أفكار لمدارس المستقبل
التقدم السريع في مجال التكنولوجيا، والتغيّرات التي تحدث في مجال التعليم، تطرح رؤية جديدة كليا لكيفة ظهور المدارس في المستقبل وتشغيلها. فما هو مستقبل التعليم؟ وما شكل مدرسة المستقبل؟ كيف يمكن تطوير استراتيجيات تعلم فاعلة باستخدام التكنولوجيا المتقدمة؟
1- ثقافة المدرسة – تجربة مدرسة المستقبل في نيويورك: يعود نجاح هذه المدرسة الى عدة أسباب. أحد هذه الأسباب ثقافة المدرسة. تحتاج مدرسة المستقبل الناجحة الى أن توفر وقتا أكثر للتطوير المهني للمعلمين وتخطيط المعلم واجتماعات معلمي الصف أو المرحلة. بتوفير ما يلزم من الوقت للتخطيط للتطوير المهني والموارد اللازمة، يشعر المعلمون أن لديهم الوقت الكافي لاعداد مواد الدروس. ويتاح لهم المجال للتعاون مع المعلمين الآخرين والعاملين في المدرسة لتطوير أفكار جديدة.
2- التعلم القائم على الظاهرة كما هو متبّع في فنلندا. على الطلبة أن يتعلموا عن قضايا وموضوعات في العالم الحقيقي، وليس عن موضوعات مستقلة. يمكن للطلبة تعرّف موضوعات مثل الاتحاد الأوربي، وجسم الانسان، والبيئة. من خلال موضوع معين، يمكن للطلبة تعرّف تخصصات متعددة، بما في ذلك العلوم المختلفة والحكومة والتاريخ وعلم النفس وحتى الرياضيات. بالتعلم من خلال استكشاف سياقات واقعية وموضوعات تعليمية ضمن تلك السياقات، تتوفر للطلبة الأدوات التي يحتاجون اليها للعمل في العالم الحقيقي.
3- تشجيع الاستخدام الابداعي للتكنولوجيا: تشجع المدارس الايجابية والملائمة نمو الطلبة وتطويرهم للتفكير الناقد والمهارات المنطقية والاستقلالية من خلال الاستخدام الابداعي للتكنولوجيا. لن تتمتع مدارس المستقبل بالوصول الى التكنولوجيا فحسب، بل سيقدم المعلمون للطلبة مشاريع ومهمات تحفزهم على التفكير بصورة خلاقة. سيتعلم الطلبة من خلال الاستفادة من التكنولوجيا انشاء وسائل الاعلام الخاصة بهم، وربما حتى ملفاتهم الالكترونية.
4- اسلوب التقويم وشكله، كما في فنلندا: يركز تقويم الطلبة في مدرسة المستقبل بصورة أكبر على تقدم الطالب وبصورة أقل على نتائجه. في الصفوف المبكرة، يتم اعطاء الطلبة تغذية راجعة مكتوبة بدل الشكل التقليدي للعلامات. فالتغذية الراجعة المكتوبة يمكن أن تحفز الطلبة وتساعدهم في عملية تعلمهم. في بعض الأحيان يمكن أن تكون العلامات غير محفزة، بخاصة عندما يقارن الطلبة بين علاماتهم. بتعديل طريقة التقويم، يمكن للمدارس مساعدة الطلبة بصورة أفضل فيما يتعلق بتعلمهم. يمكن أن تساعد الطلبة في التركيز أكثر على جوانب التحسين، وأقل على علامة معينة حصلوا عليها.
5- جلب خبرات الحياة الحقيقية الى غرفة الصف: تركز احدى المدارس المصممة لاستخدام شكل مدرسة المستقبل في نيويورك على أهمية تقديم خبرات ومعارف حقيقية في غرفة الصف. تتضمن أبرز النقاط أهمية تقديم أفكار ومشكلات من العالم الحقيقي في غرفة الصف.