عندما يرفض طفلك الذهاب إلى المدرسة
في كل يوم يرفض واحد من كل أربعة أطفال الذهاب للمدرسة ، ولكن بغض النظر عن الأسباب والحجج فإن : رفض المدرسة " و الذي عرف سابقاً برهاب المدرسة " هو عبارة عن اضطراب ناشئ عن القلق، لأن شكوى الأطفال الصغار قد تكون غامضة نظراً لعدم قدرتهم على التعبير تماماً عما يثير قلقهم، لذلك يتجاهلها الأهل في معظم الأحيان على أساس أنها عناد طفولي ، ومع ذلك فإن الرفض المتكرر للذهاب إلى المدرسة سيكون له تأثير كبير على تعليم الطفل .
من هنا لابد من معرفة الحد الفاصل بين الوضع الطبيعي و الوضع غير الطبيعي لهذا الرفض، وأيضاً لابد من البحث عما إذا كان ذلك يؤثر على الطفل أو على الوظائف اليومية للعائلة ، وذلك حسب رأي كريستوفر كيرني الطبيب و مدير عيادات اضطرابات رفض الأطفال الذهاب إلى المدرسة و القلق في جامعة نيفادا / لاس فيغاس .
وبعبارة أخرى إذا تأثرت علامات الطفل المدرسية أو إذا أصبح الوضع العائلي العام مهدداً كأن يصبح عمل الأب او عمل الأم معرضاً للخطر بسبب الغياب المتكرر وذلك للبقاء في المنزل مع الطفل الذي يرفض الذهاب الى المدرسة، عندها يكون قد حان الوقت للنظر ملياً حول هذه المسألة ، ويضيف كيرني: " أنه يجب على الأهل الاستماع باهتمام إلى الطفل الذي يقول أنه لا يمكنه الذهاب إلى المدرسة لأسباب غامضة و لا يمكن التحقق منها مثل ألم في المعدة أو صداع وفي حين أن هذه الشكاوى الجسدية و حدها لا يمكن أن تدل بالضرورة على رفض المدرسة فقد يكون هناك مشكلة أعمق إذا اجتمعت مع شكاوى عامة حول المدرسة و أحاديث حول تهديدات في المدرسة و غياب طويل" .
الفرق بين رفض الذهاب للمدرسة و السلوك الرافض للمدرسة:
إن الطفل الذي يتجنب المدرسة من أجل التسكع مع أصدقائه يظهر سلوكاً رافضاً للمدرسة ،وربما لا يكون ذلك أكثر من حالة ظهرت بسبب تصرفات رفاقه أو إحساس بالتمرد ولكن حين يتعلق الطفل بوالدته و يصرخ عند الدخول إلى مبنى المدرسة فإن ذلك يظهر دلائل على رفض المدرسة.
تقول ماريان روث وهي أخصائية علم النفس و مستشارة في المدرسة : "إن الأهمية تكمن في التأكد من ذهاب الطفل إلى المدرسة مهما كان ذلك قاسياً ،و أن الخطوة الضرورية هي في العمل بشكل وثيق مع المسؤولين في المدرسة و ربما مع معالج لوضع خطة لهذا الغرض ".
وفيمايلي بعض العناصر الأساسية لوضع خطة ناجحة :
• البحث عما يدور في المدرسة :
تقول روث إذا كان الأمر متعلقاً بالتنمر عندها لابد من معرفة ما الذي يحدث فعلاً داخل المدرسة، و متى عرفت الأم أن شكوى طفلها صحيحة سيكون من السهل العمل مع الطفل حول هذه المشكلة داخل و خارج المدرسة .
• البحث عما يدور في المدرسة :
لا يمكن للأهل العمل بمفردهم إذ أنه من الضروري أن تلعب المدرسة دوراً في محاولة دمج الطفل مع غرفة الصف ، وذلك عن طريق ترتيب مقابلة أحدهم في باحة المدرسة إما لمرافقة الطفل إلى داخل المدرسة أو لمحاولة التخفيف من حجم الجهد المبذول لتجميل الصورة .
• البقاء في المنزل أقل بهجة :
إذا أدرك الطفل أن بإمكانه البقاء في المنزل و ممارسة ألعاب الفيديو خلال اليوم المدرسي فإن حافز البقاء في البيت سيكون أكبر من حافز الذهاب إلى المدرسة ، لذلك لابد من عقد اتفاق ووضع بعض الحدود و جعل الأمر جديراً بالذهاب إلى المدرسة .
يتفق روث و كيرني على أن وجود الطفل في المدرسة ولولفترة وجيزة من الوقت أفضل من بقائه في المنزل ، رغم أن الطفل قد يذهب غلى المدرسة لمدة ساعة واحدة فقط أو قد يجلس في الردهة طوال اليوم إلا أن إعادته إلى غرفة الصف من ذلك الموقع سيكون أسهل من إعادته الى الصف لو وافق الأهل على بقائه في المنزل. .
لابد من تحديد النقطة الجوهرية و ذلك من خلال تحديد المشكلة و الالتزام بها و سيشكر الطفل والديه متى تمكن من أن يتغلب على خوفه من المدرسة .