هل يتعلم الطلبة اليوم ماهم بحاجة اليه للنجاح عالم الغد ؟
سينضم طلبة المدارس إلى القوى العاملة في الغد، ولكن هل هم مهيئون للنجاح في مجال العمل في القرن الواحد والعشرين؟
وللإجابة على هذا السؤال قام عدد من الخبراء بتحديد أهم المهارات التي يجب أن يكتسبها الطلبة وذلك على النحو الآتي :
1- الحلقة المفقودة:
يتعلم طلبة المدارس هذه الأيام الموضوعات الأكاديمية الجوهرية وهي مفيدة لهم، إلا أنهم لا يكتسبون كل المعرفة التي يحتاجون إليها للانخراط في محيط العمل ، ومن أهمها الاستعداد لتلبية شروط رب العمل والقيام بالأعمال المطلوبة منهم بدقة واتقان والتمتع بروح المثابرة والانضباط .
وتقع على عاتق المعلمين اليوم مهمة تعليم الطلبة العمل مع الآخرين كفريق والتعاون ضمن مجموعات. و القدرة على الإبداع والتفكير الخلاق، وإيجاد طرق مختلفة لاقتراح الحلول.
2- معرفة Science, Technology, Engineering and Mathematics S.T.E.M
يقدم هذا المصطلح (اختصار لكل من العلوم ـ التكنولوجيا ـ الهندسة والرياضيات)، بعض الأفكار التي تفتح أمام الطالب أبواب النجاح في محيط العمل. بالنسبة للطلاب الذين يستعدون للدخول في مجال الوظائف والمهن، فإن إمكانية التوظيف وكسب المال سترتبط بشكل متزايد بمعرفة تلك العلوم بما في ذلك القدرة على التكيف في ظل التسارع في الاختراعات والاكتشافات.
3-المهارات الحياتية:
يكمن مفتاح النجاح في محيط العمل في المقدرة على ضبط الأمور الشخصية، إذ يحتاج الطلبة إلى تعلم إدارة حياتهم كأفراد مسؤولين في المجتمع ، إضافة إلى المقدرة إدارة شؤونهم المالية.
4-التعامل مع الفشل:
لقد اتبعت الحضارة الحديثة نظرية "لا يمكنك أن تفشل" في تنشئة الصغار والتعليم. ففي محاولة خاطئة لزيادة ثقة الصغار بأنفسهم بالغ الأهل بالأمر إلى درجة بأن يجعلوا أطفالهم الرابحين دائماً في الألعاب إلا أنه تبين نتيجة للأبحاث والدراسات أن ذلك لا يساعدهم في الحياة الواقعية.
ويعتبر الفشل، في ثقافة اقتصاد العولمة، جزءاً مقبولاً من القيام بالعمل. ولكن من المؤسف أن أطفال اليوم يخشون من الفشل، ويؤدي هذا الخوف الى اضعاف قدرتهم على الابتكار والإبداع ويسلبهم الجرأة على الخوض في تجارب حقيقية للتعلم وإنجاز العمل، وعلى المعلمين ان يتذكروا أنه في القرن الحادي والعشرين لم يعد كافيا أن يتم التعليم عن طريق التلقين فقط (المعرفة البيانية) بل أصبح من الضروري ان يمتلك الطلبة ( المعرفة الإجرائية ) أي أن يكون بمقدور الطالب تطبيق مايعرفه للتعامل مع الظروف والأحداث من حوله.
5-التواصل الفعال:
أخيراً، على الطالب أن يكون قادراً على التواصل الفعال مع أقرانه عبر وسائل الاتصال الحديثة، ويجب أن يتعلم كيفية صياغة المراسلات عبر استخدام البريد الإلكتروني والذي يعتبر في وسيلة الاتصال الرئيسة في عالم الأعمال، وتحتل رسائل العمل عبر البريد الالكتروني موقعاً أعلى بكثير من الفيسبوك والرسائل النصية التي يستخدمها الصغار فعلاً.
يوثق البريد الالكتروني الأفكار والعلاقات والعمليات، لذلك فمن الضروري امتلاك مهارة الكتابة لإجراء التواصل الواضح والمحدد والصحيح. ونظراً لتزايد العمل ضمن مجموعة أو فريق مؤلف من أشخاص من جميع أنحاء العالم سواء بشكل مباشر أو افتراضي، لذلك فإن التواصل الذي يراعي اختلاف الثقافات والذي يعكس الوعي العالمي ينال أهمية أكبر مما كان عليه في السابق.