تنبؤات بأهم الإنجازات الطبية المتوقعة خلال عام 2015
أهلاً بك في المستقبل
تجد فيما يلي خط زمني متوقع للمستقبل، جزءً منه حقيقة والآخر توقعات ولكنها مبنية على بحث مفصل يتضمن تحليل الاتجاهات السائدة حالياً والتغيرات طويلة الأمد والتقدم التقني والتي تساهم في تحقيق هذه الاكتشافات الطبية المستقبلية.
1. تسلسل وتحليل الجينوم الشخصي يصبح في متناول الجميع
سيتزايد استخدام البيانات الحيوية في مجال الرعاية بالصحة ، ويعود الفضل في ذلك إلى التكلفة المتدنية لتسلسل وتحليل الجينوم للفرد لمقارنة التركيب الوراثي وتحديد احتمال ومخاطر الإصابة بالمرض، وهذا بدوره سيؤدي الى خلق جيل جديد من التشخيص والعلاجات الشخصية التي يمكن أن تكون مصممة خصيصا حسب الحمض النووي DNA لكل فرد .
ويذكر أنه بعد الانتهاء من مشروع الجينوم البشري في العام 2003 والذي استغرق ما يُقارب 15 عاماً، فضلاً عن بلايين الدولارات لتحديد ورسم خريطة جميع الأزواج الأساسية من الجينوم البشري البالغ عددها 3.3 بليون ، اصبحت احتمالية استعماله من قبل العامة حقيقة ملموسة، ويعزى ذلك الى أن الأساليب المستخدمة في سبيل تحقيق هذا الهدف كانت تتطور بمعدل أسرع من معدل قانون موور المعني بتضاعف مساحات تخزين الرقائق الحاسوبية، وقد أدى ذلك كله الى انخفاض كبير في تكلفة تسلسل وتحليل الجينوم للفرد منذ مطلع العام 2008.
وكانت شركة 23andMe من اوائل الشركات التي عرضت تسلسل وتحليل جزئي للجينوم لزبائنها، إلا انه وعلى الرغم من الانخفاض البطيء للتكلفة مع بداية العام 2010 المصحوب بالعوائق التشريعية، إلا أن هذه الشركة - مع مجموعة من الشركات غيرها التي دخلت السوق فعلياً – استطاعت أن تفتح الباب على مصراعيه لهذا الأمر. وفي النصف الثاني من العام 2010 تواصل انخفاض متوسط تكلفة ترتيب الجينوم لتصل بمجملها إلى ما يقل عن 1000 دولار، تزامن ذلك مع إحراز تقدم أكبر في تطوير أجهزة محمولة لتحليل العينات وذلك بفضل تقنية النانوnanopores ، بحيث اصبح من الممكن الحصول على النتائج من جهاز محمول باليد في غضون دقائق وبتكلفة منخفضة.
وبنهاية هذا العقد ، سيتمكن المتخصصون بتسلسل وتحليل الجينوم من استخدام مجموعة واسعة من التطبيقات العملية، وعلى سبيل المثال يمكن أن تستخدم في مسرح الجريمة ، لتحليل الأدلة البيولوجية دون الحاجة إلى العودة إلى المختبر، بما يوفر الوقت والمال. وكذلك يمكن لعمال الإغاثة الخارجية في الدول النامية من تحديد الفيروسات والتحقق من جودة المياه ، كما يمكن مفتشي الأغذية من التحقق من مسببات الأمراض الضارة في الأطعمة وهم موجودن في المطعم ويتم ذلك خلال دقائق ، فضلاً عن تمكين علماء الحياة البرية من دراسة الجينات في ميدان العمل.
