التربية الحديثة قد تعيق تطور الدماغ
تمنع العادات الاجتماعية والمعتقدات الثقافية في الحياة العصرية التطور السليم للعقل والعاطفة عند الأطفال وذلك حسب دراسة تم تقديمها مؤخراً في ندوة عقدت في جامعة نوتردام.
يربط هذاالبحث الجديد بعض ممارسات التربية الأبوية البدائية تلك التي كانت شائعة في المجتمعات المتنقلة في مرحلة الصيد والجمع مع النتائج السليمة والعاطفية في مرحلة البلوغ، وجعلت العديد من المختصين يعيدون التفكير ببعض مبادئ تربية الأطفال العصرية والثقافية.
إن الرضاعة الطبيعية، والاستجابة للبكاء، واللمسة المستمرة تقريباً، ووجود عدة أشخاص للاعتناء بالصغار، هي بعض عادات الأجداد في التربية والتنشئة، والتي تبين أن لها تأثير ايجابي على تطور الدماغ، والذي لا يشكل الشخصية فحسب، بل تحسين الصحة البدنية والتطور الأخلاقي.
تبين الدراسات أن الاستجابة لحاجات الأطفال الصغار (وعدم تركهم يصرخون) قد أثبتت تأثيرها على تطور الوعي،إذ أن اللمسات الحنونة ومعانقة الطفل تؤثر في الحد من ردود الفعل تجاه الضغوط التي يتعرض لها الطفل ، وتؤدي إلى انضباط ضربات القلب، ، وتؤكد نتائج الدراسة أن اللعب الحر في الطبيعة، يؤدي إلى تعزيز القدرات الاجتماعية للطفل وتقلل من المشاعر العدائية، وكذلك وجود مجموعة من الأشخاص للاعتناء بالصغير (غير الأم وحدها) تساعد على زيادة معدل الذكاء، وأيضاً تحقيق المرونة في الأناأي في تقليل مشاعر الأنانية لدى الطفل.
لقد وضعت معظم الدول الحديثة جميع تلك الميزات على مسار تنازلي ، وللتوضيح فإن اسلوب التربية الحديثة يعتمد على وضع الطفل الرضيع في حمالات الأطفال بدلاً من حمله معظم الأوقات ، وكذلك وضع الطفل في المقاعد المخصصة للسيارة، أوفي عربات الأطفال ، وتشير الدراسة إلى أن 15% فقط من الأمهات يرضعن أطفالهن رضاعة طبيعية خلال 12 شهراً، بالإضافةإلى اختفاء العائلات الكبيرة كما كانت في الماضي بسبب الظروف المعيشية والبحث عن فرص العمل في أماكن بعيدة عن مكان وجود الجد والجدة والأقارب ، كما تراجع سماح الأهل باللعب الحر بشكل مفاجئ منذ عام 1970.
وقد أثبتت الدراسة أنه سواء كان ذلك نتيجة طبيعية لتلك العادات الحديثة أو نتيجة لعوامل أخرى، فان القلق والاكتئاب قد أصبح شائعاً بين كافة الفئات العمرية، بما في ذلك الأطفال الصغار، وارتفعت معدلات السلوك العدائي والإهمال بين الأطفال الصغار، وكذلك انخفاض التقمص العاطفي وهو حجر الأساس للسلوك الأخلاقي والتعاطف بين طلاب الجامعات.
وفقاً لتلك الدراسة يمكن أن يكون للأقارب الآخرين وللمعلمين الأثر المفيد حين يشعر الطفل بالأمان عند تواجدهم. وكذلك يمكن إصلاح العيوب التي تظهر باكراً في وقت لاحق.