الأرض تفقد نصف أشجارها من أجل الإنسان
يبين تعداد عالمي جديد للأشجار على الكرة الأرضية نشر في مجلة ( الطبيعة ) في شهر سبتمبر/ أيلول 2015،أن العدد الإجمالي للأشجار على كوكبنا قد هبط إلى النصف تقريباً منذ بدء الحضارة الإنسانية.
تعتبر هذه الدراسة بمثابة القائمة الأدق لتعداد أشجار الأرض حتى هذا التاريخ،حيث تبين وجود 3.04 تريليون شجرةوبما يعادل 422 شجرة للشخص الواحد.
استخدم الباحثون صور الأقمار الصناعية وقوائم تعداد الغابات و تقنيات الحاسوب المتقدمة من أجل حساب عدد الأشجار على الأرض ،وقد وجدت التقديرات الجديدةأشجاراً أكثر بحوالي 7.5 مرات عما كانت عليه الأرقام في التقديرات السابقة.
كما استخدم الباحثون أيضاً الخرائط الجوية الموجهة التي تغطي الأشجار حالياً و تاريخياً والمقدمة من قبل برنامج البيئة في الأمم المتحدة لتقدير كمية الأشجار التي تم فقدها عبر الزمن حيث وجد الباحثون أن العدد الإجمالي للأشجار قد هبط بما يقارب 46 % منذ بدء الحضارة.
يقول توماس كروثر – كبير الباحثين في الدراسة وزميل دكتوراه في جامعة ييل لدراسات الغابات والبيئةفي نيوهافن/كونيكتيكت أن الأشجار هي من بين الكائنات الحية الهامة على الأرض.
إن تعداد الأشجار سيساعد العلماء على فهم أفضل لتوزع فصائل الحيوان والنبات في العالم ولتأثير تغيرات المناخ وكيفية تشكيل الأشجار للبيئة ،بالإضافة إلى ذلك يمكن للنتائج أن تساعد العلماء على دراسة دور الأشجار في دورة الكربون إذ تمتص الأشجار ثاني أوكسيد الكربون من الجو وتخزنه عن طريق عملية التركيب الضوئي، ثم تنتج و تطلق غاز الأوكسجين كمنتج جانبي وبذلك تلعب الأشجار دوراً رئيسياً في تخفيف آثار غازات البيوت البلاستيكية في الجو.
يقول كروثر: " لا أعلم ما هو العدد الذي كنكت سأخمنه و لكنني دهشت فعلاً عندما وجدت أننا نتكلم عن تريليونات ".
ويضيف :"تؤدي الأشجار خدمات لا حصر لها للإنسان فهي تخزن كمية هائلة من الكربون وهي أساسية في دورة الغذاءوفي نوعيةالمياه والهواء،ومع ذلك عندما تطلب من الناس تقدير عدد الأشجار ضمن ترتيب الأهمية فلا يعرفون من أين يبدأون".
يقول العلماء أن الدراسة توصلت أيضاً إلى أن المناطق ذات الكثافة الأعلى من الأشجار تتواجد في المناطق شبه القطبية في روسيا واسكندنافيا و أميركا الشمالية،أما المناطق المدراية فهي التي تضم أكبر مساحات الغابات حيث يوجد بها34% من أشجار العالم.
إن السبب الرئيسي لاختفاء الأشجار هو النشاط البشري الذي يتمثل بشكل رئيسي في قطع الغابات والتغيرات في طريقة استخدام الأرض، وكذلك طريقة إدارة الغابات وتساهم هذه الأسباب مجتمعة بخسارة 15 مليار شجرة سنوياً في أنحاء العالم.
لقد انخفض عدد الأشجار على الكوكب إلى النصف تقريباً مما أدى إلى تأثير هائل على المناخ وعلى صحة الإنسان نتيجة لذلك.
لقد قام العلماء بهذه الدراسة بعد أن اتصلت مجموعة من الشباب تدعى ( الزراعة من أجل الكوكب ) بكروثر و طلبت منه تقديراً أدق لعدد أشجار العالم عما كان متوفراًمنذ بدء لحضارة الانسانية ,حيث لم تكن التقديرات السابقة و البالغة 400 مليار شجرة تتضمن قوائم تعداد الغابات من الأرض بينما تضمنت الدراسة الجديدة هذه المعلومات، كما تلقي هده الدراسة الضوء على مدى الجهد المطلوب إذا أردنا استعادة الغابات الصحية على نطاق العالم كله.