كيف تتغلب على التنمر في مكان العمل؟
يتلقى الأشخاص الذين يتعرضون للتنمر في مكان العمل الكثير من النصائح من الزملاء والعائلة عن كيفية الاستجابة للموقف . وعلى الرغم من النية الحسنة، فإن كثيراً من النصائح التي يتلقاها الضحايا تكون غير عملية أو تزيد الموقف سوءاً، كما تقول ستايسي تاي ويليامز، البروفسور المساعد في دراسات التواصل واللغة الانكليزية في جامعة ولاية آيوا. والأسوأ من ذلك أنه بعد الحصول على نصيحة سيئة، يقول ضحايا التنمر أنهم قد يعطوا نفس النصيحة السيئة للآخرين.
ورغم ذلك، لا يتوقف الأشخاص عن إعطاء النصائح. ويقوم الأصدقاء وأفراد العائلة بذلك لرغبتهم بأن يقدموا المساعدة.
وقد وجدت الأبحاث أن معظم النصائح التي تقدم لضحايا التنمر تتمحور حول مايلي:
- اترك العمل أو اخرج من الموقف 27%
- تجاهله أو تخلص منه 23%
- قاتل أو قف بوجه المتنمر 17%
- ابق هادئاً 10%
-قدم شكوى بالتنمر 10%
وقد تم توجيه نصائح الى نسبة صغيرة من ضحايا التنمر بأن يضربوا المتنمر أو أن يتوقفوا عن تخيل الأشياء.
لماذا يقدم ضحايا التنمر نفس النصيحة السيئة للآخرين:
يخشى الكثير من الضحايا الانتقام أو الذل أكثر إذا واجهوا المتنمر مباشرةً ، وبسبب عدم وجود خيارات أفضل، فإنهم لا يقومون بفعل شيء حيال الأذى. وعلى الرغم من النصيحة السيئة، يقول معظم الضحايا بأنهم يمكن أن يقدموا نفس النصيحة لآخرين يواجهون نفس الموقف. لقد كان هذا الأمر محيراً للباحثين في البداية، ولكن تقول تاي ويليامز بأن الأمر سريعاً ما أصبح واضحاً بأن الضحايا يفتقدون للرؤية حيال الاستراتيجيات المفيدة في التعامل مع المتنمرين في مكان العمل.
وتقول تاي ويليامز : " يجب أن يبدأ ضحايا التنمر بتطوير طريقة للاستجابة للتنمر في مكان العمل بحوار مفتوح مع الضحايا الآخرين ، حيث يمكن للأشخاص مشاركة ما كان نافعاً بالنسبة لهم والتفكير بحلول مبدعة ومختلفة. إن هذه الطريقة تؤدي الى تطوير نصيحة فعالة وهذه هي البداية الصحيحة ، وأيضاً يمكن نشر القصص التي استطاع بها بعض الضحايا إدارة الموقف بشكل ناجح ، لذلك فإن أفضل ما يمكن لأفراد العائلة والأصدقاء والزملاء فعله هو الاستماع بدون أن يطلقوا الأحكام لمساعدة الضحايا على العمل بالخيارات المتاحة" .
تجاهل المشاعر يسبب أذى أكثر:
إن إخبار الضحايا بأن يهدؤوا أو يقوموا بإخفاء مشاعرهم ليس مفيداً، كما تقول تاي ويليامز وتصف ذلك بـ" النصيحة الغريبة جداً" بالنسبة للطريقة التي تم بها معاملتهم.
وتضيف: " من غير الطبيعي أن يتم معاملة أحد ما بهذه الطريقة وألا يكون لديه رد فعل عاطفي. وأن إخبار الضحايا بأن يهدؤوا يسبب الكثير من الضرر. فعندما نتحدث عن تجربة عمل مؤلمة، من المهم السماح للأشخاص بمساحة للتعبير عن مشاعرهم الطبيعية ".
لقد وجد الباحثون أن بعض الضحايا، يميلون إلى الانغلاق والتوقف عن التحدث عن الأذى والمعاناة بصمت عند إخبارهم بأن يهدؤوا، لذلك، من الضروري أن يتوفر للضحايا مساحة آمنة للتحدث بشكل منفتح عن الموقف والشعور بأن صوتهم يُسمع، ووجدت تاي ويليامز خلال هذا البحث أن الذهاب إلى المشرف أو مدير الموارد البشرية لا يضمن للضحايا أخذهم على محمل الجد وأن المشكلة ستحل.
إن نقص الاستجابة أو إيجاد الحل من قبل المدراء مثال آخر عن تعقيد التعامل مع التنمر في مكان العمل. إن جزءاً من التعقيد يكمن في محاول إيجاد استجابة عقلانية ومنطقية لموقف هو عادة غير عقلاني. وغالباً ما يتوقع المدراء من الموظفين، في كثير من الحالات، أن يجدوا حلاً للموقف بأنفسهم، وهذا توقع غير معقول.
تقول تاي ويليامز أن تقاعس المدراء والمشرفين عن تقديم المساعدة من أجل اجتياز الصراع والوصول إلى الحل، يضاعف المشكلة لأنهم غالباً لا يرغبون بالتورط، ويتوقعون من الموظفين أن يحلوا الموقف أو أنه سينقضي لوحده. وليس ذلك لأن المدراء لا يرغبون بأن يكونوا مفيدين، ولكن لأنهم لا يعرفون كيف يكونون مفيدين.