يختلف رأي الأهل حول الصفع، لكن رأي الخبراء واضح تماماً
يتركز أكثر الموضوعات جدلاً بين الأهل حول الصفع وهل هذه الطريقة صحيحة أم خاطئة.
يعتبر البعض أن الصفع هو إساءة جسدية، في حين يقسم آخرون أن الصفع شكل فاعل لتهذيب الصغار، ويؤكدون أنهم تعرضوا لهذا النوع من العقاب ولم يؤثر ذلك على شخصيتهم، أما البعض الآخر فيقول أنه لا يمكن أن يصفع طفلاً دون أن يشعر بالذنب.
وفي حين تختلف آراء الناس بشكل واسع حول هذا الأمر، إلا أن رأي الخبراء مستقر تماماً عندما يتعلق الأمر بالصفع.
النتائج العلمية:
نشرت إحدى الدراسات في مجلة علم النفس الأسري، وتركزت حول بحث إذا كانت آثار الصفع على الأطفال تختلف عن آثار الإساءة الجسدية.
تم إجراء الدراسة على أكثر من (160000) طفل، وكانت النتيجة بأن التأثيرات لا تختلف بشكل كبير بين الصفع والإساءة الجسدية، وأن هناك علاقة بين الصفع والخطر المتزايد لوجود نتائج مضرة بالطفل.
تحث إليزابيث غيرشوف رئيسة فريق الباحثين، الأهل على التفكير قبل أن يقوموا بصفع أطفالهم، وذلك بعد أن توصلت مع فريقها من الباحثين إلى مثل هذه النتائج الواضحة، حيث تقول أن المجتمع يعتقد أن الصفع والإساءة الجسدية سلوكين مختلفين، ولكن الباحثين يبينون أن الصفع يرتبط بنفس النتائج السلبية على الطفل كما هو الحال للإساءة الجسدية، وربما بدرجة أقل.
وتوصلت دراسة أخرى بأن العقوبات الجسدية بما فيها الصفع، في عمر مبكر يمكن أن تؤثر سلباً على تصرفات ومزاج الطفل خلال مرحلة المراهقة.
يقول البروفسور غوستافو كارلو جامعة ميسوري ومدير مركز جامعة ميسوري لأبحاث وسياسة الأسرة، أنه من الضروري بالنسبة للأهل أن يمتنعوا عن العقاب الجسدي نظراً لآثاره التي تدوم طويلاً، وإذا أردنا تعزيز السلوك الإيجابي، فعلى جميع الأهل تعليم أطفالهم طريقة ضبط سلوكهم في وقت مبكر.
الحل البديل:
1- تحديد العواقب:
بدلاً من تأنيب الطفل على سوء سلوكه وأنه سيعاقب بالصفع، يمكن حرمان الطفل من لعبته لمدة ساعة بسبب هذا السلوك. والمغزى من ذلك هو وضع عقوبات تتجنب العقوبة الجسدية ولكنها تساعد الطفل على أنه تصرف بشكل غير صحيح. لذلك من الأفضل منع الامتيازات بدلاً من صفعة مؤلمة.
يجب التأكد من أن العقوبة تتطابق مع خرق القواعد، فرمي العنب على الأرض لا يستوجب حرمان الطفل من مشاهدة التلفاز لمدة أسبوع، كما أنه لا يمكن أن تكون عقوبة ضرب أخوتهم مجرد حجزه في زاوية العقاب لمدة دقيقة واحدة فقط.
2- الاستمرار حتى النهاية:
هذه الخطوة ضخمة. إن التناقض في فرض العقوبة ستنقل للطفل فكرة أن سوء سلوكه ليس بهذا الأمر المهم، وسيتكرر تصرفه السيئ مراراً لأنه يعتقد أن بإمكانه الإفلات من العقوبة.
لذلك على الأهل أن يتصرفوا بحزم حين فرض العقوبة كحرمان الطفل من الحلوى إذا لم يتناول طعام العشاء، دون الالتفات إلى توسلاته للحصول على المثلجات أو السكاكر.
3- المكافأة على حسن السلوك:
من المهم مكافأة الطفل على حسن سلوكه، كما هي الحال عند معاقبته لسوء السلوك. فلا بد أن يتعلم أن حسن السلوك مصدر للابتهاج، وأن لسوء السلوك تبعاته.
بالنسبة للأمور البسيطة تكفي عبارة شكر للتصرف الجيد ولقيامه بعمل جيد، وسيكون لها تأثير مديد لتعليمه حسن السلوك. أما بالنسبة للانجازات الأكبر، فإن مكافأته للقيام بنشاط يستمتع به سيكون له تأثير إيجابي كبير.
عندما يتصرف أطفالكم بشكل سيئ في المرة القادمة، فكروا قبل أن تصفعوا. فهناك العديد من الفوائد النفسية جراء تطبيق أشكال أفضل من العقوبات وسيشكركم أطفالكم عندما يكبرون.