مناهج التعليم بالواقع المعزز والذكاء الاصطناعي
بحلول عام 2030 ، ومجهزة بالذكاء الاصطناعي والوصول غير المحدود إلى موارد الحوسبة السحابية القوية ، ستتمكن الأجهزة الذكية من اعداد المناهج الدراسية وفقًا لاحتياجات وتطلعات وأساليب التعلم لكل طالب على حدة ، حيث ستتمكن الكاميرات الموجودة في هذه الأجهزة من تحليل تعابير وجه الطلاب ولغة جسدهم لحساب مدى تفاعلهم ، فضلاً عن تحليل مدى سهولة أو صعوبة فهم او استيعاب موضوع معين. وستقوم هذه الأجهزة بدراسة وتحليل الأنماط السلوكية لكل طالب وأنماط الكتابة وسرعاتها لقياس الكفاءة واكتشاف المؤشرات المبكرة لصعوبات التعلم مثل ADHD ، وعسر الحساب ، وعسر الكتابة ، وعسر القراءة وحتى مشاكل الذاكرة.
وسيعكف المبرمجون من خلال دمج قدرات الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية ، على إنشاء مواد تعليمية غنية وقابلة للتكيف ومخصصة في الوقت الفعلي بالإضافة الى القيام التحليلات السلوكية والدلالية ، والواقع المعزز (Augmented Reality AR) ، ومعالجة اللغة الطبيعية والترجمة العالمية ومحتوى الواقع الافتراضي (Virtual Reality VR) ،وصولاً إلى تزويد كل طالب بالرمز الخاص الذي يمثله في الواقع الافتراضي Avatar ويساعده على تعلم كل شيء وأي شيء يريده من الشجرة حتى الفضاء .
لقد شهد العالم على مدار العشرين عامًا الماضية ، تغييرًا كبيرًا في طرق التدريس ، في الماضي ، كان على الطلاب أن يكونوا في الصف داخل المدرسة او الجامعة كي يتعلموا ، أما اليوم فإن العديد من المؤسسات التعليمية مثل MIT و Harvard ، وحتى الشركات الخاصة مثل P&G و General Electric ، تقدم للطلاب من جميع أنحاء العالم فرصًا لحضور الدورات التعليمية المفتوحة عبر الإنترنت والتي تضم مئات الآلاف من المشاركين وغالبًا تكون بالمجان .
إن انتشار القنوات الجديدة في التعليم والتدريس عبر الإنترنت يخلق مشاكل متعددة للمختصين في اعداد المناهج التعليمية المتخصصين والذين هم من الخبراء والأساتذة المرموقين في التربية التعليم ، حيث أن انتشار المحتوى التعليمي عبر قنوات الانترنت مثل التي يمكن أن تتضمن YouTube و WhatsApp وحتى Disney و Harvard ومتاجر التطبيقات - يعني أن الأطفال والطلبة في مختلف المراحل الدراسية يمكنهم الوصول إلى عالم من المواد الجديدة المتغيرة ولكن دون مراعاة الجودة والاتقان والدقة في المحتوى في بعض الأحيان.
وفي خلال السنوات القليلة القادمة ، ستعمل منصات الشبكات الستراتوسفيرية الجديدة مثل Project Loon من Google ، و Project Aquila على Facebook ، و OneVu على إيصال شبكة الانترنت الى جميع انحاء المعمورة أي انه لن يبقى أي شخص بعيداً عن الوصول الى الانترنت ، وهذا بحد ذاته سيحدث تغيراً في معادلة التعلم ، حيث سيتمكن الطلاب في جميع انحاء العالم من التعرف على الذكاء الاصطناعي ، والواقع المعزز ، والأفتار Avatar ، والمحتوى المدعوم بالواقع الافتراضي ، وسيتمكنوا من التعامل مع هذه التقنيات بشكل اعتيادي .
وبمرور الوقت ستفسح هذه التقنيات المجال للمنصات (التي توجد بها بالفعل نماذج أولية عاملة) تستخدم واجهات الدماغ والحاسوب (BCI brain-computer interfaces) لنقل المحتوى مباشرة إلى عقول الطلبة او الى عقول المستخدمين . سيتأثر دائمًا اعتماد كل هذا المحتوى ، سواء كان قائمًا على VR أو BCI ، بإمكانية الوصول والقدرة على تحمل التكاليف والتصميم. وكلما كان استيعاب المحتوى أسهل ، زاد الإدراك .