تربية الأطفال في عالم الإنترنت
إنها الحقيقة! نحن وأطفالنا، بِتْنا جميعاً منهمكين في هذا العصر الحديث...عصر الإنترنت. لا يخفى على أحد حجم الصعوبة التي يكتنفها هذا الموضوع الذي نفضل تجاهل الحديث عنه في بعض الأحيان.
لم يعد من السهل علينا التعامل مع الوجود الشمولي لوسائل الإعلام وتأثيرها الواضح، وغالباً ما نشعر أن الأمر قد أمسى خارج نطاق سيطرتنا، ومع ذلك، لابد لآبائنا وأمهاتنا من اتخاذ التدابير اللازمة وتحضير أنفسهم جيداً لحماية أطفالنا وإرشادهم إلى طريق الصواب.
في الولايات المتحدة يصل متوسط عدد الأجهزة التلفزيونية إلى 2.4 في كل منزل، و75% من المنازل تحتوي على حواسب، و63% منها مجهزة بخدمة الإنترنت، كما ارتفعت نسبة الشباب ممن يملكون وسائط شخصية خاصة بهم، حيث يملك 72% منهم تلفازاً، و35% حاسباً مكتبياً أو محمولاً أو كلا الجهازين معاً، و20% منهم تتوافر خدمة الإنترنت في غرف نومهم.
كما ويبلغ متوسط عدد الساعات التي يقضيها الشباب في أمريكا على مختلف وسائل الإعلام والترفيه حوالي 6 – 8.5 ساعات يومياً دون مراقبة من الوالدين في معظم تلك الأوقات، أما المراهقون فيستعمل معظمهم عدة وسائط ترفيهية في آنٍ واحد معاً، كالاستماع إلى الموسيقى أثناء التصفح على شبكة الإنترنت والتحدث على الهاتف.
يفتقر العديد من الأطفال والمراهقين، ممن يستمعون إلى الموسيقى الصاخبة (البوب) ويشاهدون مقاطع الفيديو الموسيقية ويتابعون شاشات التلفزة ويلعبون على الحاسب وألعاب الفيديو ويتصفحون المجلات وأقراص DVD والإنترنت...إلخ، إلى النضج الكافي كي يتمكنوا من التمييز بين الواقع والخيال، لاسيما عندما تُعرض عليهم مادة ما تحت عنوان "قصة واقعية"، حتى أن بعض الناس الراشدين يواجهون صعوبات في إدراك الجوانب البعيدة عن الواقع التي تشكل النسبة الأكبر من أي برنامج أو فيلم يشاهدونه.
كما أن العديد من المشاكل، كالسلوك العدائي والعنف، واحتساء المشروبات الكحولية وتدخين السيجار والتفطن إلى المواضيع الجنسية في سن مبكرة والسمنة (ليس بسبب الجلوس فحسب، بل بسبب الكميات المرتفعة من السعرات الحرارية المتوفرة في الأطعمة أيضاً) وتراجع مستوى التعلم والاجتهاد في المدارس، ما هي إلا عواقب بسيطة ناجمة عن الانتشار الكبير لوسائل الإعلام والترفيه.
وهنا يأتي دور الآباء والأمهات، فمن الضرورة بمكان تحقيق التوازن ما بين الحرية المطلقة والرقابة الصارمة، وغالباً ما يعتمد ذلك على سن أطفالنا، لكن ثمة قرار جوهري لابد لكل أب أو أم اتخاذه، ألا وهو منع الأطفال من اقتناء شاشة تلفاز أو حاسب مع الإنترنت في غرف نومهم، فصحيح أنه من السهل كثيراً السماح بدخول مثل هذه الأجهزة إلى غرف نومهم بغية تجنب الشجار الذي يقع بينهم، إلا أن ذلك قد يسبب الكثير من المتاعب و"الصداع" والأضرار، والأهم من ذلك كله المخاطر.
نصائح للوالدين:
• يجب وضع جهاز التلفاز والحاسب مع خدمة الإنترنت في مكان مفتوح.
• ينبغي أن توضع مثل هذه الأجهزة قبالة مدخل الغرفة التي اخترتماها للأطفال كي لا تسنح لهم فرصة تغيير قناة أو إغلاق صفحة أو إخفاء رسالة دون علم أحدكما.
• ابقيا على تواصل مع طفليكما دون قيود.
• أخبرا طفليكما عن الأشياء الجيدة وغير الجيدة كثيراً التي تحيط بالإنترنت والبرامج التلفزيونية، فكلاهما أدوات تعليمية وترفيهية مهمة، لكن من الممكن أن يتسببا بأضرار، علما طفليكما أنه ليست كل المعلومات التي تقع تحت ناظريه صحيحة. إذا رأيتما شيئاً غير محمود، لا تترددا بالتحدث إليه بشأن ذلك، ضعا الحدود والتزما بها.
• ابدآ الحديث في سن مبكرة.
• إذا كان طفلاكما يعلم كيفية استخدام الفأرة أو جهاز التحكم عن بعد، فقط حان الوقت له كي يتعلم كيف يستفيد من أي منهما.
• احرصا على معرفة مكان طفليكما.
• بقدر ما أنتما حريصين على معرفة ماذا يفعل طفلكما ومع من يمضي وقته حينما يكون خارج المنزل، ينبغي لكما معرفة مع من يتحدث، وما هو الموضوع الذي يتحدث عنه أو المادة التي يقرأها أو يستمع إليها أو البرنامج الذي يشاهده.
• اضبطا جهاز التلفاز والحاسب وراقباهما.
• توصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال الوالدين بوضع قواعد حول ما ينبغي مشاهدته وأوقات المشاهدة والاستعمال، والمدة الزمنية التي يمكن أن يمضيها الطفل في استعمال مثل هذه الوسائل. تنبَّها إلى موعد إيقاف طفليكما تشغيل التلفاز أو الاتصال بالإنترنت، وحاولا أن لا تتجاوز مدة جلوسه على التلفاز أو الإنترنت أكثر من ساعتين اثنتين في اليوم.
• إنه منزلكما.
• العديد من الآباء والأمهات يتساءلون هل ينبغي لهم الاطلاع على الملفات والبريدالاالالكترونيلخاص بأطفالهم.
• إن كانوا صغاراً في السن، فالإجابة نعم، حريٌّ بكم معرفة كلمات المرور والاطلاع على ملفاتهم وحسابات البريد الالكتروني، وعندما يصل العمر بهم إلى سن المراهقة (13 عاماً)، لابد من فسح المجال لهم، لكن مع إلزامهم التام بفتح البريد الالكتروني إذا طلب أي من الوالدين ذلك بغية قراءة ما فيه.
لا تنسَ غرفة نوم طفلك...صحيحٌ أنها غرفته، لكنها في نهاية المطاف جزء من منزلك، وأنت كأب أو أم، بوسعك دخول غرفته عندما تعتقد أن في ذلك ضرورة، افعل ذلك بين الحين والآخر. الاحترام ضروري، لكن طفلك أغلى ما لديك، لا يمكنك تجاهل إشارات الخطر إذا لاحظتها.