كيف تتعامل مع الأحداث القاسية في حياتك؟
كيف يتعامل الناس مع الأحداث التي غيرت حياتهم؟كوفاة أحد الأحباء،خسارة العمل،مرض خطير،حروب أهليةغير ذلك من الأحداث القاسية وكلها أمثلة على تجارب التحدي في الحياة.
قد يكون رد الفعل لدى الكثير من الناس تجاه هذه الظروف عبارة عن فيض من المشاعر الشديدة ومن الإحساس بالشك.
ومع ذلك يتكيف الناس معظم الناس جيداً بمرور الوقت مع الظروف التي تفرض عليهم تغييراً جذرياً في حياتهم وكذلك يتكيفون أيضاً مع المواقف الضاغطة , فما هو السبب وراءذلك ؟
إنهاالمرونة الموجودة في طبيعة البشر والتي تساعد على الاستمرار مع ما يتطلبه ذلك من جهد ووقت.
ماهي المرونةResilience:
هي عملية التكيف بشكل جيد أمام المحنة والمأساة و التهديد أو مصادر الضغط كالمشاكل العائلية والعلاقات العاطفية الفاشلة والمشاكل الصحية الخطيرة أو الضغوط في العمل والأوضاع المالية وهذه العملية تؤدي إلى النهوض ثانية بعد مواجهة التجارب السيئة .
وعندما يكون الإنسان مرناً فهذا لا يعني أنه لن يتعرض للمصاعب والأحزان،فالألم العاطفي والحزن شائعان لدى الأشخاص الذين عانوا محنة أو من أذى كبير في حياتهم ، ولكن الحقيقة هي إن الوصول إلى المرونة يستوجب المرور بألم عاطفي كبير.
إن المرونة ليست درباً إما أن يختاره الناس أولا يختارونه بل هي عملية تتعلق بالسلوك والأفكار والتصرفات التي يمكن تعلمهاوتطويرها لدى أي شخص ، ومن أهمها :
التواصل :
إن العلاقات الجيدة مع أفرادالعائلة المقربين والأصدقاء والآخرين هامة، فإن قبول المساعدة من الذين يهتمون لأمرك ويستمعوا إليك هي من الأمور التي تعزز المرونة.
وقد يجد البعض أن النشاطات ضمن مجموعة مدنية و منظمات روحية أو أية أشكال أخرى من المجموعات المحلية،يمكن أن يساعد علىاستعادة الأمل كما أن مساعدة الآخرين في وقت الحاجة يمكن أن تفيد من يقدم هذه المساعدة أيضاً.
عدم اعتبار الأزمات مشكلة لا يمكن تخطيها :
لا يمكن تغيير حقيقة وقوع الأحداث المؤلمة، ولكن يمكن تغيير طريقة تفسير هذه الأحداث أو كيفية التجاوب معها،يجب النظر إلى ما بعد الوقت الحاضر وكيف يمكن للمستقبل أن يكون أفضل بعض الشيء كما لابد من البحث عن أي سبل بسيطة من الشعور بشكل أفضل ونحن نعالج المواقف الصعبة .
قبول التغيير على أنه جزء من الحياة :
قد تصبح بعض الأهداف غير قابلة للتحقيق نتيجة لوجود الأوضاع المعاكسة, إن قبول الظروف التي لا يمكن تغييرها قد تساعد على التركيز على تلك الظروف التي يمكن تغييرها.
المضي قدماً نحو الأهداف :
إن وضع بعض الأهداف الواقعية والتي يمكن تحقيقها بشكل منتظم حتى لو بدا كأنه إنجاز بسيط يمكن الانسان من التقدم إلى الأمام باتجاه أهدافه، وبدلاً من التركيز على أهداف او مهام تبدو غير قابلة للإنجاز، يمكن التفكير بالقيام بأمور أقل صعوبة مما يساعد على السير بالاتجاه الذي نريد.
اتخاذ خطوات حاسمة :
لابد من التحرك بمواجهة المواقف المعاكسة بقدر ما يمكن و اتخاذ خطوات حاسمة أكثر من الابتعاد كلياً عن المشكلة و الضغوط ،والتمني بأن تزول وحدها لأنها لن تزول إلا أن بذلت جهداً من اجل ذلك.
البحث عن فرص اكتشاف النفس :
غالباً ما يتعلم الناس شيئاً عن أنفسهم ويجدون بأنهم قد كبروا بعض الشيء نتيجة لنضالهم ضد الخسارة، فلقد ذكر الكثير من الأشخاص الذين واجهوا المآسي والمصاعب بأن علاقاتهم أصبحت أفضل، وأنه قد أصبح لديهم إحساسا أكثر بالقوة حتى عندما كانوا يشعرون بالضعف وإحساس أكبر بأهميتهم وبروحانية أكثر وتقدير كبير للحياة .
وضع الأمور ضمن المنظور الصحيح :
عند مواجهة أحداث مؤلمة حاول دراسة الموقف الضاغط من وجهة نظر واسعة و الإبقاء على وجهة نظر بعيدة المدى .
الحفاظ على نظرة مشرقة للمستقبل :
يمكن للنظرة المتفائلة أن تجعلك تتوقع إمكانية حدوث أمور جيدة في حياتك حاول تصور ما تريده أكثرمن القلق حول ما تخشاه.
الاهتمام:
أعط الاهتمام لمتطلباتك ومشاعرك الخاصة, انضم إلى فعاليات تستمتع بها و تجدها مريحة , مارس التمرينات الرياضية بانتظام، إن اهتمامك بنفسك يساعدك على إبقاء عقلك و جسمك جاهزين للتعامل مع المواقف التي تتطلب المرونة.
طرق أخرى لتعزيز المرونة قد تكون مفيدة :
يقوم بعض الأشخاص أحياناً بالكتابة عن أفكارهم و مشاعرهم المتعلقة بالمآسي أو الأحداث المؤلمة الأخرى في حياتهم،وقد يكون التأمل و الممارسات الروحانية واحدة من هذه الطرق التي تساعد بعض الأشخاص على خلق التواصل واستعادةالأمل.
ابق مرناً:
تستوجب المرونة المحافظة على إمكانية التكيف والتوازن في الحياة خلال مواجهة الظروف القاسية و الأحداث المؤلمة و يتم ذلك بعدة طرق منها:
1-دع نفسك تختبر المشاعر الشديدة ولكن عليك أن لا تتركها تسيطر عليك كل الوقت، يجب أن تتجنب مواجهة تلك المشاعر بشكل دائم وذلك كي تمنح نفسك الفرصة والقدرة على الاستمرار.
2- قضاء الوقت مع الأحباء لكسب الدعم و التشجيع و كذلك لتعزيز قدرات النفس.
3-الاعتماد على دعم الآخرين و كذلكالاعتماد على النفس.