ولكن ربما يكون الاستخدام الأكثر انتشاراً هو بين عامة الناس، الذين يمكنهم الاستفادة منه مقابل جزء بسيط من التكلفة مقارنة بالعقد الماضي، سيما وأنه في العام 1990 كان الإنترنت أمراً مجهولاً ولكن اليوم وبفضل الإنترنت اصبح علم الجينوم الشخصي شائعاً ومعروفاً ، ويستمد شهرته من الفوائد الصحية والرؤى الطبية المستقبلية التي يمنحها؛ سيما بعد ترتيب الأزواج الجينومية، حيث أصبح بالإمكان تحديد احتمالية تشكل السمات البشرية ومخاطر وقوع الأمراض في مرحلة متقدمة في الحياة ، بما يمكن الأشخاص من الإعداد لسنوات أو حتى لعقود مقدماً لحياتهم والبحث عن علاج أو مشورة طبية في مرحلة مبكرة جداً.
وبحلول العام 2020، سيتم ترتيب عشرات ملايين الجينومات البشرية في عدة دول حول العالم. وفي الوقت عينه ما تزال هناك بعض المخاوف حول خصوصية المعلومات واحتمالية حصول "التمييز الجيني" إضافةً إلى التأثير النفسي لنتائج الاختبار.
2. خمسة سنوات إضافية للمصابين بسرطان الغدة الدرقية
الغدة الدرقية إحدى الغدد الصماء الكبيرة، وتوجد في الرقبة وتتحكم بمدى سرعة استعمال الجسم للطاقة وتوليد البروتين والتحكم بمدى تحسس الجسم للهرمونات الأخرى. فهي تؤدي دورها ذلك عبر تصنيع هرمونات الغدة الدرقية التي تنظم عملية الاستقلاب وتؤثر على نمو وسرعة عمل أنظمة كثيرة أخرى في الجسم.
وقد قُدر عدد المصابين بسرطان الغدة الدرقية حول العالم بحوالي 213.000 شخص في العام 2008، وأكثر من ربع الحالات ظهرت في الولايات المتحدة الأمريكية، إلا أن العلاجات الحالية تمنح آلية تنبؤ ممتازة لهذا المرض. وإضافةً إلى الجراحة (التي تتضمن استئصال الغدة الدرقية واستئصال الفص واستئصال فغر الرغامى)
ويجري حالياً تطوير عقاقير كثيرة ستمنح الأمل الحقيقي لمن يعانون من هذا المرض، ومن المتوقع ان تصل نسبة بقاء المصاب بهذا النوع من السرطان على قيد الحياة لمدة لخمسة سنوات إلى 100% بالمائة في معظم الدول المتطورة.
3. أول قلب اصطناعي ذاتي التنظيم
في العام 2013 صمم العالم الفرنسي آلين كاربينتير أول قلب اصطناعي ذاتي التنظيم باستعمال أجهزة استشعار الكترونية ومواد حيوية. وبلغ وزن الجهاز 900 جرام وهو تقريباً نفس قياس القلب الحقيقي ويستطيع تقليد وظائفه بدقة. وخلال عملية استغرقت 10 ساعات تمت زراعته لدى مريض يبلغ من العمر 75 سنة في مستشفى جورجيس بومبيدو الأوروبي في باريس.
ومع ان القلوب الاصطناعية الدائمة كانت موجودة منذ عام 1982 بعد اختراعات مماثلة سبقتها مع بدء العام 1940. غلا أن اختراع كاربينتير هو الأول من نوعه للحصول على قلب اصطناعي كامل وذاتي التنظيم ، حبث تتمكن أجهزة الاستشعار الالكترونية والمعالجات الدقيقة أن تراقب ضغط الدم وتدفقه في الزمن الحقيقي، وتقوم بتعديل معدل ضربات القلب مباشرةً، في حين أن "الجلد الاصطناعي pseudo-skin"" المصنوع من مواد مُخلقة حيوياً يحتوي على ثقوب دقيقة تمنع تجلط الدم، الأمر الذي كان مشكلة كبيرة في الماضي. وبحلول العام 2015، وبعد إجراء مجموعة من التجارب السريرية، سيكون هذا المنتج متاحاً في الاتحاد الأوروبي بسعر يتراوح ما بين 140.000 و 180.000 يورو (حوالي 190.000 إلى 250.000 دولار).