معالجة ضيق التنفس أثناء النوم للإقلال من خطر الإصابة بداء السكري
إن استعمال جهاز بسيط لمدة ثماني ساعات كل ليلة بهدف معالجة ضيق التنفس أثناء النوم يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بداء السكري و ذلك حسب دراسة جديدة نشرت في المجلة الأميركية لطب الجهاز التنفسي و العناية المشددة بتاريخ 21/4/2015.
ويعاني الملايين في أنحاء العالم من مرحلة ما قبل السكري و هو اضطراب يتسم بارتفاع نسبة السكر في الدم و لكن ليس إلى حد مرض السكري، و يواجه المرضى تزايد خطر تطور مرضهم إلى مرض السكري و الذي يضر بالعين و الكلية و الأعصاب وغالباً ما يؤدي إلى أمراض القلب و الأوعية الدموية .
وقد تبين من متابعة مراحل تطور الإصابة بهذا المرض أن الأشخاص المصابون بمرحلة ما قبل السكري يعانون من ضيق التنفس أثناء النوم ، ولكنهم يتقبلون الأمر ولا يقومون بمحاولة لمعالجته على الرغم من خطورته لاحقاً على صحتهم .
إن أكثر طرق المعالجة قبولاً بالنسبة لضيق التنفس أثناء النوم هي ما يعرف بـ ( الضغط المستمر لمجرى الهواء CPAP ) و هو جهاز يقوم بضخ ضغط مستمر للهواء إلى الرئتين بواسطة أنبوب و قناع للوجه خلال الليل ، مما يساعد على التنفس بشكل أفضل أثناء النوم وذلك بإبقاء مجرى الهواء العلوي مفتوحاً .
و تبين سوشميتا باميدي و هي طبيبة و زميل سابق في جامعة شيكاغو و تعمل حالياً في جامعة ماكجيل – مونتريال /كندا، أن هذه الدراسة قد أظهرت أن بإمكان الجهاز أن يقلل من خطر تطور مرحلة ما قبل السكري إلى داء السكري ،وذلك في حال تم استعمال الجهاز لمدة ثماني ساعات و هي فترة النوم في الليلة الواحدة ،ورغم صعوبة تحقيق ذلك كل ليلة إلا أن النتائج التي تم التوصل إليها تقدم حافزاً قوياً لأي إنسان يعاني من ضيق التنفس أثناء النوم و خاصة الأفراد في مرحلة ما قبل السكري من أجل زيادة تقيدهم بالعلاج لتخفيف أخطار الاستقلاب القلبي .
تكون ظاهرة ضيق التنفس أثناء النوم شائعة لدى الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن و من السمنة ، وعندما يكون مجرى الهواء العلوي مسدوداً خلال النوم فإنه يعيق النوم و يخفض بشكل مؤقت من مستويات الأوكسجين ، مما يجعل ذلك مرتبطاً بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب و الأوعية الدموية مثل فرط ضغط الدم و السكتة الدماغية كما يقلل هذا الوضع من قدرتهم على تنظيم معدل سكر الدم و هذا يزيد من خطر الإصابة بداء السكري .
وقد قام الباحثون من أجل هذه الدراسة بتجنيد 39 متطوعاً في منتصف العمر لديهم زيادة في الوزن و سمنة و يعانون أيضاً من مرحلة ما قبل السكري و من ضيق التنفس أثناء النوم .
تم اختيار 26 متطوعاً منهم بشكل عشوائي أي ما يعادل ثلثي العدد لإخضاعهم إلى علاج بالجهاز ( CPAP ) لمدة أسبوعين , أما الباقي و البالغ عددهم 13 متطوعاً فقد تناولوا قرصاً لا يحتوي أي دواء – يتم تناوله قبل نصف ساعة من النوم – و قد تم إعلامهم أن الدراسة ستقارن العلاجين .
نام كل المشاركين في مختبر النوم و تمت مراقبتهم عن كثب مع تسجيلات لكامل فترة النوم ليلاً خلال فترة العلاج .
وضع المشاركون الذين استعملوا جهاز ( CPAP ) هذا الجهاز لمدة ثمان ساعات كل ليلة تحت الإشراف المستمرمن قبل الاختصاصي،وكان يتم قياس استقلاب الغلوكوز لدى هؤلاء المشاركين قبل و بعد كل فترة علاج و ذلك باختبارات فموية و وريدية, كما قام الباحثون أيضاً بقياس هرمون الإجهاد النورادرينالين في الدم ،مع مراقبة ضغط الدم باستمرار على مدى 24 ساعة في المنزل، وقد سمح لكافة المشاركين بمغادرة المختبر خلال النهار للقيام بأعمالهم المعتادة .
بعد أسبوعين تحسن مستوى ضبط سكر الدم حسب قياسه باختبار تحمل الغلوكوز فموياً بالنسبة لمجموعة جهاز ( CPAP ) بالمقارنة مع مجموعة الدواء الوهمي، إضافة إلى ذلك فإن قدرة الأنسولين على تنظيم مستوى سكر الدم لديهم و المقدرة حسب الاختبار تحمل الغلوكوز وريدياً قد تحسنت لدى مجموعة جهاز ( CPAP ) بالمقارنة مع مجموعة الدواء الوهمي .
حصلت مجموعة جهاز ( CPAP ) على مستويات أقل بنسبة 27% من هرمون الإجهاد النورادرينالين، وكذلك على معدل أقل لضغط الدم من مجموعة الدواء الوهمي .
تقول الدكتورة إيزرا تاسالي و هي أستاذة طب مساعد لدى جامعة شيكاغو و رئيس الباحثين في هذه الدراسة: " أنه رغم التأثير الواضح على التغيرات في نمط المعيشة و توفر عدة معالجات دوائية فإن العبء على الصحة العامة الاالاقتصادمرض السكري ما زال ضخماً ،و يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار موضوع تقييم ظاهرة ضيق التنفس أثناء النوم لدى المرضى الذين يواجهون خطر الإصابة بمرض السكري و أمراض القلب و الأوعية الدموية، لأن الدراسة التي قمنا بها تبين أن معالجة ضيق التنفس أثناء النوم يمكن أن يخفف من هذه الأخطار" .