طريق السعادة
تناقش خبيرة في علم النفس الصحي والسعادة والمرونة أن السعادة هي المفتاح لتسريع نجاحنا المهني والشخصي في كتابها The Happiness Track
يريد الجميع أن يكون سعيداً وناجحاً، ولكن ملاحقة كليهما أمر محير جداً. عندما تزداد المتطلبات المهنية والشخصية، نحاول أن نستمر عن طريق التلاعب بكل شيء للأفضل، والتحرك بشكل أسرع والعمل أكثر. في حين أنه يمكن أن ننجح على المدى القصير، فإن هذا يحصل على حساب صحتنا وعلاقاتنا وللمفارقة فإنه يكون احياناً على حساب إنتاجيتنا. تشرح إيما سيبالا، المدير العلمي لمركز أبحاث وتعليم العطف والغيرية في جامعة ستانفورد في كتابها "طريق السعادة"، تشرح أن قدرتنا على تحقيق أداء جيد متعلق بنظرية معروفة ولكن قديمة حول النجاح. لقد تم تعليمنا أن التقدم يعني أن نقوم بكل الواجبات التي يتم توكيلنا بها بتركيز تام وانضباط كامل، وأن النجاح يعتمد على قيادتنا ومهاراتنا، وأن الإنجاز لا يمكن أن يتم بدون توتر.
ما هو سر النجاح؟ يقول معظم الناس أنه العمل الجاد، الطموح، التركيز، وربما الاستعداد للقيام بتضحيات. في واقعنا الحالي، غالباً ما يتم النظر إلى التوتر على أنه الشر الذي لا بد منه لتحقيق النجاح، كما ينظر إلى السعادة على أنها الجائزة لتحقيق أهدافنا، شيء سيحصل لنا في المستقبل. إننا نقدر قيمة التفاني والقيادة، وغالباً ما ننظر إلى القادة على أنهم الأشخاص الأكثر إنتاجية، ويخططون باستمرار ويعملون باتجاه أهدافهم ومهنتهم. تعمل إيما سيبالا في كتابها "طريق السعادة" على تبديد هذه الأسطورة، وتقول أن السعادة هي المفتاح لعيش حياة ناجحة. باستخدام الأبحاث النفسية والأمثلة والطرف، تلخص سيبالا كيف يمكننا أن نحقق السعادة عن طريق العيش في الحاضر، إيجاد الوقت للراحة واستخدام الرقة للوصول إلى أهدافنا. وتناقش بشكل مقنع أنه ليس علينا أن ننظر للسعادة على أنها النتيجة النهائية للعمل الجاد، وإنما على أنها أداة وحالة عقلية ستساعدنا في الوصول إلى أهدافنا وعلى أن نكون أنجح ما يمكن.
وتقول المؤلفة : لدينا هذا الاعتقاد الخاطئ بأنه لنكون ناجحين علينا أن نوقف أو نضحي بسعادتنا في الوقت الحاضر
ساعد هذا البحث إيما سيبالا على أن تحدد ست حقائق حول السعادة والنجاح:
1- عش اللحظة: نحتاج أن نركز على الحاضر لنكون أكثر إنتاجية
2- كن مرناً: من المهم أن نمرن أنفسنا على أن نكون أكثر مرونة اتجاه السقطات في حياتنا. إن الأشخاص المرنون قادرون على الشفاء بشكل أسرع عندما يستخدمون المشاعر الإيجابية للاستجابة للمواقف المسببة للتوتر.
3- ابق هادئاً (واستمر): عندما تكون دائماً في حالة توتر، سيسبب هذا لك الإجهاد، وهذا ما يعاني منه أكثر من نصف الأميركيين العاملين. إذا أخذت وقتاً لتكون هادئاً، يمكن أن يساعدك هذا على إدارة طاقتك.
4- استرح أكثر: تقول الأبحاث أننا نكون في أفضل حالاتنا العقلية عندما لا نكون متنبهين أو مركزين. لذلك، إن أردت أن تكون مبدعاً، عليك أن تعطي نفسك استراحات أكثر.
5- كن جيداً اتجاه نفسك: يمكن أن يقودنا الخوف من الفشل إلى قرارات سيئة، ما يجعل من الصعب علينا أن نلاحق المهنة التي نريدها. علينا أن نكون عطوفين اتجاه أنفسنا، ونتذكر أن الجميع يرتكب الأخطاء، كما علينا أن نراقب أفكارنا السلبية من بعد دون أن نغرق فيها.
6- كن عطوفاً اتجاه الآخرين: إن الأشخاص الذين لديهم علاقات جيدة مع رؤسائهم وزملائهم وموظفيهم يمكن أن يوحوا بالإخلاص، مما يجعل الجميع أكثر إنتاجية.
تعترف سيبالا بأنه قد يتم اعتبار وجهة نظرها "رقيقة" لأنها تدافع عن السعادة والراحة، الشيء الذي لا يتوافق مع وجهة النظر الحالية عن النجاح. وقد يصرف بعض القادة أصحاب التفكير المحدود أبحاثها، ولكن هذا التصرف قد يكون مؤذياً لسعادتهم وللمؤسسة التي يعملون بها. يمكننا أن نرفع سعادتنا ونصبح أفراداً وقادة أكثر نجاحاً عن طريق الحضور والتأكيد على الاستراحات الشافية والعطف اتجاه أنفسنا والآخرين.
إن كتاب (طريق السعادة) دليل يغير الحياة لتسريع نجاحنا وخلق الحياة الخالية من التوتر التي نريدها بامتلائه بالنصائح العملية عن كيفية تطبيق هذه الاكتشافات العلمية على حياتنا العملية.