مشروع المئة ألف جينوم
يهدف هذا المشروع الذي تبلغ كلفته 300 مليون جنيه استرليني (467 مليون دولار)، الى رسم تسلسل الجينات لمرضى الخدمات الصحية الوطنية في إنجلترا خلال الفترة من 2015م الى 2018م. وبالاستفادة من حجم العينة الضخم، يهدف العلماء الى تحديد الصفات الوراثية المشتركة لعدد من أمراض السرطان والأمراض النادرة، بما يمهد الطريق لتطوير أدوات تشخيص جديدة، وعقاقير وطرائق علاج جديدة.
عندما بدأ مشروع الجينوم البشري في عام 1990م، تطلب 13 عاماً ليكتمل، وكلف ثلاثة بلايين دولار. لكن مع مرور الزمن، وتطور تقنيات العمل، اتجه الوقت والكلفة للانخفاض. وبحلول أوائل العقد الثاني من القرن الحالي، أصبح من الممكن رسم الخريطة الجينية للشخص بأقل من عشرة آلاف دولار، وفي غضون أيام قليلة. وبحلول عام 2014م، أصبحت الآلات قادرة على رسم الخريطة الجينية مقابل ألف دولار فقط.
يستفيد مشروع المئة الف جينوم من هذه التطورات الثورية، لتكوين قاعدة بيانات ضخمة تجمع بين المعلومات الجينية والسجلات الصحية الشخصية. وهذا سيساعد الباحثين على فهم أفضل للمرض وارتباطاته المعقدة مع الجينات. وسيساعد الأطباء في التنبؤ بكيفية استجابة الشخص لعلاج محدد، أو إيجاد علاج يعمل أفضل لحالة محددة. كما سيتيح للمنظمات الصحية أن تتتبع بدقة أكبر انتشار الأمراض المعدية، وأن تحدد بدقة مصدر المرض وطبيعة انتشاره.
إنكلترا هي أول بلد يقوم بمثل هذه المهمة، وستكون هناك مشاريع مماثلة أكبر في السنوات القادمة، مع استمرار التحسن في رسم خرائط الجينات، من حيث الكلفة والسرعة. وبحلول عام 2020م، ستكون عشرات ملايين الخرائط الجينية قد أنجزت. وبحلول عام 2040م، ستكون أنظمة رسم الخرائط الجينية الشخصية متوفرة في جميع بلدان العالم. ويقول العلماء ان تأثير هذه الانجازات على الطب الشخصي يماثل تأثير البنيسيلين ولقاح الجدري.