد أنك سترى بعض الفوائد إذا كان كل ما تفعله هو هذا التمرين، لأن تصورك سيعلق في ذهنك وستحاول الوصول إليه دون وعي.
على كل حال، إذا أردت أفضل فرصة لتحقيق تصورك، فأنت بحاجة للمزيد من التقدم، حيث عليك بناء نظام لنفسك، تراجع فيه هذا التصور والأهداف بشكل منتظم، وتجدد خطتك للعمل من أجل تحقيق هذه الأهداف.
يجب أن تكون الأولوية الرئيسية بالنسبة لك هو أن تجعل هذا النظام بمثابة عادة، شيء تقوم به بشكل تلقائي دون الحاجة للتفكير به أو تذكره، ابدأ بالملاحظات في التقويم وبنود لائحة المهام، وضع توقيتاً للتخطيط ضمن روتينك اليومي والأسبوعي إلى أن يصبح الأمر عادة.