ما نوع المواد الكيميائية في حبر الوشم؟
استخدم البشر الوشم منذ آلاف السنين، فقد استخدم إنسان الكهف وقدماء المصريين الوشم المصنوع من السخام والفحم النباتي وغيرها من الأصبغة الطبيعية، ولكن فنان الوشم في العصر الحديث لا يعلم الكثير عن المواد التي صنع منها الحبر الذي يستخدمه.
حبر غير معروف:
بالرغم من أن فناني الوشم لابد من أن يحصلوا على ترخيص للعمل قانونياً، إلا أن الحبر المستخدم في رسم الوشم وكذلك الأصبغة لا تخضع لأي تنظيم من قبل أي سلطة حكومية، فإذا لم تكن فنان وشم محترف وتقوم بمزج الحبر من أصبغة جافة بنفسك فالاحتمال كبير أن لا تعرف أبداً ما يحتويه حبر الوشم من مواد.
قد يكون السبب إلى حد ما أن من يصنع الحبر يحمي الصيغة التي يملكها، وبغض النظر، فإن فنان الوشم والمتحمسون ليس لديهم فكرة عن المواد الكيميائية الموجودة في الوشم وقد تبين أن العدد كبير، واحياناً تتكون بعض الأصبغة من مكونات طبيعية في حين أن بعضها الآخر يؤخذ من صناعات النسيج أو البلاستيك أو الآليات.
قام مركز الأبحاث المشترك، والذي يقدم مشورة علمية مستقلة للاتحاد الأوروبي، بإعداد تقرير حلل فيه كيميائياً تشكيلة واسعة من أصبغة الوشم وأدرج المكونات التي تثير القلق. وقد كان أخطر الأنواع ما يعرف بالمواد الهيدروكربونية العطرية متعددة الحلقات (PAHs) وهي مجموعة من المواد الكيميائية وجدت في أغلب أنواع الحبر الأسود الذي يستخدم في الوشم وهذه المواد تحتوي على مواد مسرطنة يمكن أن تنتقل من الجلد إلى العقد اللمفاوية، وهناك أيضاً الأصبغة النتروجينية والتي تشكل ما يصل إلى حوالي 60% من مكونات اللون في حبر الوشم، وبالرغم من كون الأصبغة النتروجينية آمنة عند دخولها إلى الجلد في البداية، إلا أن ذلك قد يتناقص بمرور الزمن لتصبح مركبات مسببة للسرطان.
كما وجد مسح سويسري شمل 229 نوعاً من حبر الوشم وجود مواد حافظة تثير الشك، فقد احتوى ربع أنواع الحبر التي حللها المسح على مادة كيميائية مهيجة للجلد واحتوى 7% منها على مادة الفورمالديهايد وهي مادة مسرطنة، ويمكن لحبر الوشم أن يحتوي أيضاً على معادن ضارة كالنيكل، الكروم، والكوبالت.
طريقة الوقاية:
لا يعني ذلك أن كل أنواع الوشم غير آمنة، إذ أن الأصبغة الحديثة ذات النوعية العالية التي تصنع من عدة أنواع من الأملاح معدنية آمنة نسبياً حيث يختلف خطر كل معدن عن الآخر، مما يعني أن بعض الألوان أخطر من غيرها.
فمن المعروف أن الحبر الأحمر على وجه الخصوص يسبب تفاعلات تحسسية ومشاكل صحية أخرى أكثر من الحبر الأسود الذي يمكن إنتاجه بسهولة من مصادر آمنة. كذلك الأخضر والأزرق المصنوعان من أملاح النحاس ذات الجودة العالية، إلا أنه لابد من الحذر من ألوان الأزرق المشتقة من الكوبالت، إلا أن الصباغ الأبيض المصنوع من أكسيد التيتانيوم أقل الأصبغة تفاعلاً في هذا المجال، وفي حين أن الصباغ الأصفر يشتق غالباً من مصادر طبيعية كالكركم ويسبب تفاعلاً لإنتاج لون براق.
إذا أردت أن تكون بمأمن عند حصولك على وشم، عليك أن تلتزم بالفنانين المعروفين وأن توفر المال لتدفع السعر الأعلى. هناك سبب وراء السعر الزهيد للأصبغة ولن يتمكن رسامو الوشم عديمو الضمير من تقديم دليل يدعم اختياراتهم للحبر. يجب عليك أن تطلب من رسام الوشم تقديم أكبر قدر ممكن من المعلومات حول مصادر الحبر والمواد التي صنع منها وكن دقيقاً حول الألوان المعنية. فالوشم في النهاية يدوم إلى الأبد.